تتزايد النشاطات العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية بعد وصول دونالد ترامب إلى سدة البيت الأبيض، كما تزداد أعمال العنف على خلفيات عنصرية فاضحة كان آخرها ما شهدته مدينة شارلوتسفيل في ولاية فرجينيا، ويقال: إن انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة كان له دور مهم في إعادة الحياة للتوجه المتطرف الذي يرفض الإيديولوجيتين اليسارية والمحافظة المعتدلة، ويقول المركز القانوني الجنوبي للفقر، وهو مؤسسة أمريكية بارزة تدافع عن الحقوق المدنية، إنها تراقب الآن أكثر من 1600 جماعة متطرفة ناشطة في الولايات المتحدة.
ما من شك في أن خطابات وتصريحات وأقوال ترامب خلال حملته الانتخابية وبعدها، التي اتسمت بلهجة عنصرية فاقعة، قد سممت الأجواء في طول المجتمع الأمريكي وعرضه، وما من شك أيضاً في أن لهجة ترامب هذه تنبع من أفكاره المريضة التي تتخذ أبعاداً «عنصرية استعلائية» تجاه الآخر، وفق أساسين اثنين: قومي-عرقي و عقائدي- ديني متجاهلاً أن الآخر قد يكون أمريكياً أسود أو أمريكياً مكسيكياً أو أمريكياً عربياً أو أمريكياً مسلماً، وهو ما يؤجج الأحقاد ويصعّد خطاب الكراهية بين الأمريكيين، بينما يستثنى من «الآخر» أتباع الدين اليهودي، الذي اتخذته ابنته إفانكا ديناً بـالاعتناق بعد زواجها من ثري يهودي متشدد .
ويمكن القول: إن أفكار ترامب العنصرية في كل اتجاه أضحت تشكل قنابل موقوتة قابلة للانفجار في كل لحظة، مهددة استقرار الولايات المتحدة وأمنها ومعلنة عن اضطرابات وقلاقل لها أول وليس لها آخر، وهناك أمثلة لاتعد ولا تحصى عن هذه الأفكار الهدامة نحو الداخل ونحو الخارج، فعلى الصعيد القومي، يهاجم ترامب ذوي الأصول المكسيكية، سواء كانوا مهاجرين شرعيين (يحملون المواطنة الأمريكية) أو غير شرعيين (يقدر تعدادهم بنحو 13 مليوناً)، ويعدهم سبباً رئيساً في الكثير من المشكلات التي تعانيها بلاده، بل حتى عدهم مجرمين ومغتصبين، ولمواجهة الأمر ينوي بناء جدار على طول الحدود مع المكسيك، لكن الرجل يتجاهل تماماً حقيقة الوزن الانتخابي لـ «الأمريكيين من أصول مكسيكية»، وكذلك دورهم في الاقتصاد الأمريكي، الذي ظل على الدوام بحاجة لأيد عاملة متدنية الأجر، فضلاً عن حاجة أمريكا لمنتجاتهم الصناعية والزراعية.
والطامة الكبرى في أفكار ترامب العنصرية تلك التي تستهدف المسلمين، فعلى الصعيد الديني يعد ترامب المسلمين عموماً، والمسلمين الأمريكيين خصوصاً، واحداً من عناصر التهديد، متأثراً في ذلك بباحث مغمور مصاب بـ«الإسلاموفوبيا»، يدعى فرانك جافني، وهو مؤسس «مركز السياسة الأمنية»، ويعده مركز «ساوثرن بوفرتي» القانوني واحداً من «أعتى» دعاة «الإسلاموفوبيا» الأمريكيين .. يقول ترامب، ويذهب بعيداً في تصوراته عن الأمر، «إن معظم المسلمين يكنون كراهية كبيرة للأمريكيين»، وهو ما دفعه (في كانون الأول 2015) إلى إصدار بيان بعنوان «بيان دونالد ترامب لمنع الهجرة الإسلامية»، دعا فيه إلى منع المسلمين من دخول أمريكا، وإخضاع «المسلمين الأمريكيين» ضمن «قوائم دينية»، إضافة إلى نيته إغلاق العديد من «المراكز الإسلامية» (المساجد) الأمريكية .
