زيد قطريب
نُصرة اللغة في هذه المرحلة، تشبه رشّ العطر على الميت!. فهذه الشعوب التي تُسمّى بالعربية، لا تكتفي بالحصول على غينيس الأميّة في العالم وهو رقم يصل إلى مئة مليون شخص أميّ يمتدّون من المحيط إلى الخليج، أي ما يقارب سبعة وعشرين بالمئة من السكان حسب إحصاءات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بل تصدمنا نتيجة أخرى تقول إنّ الناجين من الأمية الكاملة على صعيد القراءة والكتابة، قد سقطوا في مجموعة أميّات أكثر تدميراً أهمها التخلف والجهل والتطرف والاستقالة من الإنتاج الفكري والمادي إضافة إلى وجود شرائح واسعة في هذه المجتمعات تعيش في الماضي وتلجأ إلى التعليم فقط من أجل تسيير حاجاتها اليومية مع رفض تعلم المرأة أو إكمالها المراحل التعليمية التي تأتي بعد إنجاز ما نسميه «فكّ الحرف»، يضاف إلى هذا كله، شرائح من الأطفال الذين تركوا المدارس كي يلتحقوا بأفواج المجاهدين المتدافعين لحجز أماكنهم في الفردوس!. ليصبح غسل الأدمغة وتوجيهها نحو صنمية معينة، أميّةً أكثر كارثيةً من الأميّة اللغوية المرتبطة بعدم التمكّن من القراءة أو الكتابة أو فقدان القواعد النحوية والبلاغية للغة..
الحديث عن ضرورة الالتزام برفع الفاعل ونصب المفعول أو كتابة الهمزة على نبرة أو على السطر، يعدّ بذخاً بالنسبة لأناس لا يحصلون على لقمة عيشهم إلا بشقّ النفس!. وإذا ذهبنا في الموضوع الاقتصادي أبعد من ذلك، فإن النسب الأعمّ من سكان العالم العربي تعيش اليوم تحت خط الفقر، وأولئك تالياً يشكلون مرتعاً للجريمة والأمراض ويحتاجون برامج تعمل على العدالة في توزيع الثروة، مثلما تحتاج الهيئات الثقافية مشاريع تنويرية تنتشل الجيل من العيش في القرون الأولى وتجعله يحدّق في المستقبل لأنه بقدر ما ينتمي إلى ذلك الماضي فهو ابن اللحظة!.
تحويل اللغة إلى كائن مقدس، كان أمراً طبيعياً عند شعوب تعيش على تصنيع السوبرمانات وتدبيج المعجزات الخرافية حتى في الأحداث الطبيعية التي تتسق مع التاريخ والجغرافيا، فرغم أن لغاتنا القديمة كانت قد تطورت في مراحل مختلفة من الزمن بدءاً من المسمارية إلى اختراع الأبجدية في رأس شمرا ولاحقاً الآرامية والسريانية والعربية بحلتها الوافدة مع الغزوات من الصحراء، لكن الحالة السكونية تعصف باللغة اليوم وتجعل مصيرها مرتبطاً بصاحبها العربي الرازح تحت عبء من المحرّمات الممنوعة على العقل النقدي بذريعة الصنمية الماضوية التي تقول إن الأجداد قد اخترعوا اللغة الكاملة النهائية مثلما فعلوا في الأدب ومجمل النصوص الأخرى العصيّة على التناول ولو بالشك!.
من المعروف، على صعيد اللغة الإنكليزية، أن شكسبير أضاف آلاف المفردات إلى هذا المعجم فساهم في إغنائه بشكل كبير وكانت الإنكليزية بالنسبة لأولئك تتبع العامل الإبداعي وتقتفي أثر الإنسان على عكس ما هو الأمر لدينا عندما شئنا تحويل اللغة إلى كائن يُمنع الاقتراب منه ظناً من البعض أنه الدليل الأخير على أن هذه الأمة مازالت على قيد الحياة أو إنه الدليل الأهم على وجودها في هذه المراحل التي توصف بالانهيار!.
العوامل التي أثرت في اللغة كثيرة على الأرجح، قد يكون أهمها غياب العقل النقدي، وارتباط هذه اللغة بالأيديولوجيا والمعتقدات الغيبية التي وضعت حداً نهائياً لتطور المعجم الثابت عملياً منذ مئات السنين من دون انعطافات تذكر!.
نقرأ مراراً مقولات من شاكلة «لغتنا العربية هويتنا الحقيقية» وهي عبارة تكتب على أبواب بعض المدارس، ويبدو عامل التقديس ظاهراً بشكل قوي هنا، إذ لا نعثر على عالم اجتماع يقول ذلك، ولا نقرأ تجربة خاضتها أي من الأمم تؤكد أن اللغة يمكن لها أن تكون هوية، والدليل على ذلك أن أمماً كاملة تتحدث لغة واحدة مثل الإنكليزية وهي تتبع لانتماءات مختلفة، مثلما هو الحال بالنسبة لأمة واحدة تتحدث عدة لغات ولهجات وهي تعدّ في الواقع أمة واحدة ومجتمعاً لا تنفصم عراه مثل الهند على سبيل المثال!.
