بعد سنوات، لا تبدو بعيدة، سيُصبح عالم الكرة من دون كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي. ملاعب الكرة الأرضية ستفتقد مهارات "الدون" و"ليو" عند اعتزالهما. سيكون الفراغ كبيراً بعد أن اعتاد العالم على ثنائية هذين النجمين في السنوات الأخيرة والتي طُبعت باسميهما وسيطرا فيها على كل الجوائز الفردية واستحوذا على كل الأضواء وشغلا العقول وحفرا عميقاً في القلوب.
هكذا، لن يكون هناك رونالدو وميسي في الملاعب. لكن، مهلاً، فإن الوضع سيكون مختلفاً للنجمين. إذ ما يبدو واضحاً أن اسم رونالدو سيبقى حاضراً في الملاعب، فيما سيغيب اسم ميسي. كيف ذلك؟ الجواب يمتلكه كل من كريستيانو جونيور النجل البكر للنجم البرتغالي، وثياغو ميسي النجل البكر للنجم الأرجنتيني. الأول، البالغ 8 أعوام، يُظهر يوماً بعد آخر أنه يمتلك موهبة ويسير على خطى والده، أما الثاني البالغ 6 أعوام فلا يبدو ذلك.
بالنسبة لكريستيانو جونيور فإن كل المعطيات تشير إلى أنه يتّجه ليكون لاعب كرة وربما نجماً على ما يظهر في لقطات الفيديو المنتشرة له. اللافت في هذا الفتى أنه يأخذ المسألة على محمل الجد مبكراً وهو يعيش بطريقة شبيهة لطريقة النجوم المحترفين إن كان في الملعب أو خارجه.
الكل تعرّف على كريستيانو جونيور من خلال الصور التي يظهر فيها إلى جانب والده عند استلام الأخير جوائز "الفيفا" والكرة الذهبية. ولعل "الدون" يحرص ربما على اصطحاب ولده معه ليعيش أجواء الشهرة والنجومية مبكراً.
لكن الأمر لا يتوقّف هنا، إذ إن الأهم هو ما يصنعه الفتى في الملعب. كريستيانو جونيور سار على خطى والده تماماً، إذ بعد أن كان رونالدو في ريال مدريد فإن نجله كان في صفوف فريق الناشئين للملكي، وبعد انضمام "الدون" ليوفنتوس في الصيف الماضي فإن الفتى التحق بفريق "اليوفي" للناشئين.
كريستيانو جونيور لا يكتفي بالأضواء المحيطة به كونه نجل رونالدو بل إنه يقدّم لمحات مميزة في الملعب ويحاول تقليد والده وينجح كثيراً في ذلك. كريستيانو جونيور، على غرار "الدون، يلعب في الهجوم ويرتدي أيضاً القميص رقم 7 ويسجّل كثيراً. يكفي القول أن بدايته مع فريق الناشئين ليوفنتوس شهدت تسجيله 4 أهداف ثم أضاف أهدافاً أخرى لاحقاً، حتى أنه خطف الأضواء من والده عند انطلاقتيهما في يوفنتوس بعد أن انتظر النجم البرتغالي أكثر من مباراة ليُسجّل هدفه الأول مع فريقه الجديد على عكس ولده.
اللافت أن رونالدو يحرص على نشر لقطات لأهداف نجله كما فعل أمس في صفحته على "تويتر" لهدفين جميلين سجّلهما كريستيانو جونيور مع "اليوفي" أخيراً. النجم البرتغالي يقول في إحدى المرات مشيداً بموهبة نجله: "إنه يمتلك شخصية تنافسية ولا يحبّ الخسارة. سيصبح مثلي، أنا واثق 100%"، ويضيف: "بالتأكيد أحب أن يصبح لاعب كرة قدم لأنني أعتقد أن لديه شغف بهذه اللعبة". بطبيعة الحال، فإن عشاق رونالدو يأملون أن تتحقّق كلماته.
ماذا عن نجل ميسي تياغو؟ الأمور تبدو مختلفة تماماً بالنسبة للفتى البالغ 6 سنوات (لدى ميسي أيضاً طفل يبلغ عامين وآخر أشهراً). لا كثير يُحكى عنه. صحيح أن تياغو التحق بمدرسة كرة القدم في برشلونة "أف سي بي سكولا" قبل عامين إلا أنه يبدو أن التحاقه بها جاء بناء على رغبة ميسي لا لشغف تياغو بالكرة رغم أن النجم الأرجنتيني يقول: "لست من النوع الذي يشتري له الكثير من الكرات أو أُجبره على اللعب، لأن ذلك لا يعجبه كثيراً. سنرى إن كان سيحبّ اللعبة". على الأرجح فإن لعب الكرة لم يرق تياغو، إذ لم يظهر الفتى في أي مناسبة أنه يمتلك مؤهّلات كروية بالنسبة إلى سنّه ومقارنة بباقي زملائه أو بكريستيانو جونيور تحديداً.
كثيرة هي المحطات التي تنافس فيها كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي حتى يمكن القول أن السنوات الأخيرة كان عنوانها التنافس حصراً بين النجمين. حتى الآن ورغم تفضيل عشاق كل منهما أحدهما على الآخر فإن البرتغالي والأرجنتيني متعادلان بخمس كرات ذهبية، لكن الواضح أن رونالدو سيغلب ميسي بعد الاعتزال. ها هو "الدون" يُعدّ نجله لخلافته، ليبقى اسم رونالدو يتردّد في الملاعب.
Views: 0