مراكز الاقتراع تفتح في إقليم كردستان العراق لإجراء الاستفتاء على الانفصال والمصوتون يتوافدون صباح اليوم الإثنين على المراكز للتصويت. وسائل إعلام روسية تنشر مشاهد لعناصر مسلحة من كرد ايران ينتشرون في محافظة كركوك العراقية لحماية عملية الاستفتاء.
فتحت مراكز الاقتراع صباح اليوم الإثنين في إقليم كردستان العراق لاستفتاء انفصال الإقليم. وتوافد المصوتون باكراً في مدينة أربيل عاصمة الإقليم ووقفوا في طابور عند أحد مراكز التصويت.
وفي السليمانية ثاني مدن الإقليم، توافد المصوتون إلى مركز كانيسكان في شرق المدينة. وفي مدينة كركوك، أبرز المناطق المتنازع عليها بين الأكراد وحكومة بغداد المركزية، علا التكبير في مساجد المدينة للدعوة إلى التصويت وكأنه يوم عيد.
وفي خانقين إحدى المناطق المتنازع عليها في محافظة ديالى، شمال شرق بغداد، توافد المقترعون إلى مركز الاقتراع داخل مدرسة.
ويشارك أكثر من 5 ملايين مقترع في الاستفتاء الذي يجري في المحافظات الثلاث من إقليم كردستان العراق، وهي إربيل والسليمانية ودهوك، كما في مناطق متنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية بينها خانقين في محافظة ديالى، شمال شرق بغداد.
وستعلن النتائج النهائية خلال 72 ساعة المقبلة.
وقام المقترعون بذبح عجل أمام أحد مراكز الاستفتاء الرئيسية بوسط أربيل، تعبيراً عن فرحتهم بهذه المناسبة.
ويجري الاستفتاء وسط معارضة عراقية ودولية، ودعوة قيادة إقليم كردستان إلى الاستفتاء وسط إجراءات أمنية مشددة.
ونشرت وسائل إعلام روسية مشاهد لعناصر مسلحة من كرد ايران ينتشرون في محافظة كركوك العراقية لحماية عملية الاستفتاء في الإقليم.
وقالت مصادر عراقية إن قوات كبيرة من البيشمركة الكردية توجهت من أربيل إلى محافظة كركوك.
وسيجيب المشاركون في الاستفتاء بنعم أو لا عن سؤال: هل تريد إقليم كردستان والمناطق الكردية خارج إدارة الإقليم أن تصبح دولة مستقلة؟.
وكان النواب الكرد في مجلس الشورى الإيراني أصدروا بياناً أيدوا فيه الموقف الإيراني من الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان العراق، واعتبروا أن "الجهة التي ستجري الإستفتاء في كردستان مدعومة من إسرائيل".
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكد أنه لا يمكن الاستمرار في فرض الأمر الواقع بالقوة في إقليم كردستان لأن هذا الأمر سيفشل.
وشدد العبادي في كلمة له على أنه ستكون هناك خطوات لاحقة لحماية وحدة العراق، مشيراً إلى أن "الأمر الواقع مرفوض".
من جهته، قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني إنه في نهاية المطاف سيقبل الجميع الأمر الواقع كما قبلوه في السابق.
وأكد برزاني المضي في إجراء الاستفتاء، ولفت إلى أنه وفق التجربة السابقة لا يمكن متابعة ما وصفها "بالشراكة الفاشلة مع بغداد".
وقال برزاني "وفق التجربة السابقة لا يمكننا متابعة الشراكة مع بغداد فالشراكة بيننا وبين بغداد انتهت وفشلت ولم يجر تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي والتي كان يفترض تطبيقها بحلول عام 2007". وأضاف أن "قوات البيشمركة لم يحصلوا لا على الميزانية ولا على السلاح".
وتابع "وكان هناك تعبئة في الشارع ضد كردستان العراق وهناك الكثير من التهديدات، وبالتالي كيف لنا أن نعيش مع هؤلاء هذا هو البلد الذي كنا نأمل به".
من جهته، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم القادة السياسيين في أربيل وبغداد إلى تجنب التصعيد والعودة إلى الحوار.
وجدد معصوم التأكيد على أولوية مبادئ الدستور ودعم المجلس الدولي، داعياً الطرفين إلى التوجه معاً لبناء دولة المواطنة.
رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري قال بدوره إن "وحدة العراق هي الهم الرئيس ولن نتنازل عنه ".
ووجه الجبوري نداءً أخيراً للحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً. ولفت إلى أن السياسات الخاطئة ولدت حالة من الاحتقان وأدت إلى الحالة التي تعيشها البلاد.
كما شدد الحرص على بقاء الكرد في العراق كوطن واحد، مشيراً إلى أن النواب الكرد أقسموا على الحفاظ على وحدة العراق.
رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض قال في مقابلة مع "قناة العراقية" إن "سوء التقدير في قضية إقليم كردستان العراق خطأ تاريخي لن يغتفر"، مؤكداً أن "التبعات السلبية للاستفتاء يتحمل مسؤوليتها من دعا إليه".
رئيس هيئة الحشد الشعبي قال إنه من الممكن تغيير المعادلة الدستورية لكن ليس بقوة السلاح، مؤكداً أن الحل في إقليم كردستان العراق يكون بالحوار.
وفي ردود الفعل على الاستفتاء، أجرى الرئيس الإيرانيّ حسن روحاني اتصالين هاتفيين على خلفية استفتاء انفصال كردستان، الأول مع الرئيس التركيّ رجب طيب أردوغان جرى التأكيد فيه على وحدة العراق ودعم طهران وأنقرة لبغداد، والثاني مع رئيس الوزراء العراقيّ حيدر العبادي الذي أكد أنّ خطوة استفتاء كردستان تقود التطورات إلى مواجهة جديدة في العراق.
وفي "إسرائيل" تجمع عشرات الإسرائيليين من أصول كردية خارج القنصلية العامة للولايات المتحدة في القدس المحتلة، معبرين عن دعمهم إقامة دولة للكرد في العراق. وأعرب المتظاهرون عن تأييدهم استفتاء انفصال كردستان قائلين إن"الشعب الكردي عانى ما فيه الكفاية".
السفارة الأميركية في العراق حذّرت رعاياها في احتمال اندلاع اضرابات في هذا البلد خلال الاستفتاء على إقليم كردستان.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية التركية أن أنقرة ستتخذ كل الإجراءات بموجب القانون الدولي إذا أسفر استفتاء إقليم كردستان العراق على الاستقلال، مشيرة إلى أنها لا تعترف بالاستفتاء وستعتبر نتيجته باطلة.
المصدر : الميادين
Views: 1