على الأرجح، فإن أبرز الأخطار التي تحدق باللغة العربية، هو تحويلها إلى كائن مقدس متوقف عن النمو ومنعزل عن الحياة، إضافة إلى أن صاحبها وهو الإنسان العربي هنا، غارق في الجهل والأمية والاستقالة من التاريخ.. ألم يقل المثل: مثلما تكونون تكون لغتكم أيها الناس؟
الحديث عن ضرورة الالتزام برفع الفاعل ونصب المفعول أو كتابة الهمزة على نبرة أو على السطر، يعدّ بذخاً بالنسبة لأناس لا يحصلون على لقمة عيشهم إلا بشقّ النفس!. وإذا ذهبنا في الموضوع الاقتصادي أبعد من ذلك، فإن النسب الأعمّ من سكان العالم العربي تعيش اليوم تحت خط الفقر، وأولئك تالياً يشكلون مرتعاً للجريمة والأمراض ويحتاجون برامج تعمل على العدالة في توزيع الثروة، مثلما تحتاج الهيئات الثقافية مشاريع تنويرية تنتشل الجيل من العيش في القرون الأولى وتجعله يحدّق في المستقبل لأنه بقدر ما ينتمي إلى ذلك الماضي فهو ابن اللحظة!.
تحويل اللغة إلى كائن مقدس، كان أمراً طبيعياً عند شعوب تعيش على تصنيع السوبرمانات وتدبيج المعجزات الخرافية حتى في الأحداث الطبيعية التي تتسق مع التاريخ والجغرافيا، فرغم أن لغاتنا القديمة كانت قد تطورت في مراحل مختلفة من الزمن بدءاً من المسمارية إلى اختراع الأبجدية في رأس شمرا ولاحقاً الآرامية والسريانية والعربية بحلتها الوافدة مع الغزوات من الصحراء، لكن الحالة السكونية تعصف باللغة اليوم وتجعل مصيرها مرتبطاً بصاحبها العربي الرازح تحت عبء من المحرّمات الممنوعة على العقل النقدي بذريعة الصنمية الماضوية التي تقول إن الأجداد قد اخترعوا اللغة الكاملة النهائية مثلما فعلوا في الأدب ومجمل النصوص الأخرى العصيّة على التناول ولو بالشك!.
من المعروف، على صعيد اللغة الإنكليزية، أن شكسبير أضاف آلاف المفردات إلى هذا المعجم فساهم في إغنائه بشكل كبير وكانت الإنكليزية بالنسبة لأولئك تتبع العامل الإبداعي وتقتفي أثر الإنسان على عكس ما هو الأمر لدينا عندما شئنا تحويل اللغة إلى كائن يُمنع الاقتراب منه ظناً من البعض أنه الدليل الأخير على أن هذه الأمة مازالت على قيد الحياة أو إنه الدليل الأهم على وجودها في هذه المراحل التي توصف بالانهيار!.
العوامل التي أثرت في اللغة كثيرة على الأرجح، قد يكون أهمها غياب العقل النقدي، وارتباط هذه اللغة بالأيديولوجيا والمعتقدات الغيبية التي وضعت حداً نهائياً لتطور المعجم الثابت عملياً منذ مئات السنين من دون انعطافات تذكر!.
نقرأ مراراً مقولات من شاكلة «لغتنا العربية هويتنا الحقيقية» وهي عبارة تكتب على أبواب بعض المدارس، ويبدو عامل التقديس ظاهراً بشكل قوي هنا، إذ لا نعثر على عالم اجتماع يقول ذلك، ولا نقرأ تجربة خاضتها أي من الأمم تؤكد أن اللغة يمكن لها أن تكون هوية، والدليل على ذلك أن أمماً كاملة تتحدث لغة واحدة مثل الإنكليزية وهي تتبع لانتماءات مختلفة، مثلما هو الحال بالنسبة لأمة واحدة تتحدث عدة لغات ولهجات وهي تعدّ في الواقع أمة واحدة ومجتمعاً لا تنفصم عراه مثل الهند على سبيل المثال!.
على الأرجح، فإن أبرز الأخطار التي تحدق باللغة العربية، هو تحويلها إلى كائن مقدس متوقف عن النمو ومنعزل عن الحياة، إضافة إلى أن صاحبها وهو الإنسان العربي هنا، غارق في الجهل والأمية والاستقالة من التاريخ.. ألم يقل المثل: مثلما تكونون تكون لغتكم أيها الناس؟
Views: 0