ويلقي ترامب التّهم جزافاً على المسلمين عموماً واصفاً إياهم بـ«الإرهاب»، إذ لايستطيع التمييز بين الجماعات المتشددة كتنظيم «داعش» والإسلام والمسلمين، كدين ، ويجهل أو يتجاهل تماماً عدالة الإسلام، ودعوته إلى السلام بين الأمم، ويرى أن الإسلام يتجسد بتنظيم «داعش»، ومن المؤسف أن تصريحات ترامب ضد المسلمين تصب في مصلحة التنظيم الإرهابي التكفيري، فهو عندما يقول: «إنهم جميعاً يكرهوننا»؛ فإنه بذلك يستخدم فكرهم نفسه ويدعم الفيديوهات التي يستخدمونها لتجنيد الشباب؛ لأن «داعش» الإرهابي يكرر دائماً في بياناته الدعائية أن هناك عداوة أبدية بين الإسلام والغرب.
ولعل عنصرية ترامب الأشد والأدهى تتمثل في نظرته الاستعلائية تجاه العرب وقضيتهم المركزية في فلسطين، فهو يتبنى خطاباً متناقضاً وغريباً ولا صلة له بـالواقع، إذ يرى أن الدول العربية عليها دفع الجزية (ضريبة) لأمريكا، لمساهمتها في «حماية» المنطقة والتصدي لتنظيم «داعش»، وكذلك يدعو إلى «إعادة احتلال» العراق، رغم أنه عارض الحرب عام 2003 ..وفيما يتعلق بالكيان الصهيوني والقضية الفلسطينية، يقترح ترامب، الذي يؤكد دعمه المطلق لـ «إسرائيل»، «إخضاع» الفلسطينيين لـ «إسرائيل»، وتمويل واشنطن عمليّة نقل أربعة ملايين فلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جزيرة بورتوريكو الأمريكية، وزاد في عطائه بالقول: «حتى أنا شخصياً سأنشئ لهم نسخة مطابقة للمسجد (المسجد الأقصى) الذي يَقتلون بسببه الإسرائيليين الأبرياء»!.
وفي اتجاه آخر تتملك أفكار ترامب نزعة التمييز بين البيض والسود من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية مؤيداً العبودية ومشدداً على عنصرية تتفوق على «الأبارتيد» في جنوب إفريقيا، ولقد بنى في جزء من حملته الانتخابية على أن البيض الأمريكيين في عهد أوباما الأسود قد اضطهدوا وصاروا مهمشين وهو يعمل على إعادة حقوقهم المهضومة، وقد تبنى في ذلك أفكار جماعة اليمين البديل ويقول ريتشارد سبنسر، الذي ابتدع مصطلح «اليمين البديل» في عام 2008، إن مبادئ الحركة تركز على «الهوية البيضاء» والمحافظة على «الحضارة الغربية التقليدية».
ويعتمد ترامب على اليمين الأمريكي البديل اعتماداً كبيراً وهو مجموعة متنوعة من المحرضين والناشطين الذين يكرهون ما يسمى «التواؤم السياسي» ويساندون الرئيس ترامب، ولكن المراقبين يقولون إنهم جماعات من العنصريين البيض شديدي التعصب على نطاق واسع، وإن تصاعد هذه الحركة في الآونة الأخيرة شجّعها إلى حد بعيد الخطاب الذي اعتمده ترامب في حملته الرئاسية وتعود جذور هذه المجموعة إلى منظمة «الكو كلوكس كلان» التي تأسست في أعقاب الحرب الأهلية عام 1865على يد جماعة من الضباط الذين حاربوا في صفوف جيش الجنوب الانفصالي في الحرب الأهلية الأمريكية، إذ تعد منظمة «كو كلوكس كلان» أشهر الجماعات الأميركية العنصرية البيضاء وسرعان ما ازدهرت هذه المنظمة في الجنوب الأميركي قبل أن تنتشر في أرجاء البلاد في أوائل القرن العشرين..
