وفي الوقت الذي تزداد فيه المخاوف من انعكاسات استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق، حيث يصرّ رئيسه مسعود بارزاني على إجرائه في 25 أيلول/ سبتمبر المقبل مع تخوفات من ساسة عراقيين، بالتزامن مع الحديث عن زيارات السيد مقتدى الصدر الأخيرة للسعودية والإمارات.
حول الغموض الذي جرى حول اجتماع الوفد الكردستاني مع رئيس الوزراء حيدر العبادي قال رئيس جبهة الخلاص الوطني والبرلماني السابق مضر شوكت في برنامج "آخر طبعة" على قناة الميادين الثلاثاء إن هناك حراكاً سياسياً قوياً من قبل الكرد بقيادة بارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني في موضوع الاستفتاء الذي هو جوهر الحركة الكردية الذي عمل عليه منذ العام 1931 حيث كان للكرد "حلم قومي" منذ القرن الـ 15في مؤتمر لوزان عام 1920وعرضت مسألة أن تكون هناك دولة قومية في المنطقة من دون تحديد حدودها.
وأضاف شوكت أنه في عام 1946 أعلنت دولة كردية في مهابات وسميت بـ"دولة مهابات" وكان لها علم خاص هو علم الكرد حالياً، وأن المشروع الكردي أصبح لكل كرد المنطقة، وخصوصاً العراق وهو حلم تاريخي.
ورأى شوكت أن الوضع القائم حالياً هو وضع غير مناسب لإجراء استفتاء، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة في خطابها الأخير إلى البارزاني على لسان وزير خارجيتها ريكس تيلرسون طلب تأجيل الاستفتاء لأنه سيخلق وضعاً غير مريح، حيث أصرّ بارزاني على إجرائه لأنه يؤمن بهذا المشروع، كما أنه يتحمل كل الضغوطات عليه، وفق تعبيره.
وبالنسبة لشوكت فإنّه ليس من المستبعد أنّ يمتلك بارزاني نوعاً من اللوبي الموجود في الولايات المتحدة والذي لا يمثل الموقف الرسمي للولايات المتحدة، على الرغم من انضمام واشنطن إلى كل منّ تركيا وإيران في معارضة إجراء هذا الاستفتاء.
كما أشار إلى أن إسرائيل تؤيد هذا المشروع ولها أكثر من سبب حيث أشار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى أنه من حق الكرد إقامة دولة كردية، كما أنه أبلغ الكونغرس الأمريكي بأنه يدعم "استقلال إقليم كردستان" عن العراق – بحسب صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية – وذلك "لشرعنة يهودية إسرائيل"، وإقامة دولتها وتحقيق حلم إسرائيل بتجزئة المنطقة في العراق وسوريا والتي خاضت ما سمي "بالربيع العربي" أو "الفوضى الخلاقة".
رئيس جبهة الخلاص الوطني والبرلماني السابق قال إنه في النزاع الحالي الموجود لم يتقبّل العالم العربي والإسلامي بعد من "إسرائيل" القائمة على أسس دينية بحتة، فكيف سيوافقون على إقامة دولة جديدة التي من الممكن أن تزعزع أمن واستقرار المنطقة؟
ورداً على سؤال ما إذا كانت المنطقة تتعرض لمخطط "سايكس بيكو" جديد لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، قال شوكت إن هناك الكثير من اللغط والكلام حول هذا الموضوع، مؤكداً أنه "لا يمكن تقسيم المنطقة".
ورأى شوكت أن الرئيس بارزاني لديه هدف واحد هو إقامة الدولة الكردية في كردستان العراق لتكون نواة للدولة القومية الكردية الكبرى التي تشمل منطقة كبيرة من إيران، ومنطقة أكبر من تركيا، ومنطقة أخرى في سوريا، مشيراً إلى أن هذا هو الحلم والهدف الذي يريد تحقيقه بارزاني، وهو ما لم يحققه أسلافه.
وحول موضوع تحرير الموصل وانعكاسه على العراق، قال شوكت إن العراقيين تعلموا الدرس من أنّ الطائفية لم تكن في مصلحة أحد، وأنّ "الشرذمة التي تكونت عند العام 2003 والانقسام الطائفي كان على رأس السلطة وليس بين الشعب العراقي سواء كانوا من السنّة أو من الشيعة".
وبالنسبة لشوكت فإنّه "لا ضرورة لإعادة اللحمة الوطنية في العراق وما سمي بالمصالحة الوطنية" لأنه لا خلاف بين أبناء الشعب العراقي، وأنّ الاختلاف هو "اختلاف سياسي" قاده بعض المسؤولين لـ "مصلحة شخصية ضيقة".
المصدر: الميادين
Views: 0