أي فعل على الأرض يظهر في مواجهته رد فعل قاس موجع ومدمر. هذه الصورة ترافق أحداث الفيلم المتداخلة، السريعة، والجديدة في معرض المواجهات بين عملاء المخابرات ، وتحديداً حين ظهور النساء ولنا معهن سلسلة من المغامرات وتحطيم الرجال ما يدفع للتساؤل عن القدرة الخارقة للأيادي الناعمة في القضاء على أصحاب العضلات المفتولة من الجنس الخشن، وعندما تدخل المسدسات على الخط يتفنن سادة المؤثرات الخاصة والمشهدية في تخريج مشاهد مثالية في إستعمالها، وإسقاط العشرات برصاصات قليلة، ويحصل كل هذا في مشاهد تبدو واقعية وعفوية إستناداً إلى خبرة المخرج في إنجاز مشاهده معتمداً على الممثلة السويدية"نومي راباس" في شخصية العميلة البريطانية "أليس راسين"، التي تقع ضحية تنسيق ملتو بين جهازي المخابرات في أميركا وأوروبا.
لن تكون "أليس" وحيدة في الميدان، هناك أيضاً "إيميلي نولز" (توني كوليت) و"نوما" (أديلايو أديدايو)، والمناخ العام نزول العميلات إلى الساحة ومباشرة ضخ الأحداث التي تدفعهن للدفاع عن مواقعهن، جرأة غير مسبوقة في إقتحام أماكن الإرهابيين، مع مواجهات صعبة يقاتلون فيها عمالقة من الرجال الروس يتساقطون بقبضة "أليس" التي تفاجأ لاحقاً بترتيبات مختلفة لرؤسائها تهدد حياتها ميدانياً لكنها تنجخ في النجاة، بعدما إستعملت كل ما تعرفه من خبرة معلوماتية، وما إكتسبته من قدرات قتالية خاصة تنجح من خلالها في الوصول إلى أخصامها دون عناء، في وقت لم يخفق قلب البطلة لأي رجل، رغم وسامة شريكها "جاك ألكوت" (أورلاندو بلوم) الذي ضاهاها في القوة ومواجهات الكاراتيه وإستعمال الأسلحة.
بعدما إعتدنا على باريس ساحة للمواجهات باتت لندن أكثر جذباً لكتاب السيناريو، وإن يكن التصوير تم في براغ (جمهورية تشيكيا) حيث عرض في 98 دقيقة في الصالات الأميركية بدءاً من الأول من أيلول/ سبتمبر، مدعوماً من النجوم المخضرمين "مايكل دوغلاس" (إريك لاش) و "جون مالكوفيتس" (إريك هنتر) والشاب أورلاندو بلوم (ألكوت)، وهم قاموا بأدوار مميزة لكنها قصيرة في مواجهة حضور "راباس" الطاغي منذ المشهد الأول في الفيلم، الذي يحضر فيه الممثل مكرم خوري (72 عاماً) الوافد من الأراضي المحتلة، ومعه عربي آخر هو "رامي نصر" في شخصية السيد "حسين".
المصدر : الميادين نت
Views: 0