أشارت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” إلى وضع أحد مراكز التحليل الأميركية سيناريوهات للحرب المحتملة بين الولايات المتحدة والصين بطلب من البنتاغون. وقد جاء في مقال الصحيفة:
“من الصعب تصور الدمار الذي سينجم عن الحرب بين الصين والولايات المتحدة للجانبين ولشرق آسيا والعالم عموما”. هذا ما جاء في التقرير الذي أعده المركز الأميركي للتحليل “Rand” تحت عنوان “الحرب مع الصين: أمر لا يمكن تصوره”. يقول مستشار باراك أوباما السابق لشؤون الاستخبارات الخارجية، أحد المساهمين في وضع التقرير ديفيد غومبيرت، إن إعداد هذا التقرير تم بطلب من وزارة الدفاع الأميركية.
ويشير التقرير إلى الحراك العمدي نحو نزاع عسكري بين الولايات المتحدة والصين أمر بعيد الاحتمال. ولكنْ مع ذلك وبحسب تقييم معدي التقرير، فإن التسوية غير السلمية في الظروف الحرجة، وبخاصة في مسألة النزاعات الحدودية في آسيا، قد تؤدي إلى نزاع خطير جدا. وجاء في التقرير أنه “في الوقت الذي ليس لأي من البلدين رغبة في الحرب، توجد لدى جيشي البلدين خطط للعمليات الحربية في حال اندلاعها. وهذا التحليل يلقي الضوء على مختلف خيارات تطور الحرب مع الصين وعواقبها في حال نشوبها”.
ووفق رأي الخبراء، فإن الحرب ستكون بين الصين والولايات المتحدة شديدة ومدمرة وطويلة. حيث يشير التقرير إلى أن “الجانبين سيتكبدان خسائر فادحة، وستكون خسائر الجانب الصيني أكبر من خسائر الولايات المتحدة ومع استمرار الحرب تزداد الفروق في خسائرهما. ولكن في عام 2025 تقل هذه الفروق ولكن لن تكون الصين واثقة من تفوقها العسكري، وهذا يشير إلى أن الحرب ستكون مدمرة وطويلة الأمد”.
كما لا يمكن أن تكون واشنطن واثقة من تفوقها العسكري: “لا يمكن للولايات المتحدة أن تكون على قناعة تامة من أن الحرب ستجري وفق خطتها وتنتهي بانتصار حاسم. لأن العقيدة العسكرية الصينية لمواجهة القوات الأجنبية على أراضيها يعقد سيطرة الولايات المتحدة وانتصارها حتى في حالة الحرب طويلة الأمد”.
واستنادا إلى التحاليل والدراسات التي أجريت، يقدم معدو التقرير عددا من التوصيات إلى السلطات والقوات المسلحة للولايات المتحدة: “يجب أن تكون لدى زعماء الولايات المتحدة وسائل للمفاوضات مع زعماء الصين، لاحتواء النزاع قبل أن يخرج عن نطاق السيطرة”.
ويشير الخبراء إلى أنه بالإضافة إلى الوسائل الدبلوماسية، يجب وضع خطط للتعاون مع الحلفاء في المنطقة، وخاصة مع اليابان في الحالات الطارئة. وكذلك تخصيص أموال اضافية لمنع توغل قوات أجنبية إلى أراضيها. وجاء في التقرير “على الولايات المتحدة رفع قدراتها في خوض عمليات حربية طاحنة. وتطوير إمكانيات ردع الصين من الوصول إلى البضائع العسكرية والتكنولوجيا”.
وأشار ديفيد غومبيرت في معرض تعليقه على هذا التقرير بقوله إن احتمال استخدام السلاح النووي في نزاع أميركي – صيني محتمل
“منخفض جدا”. و”حتى في حال وقوع عمليات عسكرية مكثفة باستخدام الأسلحة التقليدية، لن يلجأ أي من الطرفين رغم الخسائر إلى استخدام اسلحة الدمار الشامل”.
ويذكر انه في نهاية عام 2015 أفادت وسائل الاعلام الأميركية استنادا إلى مصدر في الخارجية الأميركية، بأن البنتاغون يضع خططا جديدة للحرب مع روسيا، لا يستبعد استخدام السلاح النووي فيها. وحسب معلومات الصحافيين تتضمن هذه الخطط خيارين للعمليات الحربية. الخيار الأول، تقاتل الولايات المتحدة بمشاركة بلدان الناتو. أما الخيار الثاني فتنوي الدخول في الحرب لوحدها من دون الحلفاء.
Views: 1