|
|
بمشاركة 15باحثا سوريا و22 باحثا هنغاريا أنهت البعثة السورية الهنغارية المشتركة أعمال التنقيب للموسم الثاني لعام 2016 في قلعة المرقب ببانياس حيث كشفت البعثة عن عدد كبير من اللقى الأثرية وقامت بالتوثيق الاثري والمعماري للموقع واعدت الدراسات التحليلية والانشائية له فضلا عن تدريب عدد من الآثاريين والطلبة على التوثيق بواسطة التقنيات الحديثة. وبين المهندس ادمون العجي أحد رؤساء فريق العمل في البعثة في حديث لـ سانا اليوم أن البعثة بدأت عملها في قلعة المرقب من خلال مشروع بحثي كبير أطلقته في خريف 2007 ومنذ ذلك الوقت نفذت البعثة سبعة عشر موسم عمل كان آخرها موسم صيف 2016 الذي شارك فيه 15 باحثا من الجانب السوري و 22 باحثا من الجانب الهنغاري. وأوضح المهندس العجي أن البعثة كشفت خلال أعمالها في الموسم الثاني لعام 2016 عن الكثير من الدلائل التاريخية والمعمارية في قلعة المرقب تتضمن التاريخ الأقدم لبناء القلعة وهو القرن الـ 11 الميلادي إضافة إلى اكتشاف مجموعة كبيرة ومهمة من اللقى الأثرية ونفذت أعمال الرفع والتوثيق الدقيق لكل الدلائل العمرانية والمباني بهدف إعداد مخطط نهائي للموقع والقيام برسم وتوثيق وترميم اللقى الأثرية المكتشفة وفق الأسس العلمية والأثرية المعتمدة. كما قامت البعثة وفق تصريحات العجي بتنفيذ نماذج ثلاثية الأبعاد باستخدام الحاسب تجسد إعادة تصور لمباني القلعة استنادا إلى المعطيات التاريخية وبأعمال التوثيق بواسطة التصوير ثلاثي الأبعاد لمجموعة كبيرة من المباني والفراغات الداخلية والدلائل العمرانية والأثرية. وتضمنت أعمال البعثة لهذا الموسم أيضا التوثيق والتصوير الجوي للموقع بواسطة جهاز الدرون ومساعدة الجانب السوري بالدراسات والتحليلات الإنشائية والترميمية فضلا عن تدريب مجموعة من المهندسين والآثاريين من دائرة آثار طرطوس ليكونوا لاحقا شركاء مباشرين بالعمل. وأشار المهندس العجي إلى أنه ستتم متابعة أعمال التنقيب للموسم الثالث من العام الجاري بداية شهر تشرين الأول القادم حيث كان الموسم الأول من هذا العام عبارة عن توثيق للمنشات واليات التدخل لترميم الموقع مع إعداد مخطط لإعادة تأهيله إضافة إلى الدراسات النظرية عن القلعة ومحيطها في حين بدأت اعمال التنقيب في الموسم الثاني. ولفت العجي إلى أنه من الأهداف المهمة في مشروع البعثة وخاصة مواسم 2016 إتاحة الفرصة لتدريب الطلاب السوريين والهنغاريين على العمل في مجال التوثيق بواسطة التقنيات الحديثة وأعمال الترميم مبينا أنه تم اختيار مواقع التنقيب في قلعة المرقب بهدف كشف حدود الأبنية وإعادة تأريخ الموقع حيث “ذهبت أعمال البعثة خلال هذا الموسم باتجاه كشف الاستيطان الاقدم في موقع القلعة وتحديد الأسبار ومواقع التنقيب بناء على احتياجات المديرية العامة للآثار من أجل أعمال الحماية والترميم”. وأوضح المهندس العجي أن البعثة قامت أيضا بأعمال دراسات وتحليلات إنشائية بهدف التدخل لحماية بعض الأبنية في قلعة الحصن وتوثيق الأضرار التي تعرضت لها القلعة بالإضافة إلى أعمال مسح بواسطة الجيورادار وهو جهاز مسح ارضي والتوثيق ثلاثي الأبعاد لبعض المباني. يشار إلى أن البعثة تعمل بإدارة الدكتور بالاج مايور عن الجانب الهنغاري وإدارة مشتركة من قبل المهندس مروان حسن والمهندس ادمون العجي عن الجانب السوري ومشاركة الآثاري ميسم يوسف والمهندس فراس غنام بالإضافة إلى مشاركة عدد من الخبراء السوريين والهنغاريين والطلاب الذين عملوا في مختلف المواسم ومن جميع الاختصاصات. وتقع قلعة المرقب على بعد 5 كم شرق مدينة بانياس واعتبرها الباحثون الأثريون إحدى أهم القلاع التي بنيت في العصور الوسطى في العالم بأسره كما صنفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو قلعة تاريخية مهمة لاحتوائها على تراث إنساني عظيم وسجلت على اللائحة التوجيهية في اليونيسكو لتكون مؤهلة للتسجيل على لائحة التراث العالمي مستقبلا. |
Views: 1