وأصبحت «الكو كلوكس كلان» حركة من المتطوعين خارج القانون هدفها منع الآخرين من التمتع بالحقوق والحريات نفسها التي يتمتع بها الأمريكيون ويرتدي أفراد «الكو كلوكس كلان» تقليدياً ملابس بيضاء مميزة ذات أغطية رأس، وكانوا يشنقون ويهاجمون أولئك الذين كانوا يتحدون سطوة البيض في الولايات الأميركية الجنوبية.
وأحيَت كما حرّكت خطابات ترامب العنصرية الجماعات المتطرفة والمتعصبة في الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت لا تجرؤ على المجاهرة بعنصريتها فقد ظهر العشرات من أمثال منظمات «الكو كلوكس كلان» الفرعية في الولايات المتحدة كانت نائمة أو تعمل في الظل من ولاية نيو جيرسي في الشرق إلى مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا في الغرب وتضم هذه المنظمات منظمة «فرسان الكونفدرالية البيض» ومنظمة «الفرسان الأمريكيين التقليديين»، وتتحرك على إيقاع تصريحات ترامب وصرخاته العنصرية الهوجاء.
حتى إن الجماعات النازية الأمريكية القديمة بدأت تنفض عنها الغبار وتتحرك حيث يوجد العديد من تنظيمات النازيين المعروفة في الولايات المتحدة، منها «الحزب النازي الأميركي» و«الحركة الوطنية الاشتراكية» ولكن التنظيم الأكثر شهرة هو «التحالف الوطني» وكانت مجموعة متفرعة عن «التحالف الوطني» وتدعى «طليعة أمريكا» قد شاركت في المظاهرة التي شهدتها مدينة شارلوتسفيل التي أسفرت عن مقتل امرأة وإصابة العشرات، كما تأسس عدد من هذه المجموعات أصلاً في ولاية فرجينيا، ولكنها انتشرت في السنوات الأخيرة بشكل كبير إذ ينشط أعضاء «الحركة الوطنية» الاشتراكية في 32 من الولايات الأميركية الواحدة والخمسين.
في مطلق الأحوال هذه التنظيمات العنصرية والجماعات المتطرفة التي بدأت تنتشر كالفطر في ثنايا المجتمع الأمريكي، مدفوعة بنفس الرئيس الأمريكي ترامب، باتت تشكل خطراً على الأمن الداخلي في الولايات المتحدة نتيجة التحريض وخطاب الكراهية غير المسبوقين، ما أدى وسيؤدي إلى أعمال عنف وشغب ربما تفجّر المجتمع الأمريكي من الداخل وتقود إلى حربٍ أهلية.
ما من شك في أن خطابات وتصريحات وأقوال ترامب خلال حملته الانتخابية وبعدها، التي اتسمت بلهجة عنصرية فاقعة، قد سممت الأجواء في طول المجتمع الأمريكي وعرضه، وما من شك أيضاً في أن لهجة ترامب هذه تنبع من أفكاره المريضة التي تتخذ أبعاداً «عنصرية استعلائية» تجاه الآخر، وفق أساسين اثنين: قومي-عرقي و عقائدي- ديني متجاهلاً أن الآخر قد يكون أمريكياً أسود أو أمريكياً مكسيكياً أو أمريكياً عربياً أو أمريكياً مسلماً، وهو ما يؤجج الأحقاد ويصعّد خطاب الكراهية بين الأمريكيين، بينما يستثنى من «الآخر» أتباع الدين اليهودي، الذي اتخذته ابنته إفانكا ديناً بـالاعتناق بعد زواجها من ثري يهودي متشدد .
ويمكن القول: إن أفكار ترامب العنصرية في كل اتجاه أضحت تشكل قنابل موقوتة قابلة للانفجار في كل لحظة، مهددة استقرار الولايات المتحدة وأمنها ومعلنة عن اضطرابات وقلاقل لها أول وليس لها آخر، وهناك أمثلة لاتعد ولا تحصى عن هذه الأفكار الهدامة نحو الداخل ونحو الخارج، فعلى الصعيد القومي، يهاجم ترامب ذوي الأصول المكسيكية، سواء كانوا مهاجرين شرعيين (يحملون المواطنة الأمريكية) أو غير شرعيين (يقدر تعدادهم بنحو 13 مليوناً)، ويعدهم سبباً رئيساً في الكثير من المشكلات التي تعانيها بلاده، بل حتى عدهم مجرمين ومغتصبين، ولمواجهة الأمر ينوي بناء جدار على طول الحدود مع المكسيك، لكن الرجل يتجاهل تماماً حقيقة الوزن الانتخابي لـ «الأمريكيين من أصول مكسيكية»، وكذلك دورهم في الاقتصاد الأمريكي، الذي ظل على الدوام بحاجة لأيد عاملة متدنية الأجر، فضلاً عن حاجة أمريكا لمنتجاتهم الصناعية والزراعية.
