امتازت مدينة دمشق بجمالها وقدمها، ولهذا الجمال الكثير من الأسباب التي تثبته، حيث اشتهرت المدينة بصناعتها الحرفية القديمة التي أثَّرت في الحضارة الإنسانية، ورسخت لمستقبل أفضل لشعوب المنطقة بأسرها، ومنها «الفخار كان الفخار الدمشقي ولازال حرفة متميزة وذلك بسبب تميُّز ريف دمشق بالتربة الصالحة لهذه الصناعة، إذ إن التربة بألوانها البني والأسمر والرمادي، تصلح لصنع الأواني الفخارية الحافظة للمياه والتي تسمى الكاشفة، أما بعض الأتربة الأخرى فتستخدم لصناعة الجرار الفخارية الأكثر صلابة والتي تستخدم كمزهريات، وهي التربة الصلبة، وهناك تربة تصنع منها الجرار الحرارية التي تصلح لاستخدامات الطهي، وتسمى بالتربة النارية، وهي أيضاً متوافرة في أغلب المحافظات السورية. تسمى الآلة التي تستخدم في قولبة الأواني الفخارية الدولاب، وهي عبارة عن مسند دائري خشبي يتم تدويره بواسطة القدم وموصول بحزام (قشاط) بشكل ميكانيكي إلى الصحن العلوي الذي يدور بعدما يضع الصانع عجينة الفخار عليه ليقوم بتشكيلها باستخدام أصابع وراحات اليد، ليشكل بعدها الإناء المطلوب، وبعد ذلك تدخل الأواني إلى الفرن لشيّها لكون الحرارة المرتفعة تكسب الأواني القوة والصلابة ومقاومة جميع العوامل الجوية، وعند إخراجها من الفرن تبدأ المرحلة الأخيرة بتزيينها إما بالرسم، وإما بإضافة قطع من القماش عليها وخصوصاً (خيط الخيش) الذي يحتفظ ببرودة المياه في الصيف.
مراسل البلاد- عبد الرحمن جاويش
Views: 3