الوصول إلى ملعب "ستاد دو لا مينو" في مدينة ستراسبورغ الفرنسية لحضور مبارة كرة القدم بين فريقَي ستراسبورغ وموناكو ضمن بطولة الدوري الفرنسي، يرافقه الكثير من الحماس. شبان وشابات يرتدون القمصان الزرقاء داخل "الباصات" تملؤهم الحماسة. الاستدلال على مكان الحدث لم يكن بالأمر الصعب. الوفود الكبيرة على الطريق كانت كفيلة لإيصالنا إلى ساحة الملعب.
المواجهة بين الفريقين كانت استثنائية ضمن "الليغ 1" إحدى البطولات الخمس الكبرى في أوروبا، ليس لما يكتسبانه من شهرة واسعة، وإنما لحضور اسم تييري هنري كمدرب لفريق موناكو في التجربة التدريبية الأولى له في مسيرته بعد أن عمل مساعداً لمدرب منتخب بلجيكا الإسباني روبرتو مارتينيز.
اسم هنري، نجم أرسنال الإنكليزي وبرشلونة الإسباني السابق، كان كافياً ليتوافد عدد كبير من الصحافيين المختصّين في المجال الرياضي لتغطية المبارة. لم يكن عصيّاً على المشجعين داخل الملعب معرفة ما يضيفه هنري من أهمية على الساحة الرياضية، لتلفت عدسات الإعلام إلى من قاد فرنسا للفوز بمونديال عام 1998.
كان السؤال المحوري لهذه المباراة حول قدرة هنري على إعادة موناكو إلى مكانه المعتاد كفريق منافس وجعله يكسب هذه المباراة. بعض الأشخاص الذين توقّفنا للحصول على آرائهم، كانوا متيقّنين من الفرصة الضعيفة التي يملكها فريق الإمارة الفرنسية.
الإعلان قبل أيام من المبارة عن أن هنري سيكون مدرب موناكو لم يؤثّر في ثقة جمهور ستراسبورغ تجاه لاعبيه. بعض مشجعي ستراسبورغ وأثناء توجّههم إلى ملعب "ستاد دو لا مينو" أكّدوا خلال حديثهم أنّ عودة هنري لن تعني فوز موناكو الليلة.
ثقة جمهور ستراسبورغ ترجمته أصوات المشجعين والمشجعات بأعالي هتافاتهم. هتافات كانت "شبه منظّمة" وراقية تعكس نمط الحياة الهادئة لدى سكان ستراسبورع. جمهور ستراسبورغ يقابله تشجيع خجول لدى مشجعي موناكو، يكاد يكون "خفياً" لولا وجود قلة يحملون الأعلام.
ملعب "ستاد دو لا مينو" الذي يتسع لنحو 26 ألف مشجع، كان شبه مكتمل بأصوات تهتف لفريق ستراسبورغ "هيا هيا".
يُعتبر فريق راسينغ كلوب دو ستراسبورغ لكرة القدم الفريق الرياضي الأبرز في مدينة ستراسبورغ، إلا أنه على مستوى الدوري الفرنسي لا يُعد من فرق الطليعة. أحرز لقب الدوري الفرنسي مرة واحدة عام 1979.
قلّة هم اللاعبون البارزون الذين ارتدوا قميص النادي مثل فرانك لوبوف الذي كان زميلاً لهنري وشارك في التتويج بلقب مونديال 1998 مع منتخب فرنسا وفاليريان إسماعيل وأوليفيه داكور ومامادو نياينغ.
لكن في النهاية فاز ستراسبورغ ليلة أمس بنتيجة 2-1 وزاد من معاناة موناكو هذا الموسم رغم قدوم هنري. لكنها المباراة الأولى فحسب للنجم السابق في تجربته التدريبية، وبالتأكيد فإنه يحتاج إلى مزيد من الوقت، إذ إن الدقائق التسعين الأولى في "ستاد دو لا مينو" لم تسعفه، لكنها، في المقابل، كانت كافية ليحتفل الجمهور المحلي في ستراسبورغ بفوز مهم على فريق عريق مثل موناكو ونجم بمكانة هنري.
المصدر : الميادين نت
Views: 1