والطامة الكبرى في أفكار ترامب العنصرية تلك التي تستهدف المسلمين، فعلى الصعيد الديني يعد ترامب المسلمين عموماً، والمسلمين الأمريكيين خصوصاً، واحداً من عناصر التهديد، متأثراً في ذلك بباحث مغمور مصاب بـ«الإسلاموفوبيا»، يدعى فرانك جافني، وهو مؤسس «مركز السياسة الأمنية»، ويعده مركز «ساوثرن بوفرتي» القانوني واحداً من «أعتى» دعاة «الإسلاموفوبيا» الأمريكيين .. يقول ترامب، ويذهب بعيداً في تصوراته عن الأمر، «إن معظم المسلمين يكنون كراهية كبيرة للأمريكيين»، وهو ما دفعه (في كانون الأول 2015) إلى إصدار بيان بعنوان «بيان دونالد ترامب لمنع الهجرة الإسلامية»، دعا فيه إلى منع المسلمين من دخول أمريكا، وإخضاع «المسلمين الأمريكيين» ضمن «قوائم دينية»، إضافة إلى نيته إغلاق العديد من «المراكز الإسلامية» (المساجد) الأمريكية .
ويلقي ترامب التّهم جزافاً على المسلمين عموماً واصفاً إياهم بـ«الإرهاب»، إذ لايستطيع التمييز بين الجماعات المتشددة كتنظيم «داعش» والإسلام والمسلمين، كدين ، ويجهل أو يتجاهل تماماً عدالة الإسلام، ودعوته إلى السلام بين الأمم، ويرى أن الإسلام يتجسد بتنظيم «داعش»، ومن المؤسف أن تصريحات ترامب ضد المسلمين تصب في مصلحة التنظيم الإرهابي التكفيري، فهو عندما يقول: «إنهم جميعاً يكرهوننا»؛ فإنه بذلك يستخدم فكرهم نفسه ويدعم الفيديوهات التي يستخدمونها لتجنيد الشباب؛ لأن «داعش» الإرهابي يكرر دائماً في بياناته الدعائية أن هناك عداوة أبدية بين الإسلام والغرب.
ولعل عنصرية ترامب الأشد والأدهى تتمثل في نظرته الاستعلائية تجاه العرب وقضيتهم المركزية في فلسطين، فهو يتبنى خطاباً متناقضاً وغريباً ولا صلة له بـالواقع، إذ يرى أن الدول العربية عليها دفع الجزية (ضريبة) لأمريكا، لمساهمتها في «حماية» المنطقة والتصدي لتنظيم «داعش»، وكذلك يدعو إلى «إعادة احتلال» العراق، رغم أنه عارض الحرب عام 2003 ..وفيما يتعلق بالكيان الصهيوني والقضية الفلسطينية، يقترح ترامب، الذي يؤكد دعمه المطلق لـ «إسرائيل»، «إخضاع» الفلسطينيين لـ «إسرائيل»، وتمويل واشنطن عمليّة نقل أربعة ملايين فلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جزيرة بورتوريكو الأمريكية، وزاد في عطائه بالقول: «حتى أنا شخصياً سأنشئ لهم نسخة مطابقة للمسجد (المسجد الأقصى) الذي يَقتلون بسببه الإسرائيليين الأبرياء»!.
وفي اتجاه آخر تتملك أفكار ترامب نزعة التمييز بين البيض والسود من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية مؤيداً العبودية ومشدداً على عنصرية تتفوق على «الأبارتيد» في جنوب إفريقيا، ولقد بنى في جزء من حملته الانتخابية على أن البيض الأمريكيين في عهد أوباما الأسود قد اضطهدوا وصاروا مهمشين وهو يعمل على إعادة حقوقهم المهضومة، وقد تبنى في ذلك أفكار جماعة اليمين البديل ويقول ريتشارد سبنسر، الذي ابتدع مصطلح «اليمين البديل» في عام 2008، إن مبادئ الحركة تركز على «الهوية البيضاء» والمحافظة على «الحضارة الغربية التقليدية».
ويعتمد ترامب على اليمين الأمريكي البديل اعتماداً كبيراً وهو مجموعة متنوعة من المحرضين والناشطين الذين يكرهون ما يسمى «التواؤم السياسي» ويساندون الرئيس ترامب، ولكن المراقبين يقولون إنهم جماعات من العنصريين البيض شديدي التعصب على نطاق واسع، وإن تصاعد هذه الحركة في الآونة الأخيرة شجّعها إلى حد بعيد الخطاب الذي اعتمده ترامب في حملته الرئاسية وتعود جذور هذه المجموعة إلى منظمة «الكو كلوكس كلان» التي تأسست في أعقاب الحرب الأهلية عام 1865على يد جماعة من الضباط الذين حاربوا في صفوف جيش الجنوب الانفصالي في الحرب الأهلية الأمريكية، إذ تعد منظمة «كو كلوكس كلان» أشهر الجماعات الأميركية العنصرية البيضاء وسرعان ما ازدهرت هذه المنظمة في الجنوب الأميركي قبل أن تنتشر في أرجاء البلاد في أوائل القرن العشرين..
وأصبحت «الكو كلوكس كلان» حركة من المتطوعين خارج القانون هدفها منع الآخرين من التمتع بالحقوق والحريات نفسها التي يتمتع بها الأمريكيون ويرتدي أفراد «الكو كلوكس كلان» تقليدياً ملابس بيضاء مميزة ذات أغطية رأس، وكانوا يشنقون ويهاجمون أولئك الذين كانوا يتحدون سطوة البيض في الولايات الأميركية الجنوبية.
وأحيَت كما حرّكت خطابات ترامب العنصرية الجماعات المتطرفة والمتعصبة في الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت لا تجرؤ على المجاهرة بعنصريتها فقد ظهر العشرات من أمثال منظمات «الكو كلوكس كلان» الفرعية في الولايات المتحدة كانت نائمة أو تعمل في الظل من ولاية نيو جيرسي في الشرق إلى مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا في الغرب وتضم هذه المنظمات منظمة «فرسان الكونفدرالية البيض» ومنظمة «الفرسان الأمريكيين التقليديين»، وتتحرك على إيقاع تصريحات ترامب وصرخاته العنصرية الهوجاء.
حتى إن الجماعات النازية الأمريكية القديمة بدأت تنفض عنها الغبار وتتحرك حيث يوجد العديد من تنظيمات النازيين المعروفة في الولايات المتحدة، منها «الحزب النازي الأميركي» و«الحركة الوطنية الاشتراكية» ولكن التنظيم الأكثر شهرة هو «التحالف الوطني» وكانت مجموعة متفرعة عن «التحالف الوطني» وتدعى «طليعة أمريكا» قد شاركت في المظاهرة التي شهدتها مدينة شارلوتسفيل التي أسفرت عن مقتل امرأة وإصابة العشرات، كما تأسس عدد من هذه المجموعات أصلاً في ولاية فرجينيا، ولكنها انتشرت في السنوات الأخيرة بشكل كبير إذ ينشط أعضاء «الحركة الوطنية» الاشتراكية في 32 من الولايات الأميركية الواحدة والخمسين.
في مطلق الأحوال هذه التنظيمات العنصرية والجماعات المتطرفة التي بدأت تنتشر كالفطر في ثنايا المجتمع الأمريكي، مدفوعة بنفس الرئيس الأمريكي ترامب، باتت تشكل خطراً على الأمن الداخلي في الولايات المتحدة نتيجة التحريض وخطاب الكراهية غير المسبوقين، ما أدى وسيؤدي إلى أعمال عنف وشغب ربما تفجّر المجتمع الأمريكي من الداخل وتقود إلى حربٍ أهلية.
Views: 20