مرات كثيرة يظهر أصحاب العمل الفني وكأنهم يعيشون في كوكبٍ ناءٍ لا يلتقون فيه أياً من المشاهدين حتى يخبروهم أن ما يقدمونه على الشاشة لا يختلف عن الكارثة في شيء، سوى أن هذه الكارثة تكلف أموالاً طائلة، وتتطلب فنيين وأعمال ديكور وكادراً طويلاً من الكومبارس في حين يغيب الأبطال تماماً عن الحلقات!.
ربما يكون البرنامج «المهضوم» المسمّى «ليموزين النجوم» من أكثر البرامج التي يصدق عليها هذا التوصيف، وخاصة من ناحية الفشل في اللطافة، والفضيحة في اختراع النكتة التي ترفّه عن المشاهد بل التورط في تقديم وجبة ثقيلة من الغلاظة للصائم المتخم بتناول الإفطار أصلاً، إلى درجة يتخيل فيها المتابع أن تلك المحطات تستقبل أي شيء يقدم إليها بلا تقييم فني، ومن دون حسابات تتعلق بجدوى الإنتاج سوى ملء ساعات البث كيفما اتفق!.
الفارق يبدو كبيراً بين الكاميرا الخفية المحلية وبرامج التسلية والضحك التي تقدم في العالم، فلا علاقة هنا للتقنيات وحرفية الإخراج والتصوير التي يمتاز بها الغرب بشكل عام، بل الفرادة ترتبط بالفكرة الذكية واللطيفة القادرة على انتزاع الضحك من صدور الجماهير المغمومة من دون أن يضطر أحد من المتابعين إلى وضع «حبة تحت اللسان» من أجل احتمال فداحة المقلب كما يجري في كاميراتنا الخفيفة الظل!.
الحلقة الكارثة في هذا البرنامج التي نلت شرف مشاهدتها هي المقلب السمج مع الفنانة أمانة والي التي غابت عصبيتها لسوء الحظ في هذا المقلب واحتملت الظرفاء حتى آخر دقائق من العمل قبل أن تفر هاربة من هول ما جرى على دراجة نارية «موتور» كانت عابرة في الطريق حيث ركبت خلف السائق مبتعدة عن المنطقة. هذه الحلقة تشبه إلى حد بعيد مجموعة النكات التي يتم استهلاكها كثيراً عند الناس ويهدر لأجلها السامعون الكثير من الضحك، ثم يأتي شخص بعد زمن طويل ليعيد حكايتها للجمهور نفسه معتقداً أنه اكتشف الذرّة، في حين يكون الاستنجاد بجهاز التحكم من أجل تغيير المحطة هو الخيار الوحيد أمام متابع لا يمانع في الاستمتاع بالنكتة وبرامج المنوعات، لكن ليس على طريقة هذا النوع من المقالب التي ترفع الضغط الشرياني في أدنى الحدود!.
فكرة دعوة فنان إلى موعد عمل أو مقابلة وتجهيز مقلب له، موضة قديمة تم استهلاكها كثيراً في الأعمال المحلية والعالمية منذ سنوات بعيدة، وفي حين خطت الكاميرا الخفية في دول العالم مسافات كبيرة باتجاه المهارة والحرفية وابتكار المقالب الجديدة غير السمجة، فإن كاميراتنا المحلية مازالت تتورط في إعادة اكتشاف العجلة، وتقديم النكتة نفسها كل موسم مع تعديلات بسيطة في الديكور وأسلوب الغلاظة، وذلك على الأغلب يكون مبنياً على وهم ٍيقول إن الجمهور سوف يقلب على ظهره من الضحك وهو يشاهد صناع العمل يذهبون إلى الحج والناس راجعة في أقل توصيف!.
في حضرة مشاهد كوميدية كالتي تتحفنا بها الكاميرا الخفية على المحطات الوطنية، لا يمكن للمرء سوى أن يترحّم على كل أعمال «المستر بن»، وقبله شارلي شابلن، ولوريل وهاردي، وكي نعود للمحلية ولا نذهب بعيداً، نقول: دريد لحام وياسين بقوش وناجي جبر وكل أفراد الفريق الذي اشتغل في «صح النوم» وما شابه من تمثيلات كوميدية لا تنتمي إلى الكاميرا الخفية لكنها كانت قادرة على رسم البسمة وشد المشاهد من دون أي تبعات تتعلق بالصداع وارتفاع الكوليسترول كما يجري اليوم!. أليس غريباً أن يغيب ما أسسه أولئك الرواد قبل عشرات السنين، عما يفعله الأبناء اليوم على صعيد الكوميديا معتقدين أنه ظاهرة تاريخية؟.
ربما يكون البرنامج «المهضوم» المسمّى «ليموزين النجوم» من أكثر البرامج التي يصدق عليها هذا التوصيف، وخاصة من ناحية الفشل في اللطافة، والفضيحة في اختراع النكتة التي ترفّه عن المشاهد بل التورط في تقديم وجبة ثقيلة من الغلاظة للصائم المتخم بتناول الإفطار أصلاً، إلى درجة يتخيل فيها المتابع أن تلك المحطات تستقبل أي شيء يقدم إليها بلا تقييم فني، ومن دون حسابات تتعلق بجدوى الإنتاج سوى ملء ساعات البث كيفما اتفق!.
الفارق يبدو كبيراً بين الكاميرا الخفية المحلية وبرامج التسلية والضحك التي تقدم في العالم، فلا علاقة هنا للتقنيات وحرفية الإخراج والتصوير التي يمتاز بها الغرب بشكل عام، بل الفرادة ترتبط بالفكرة الذكية واللطيفة القادرة على انتزاع الضحك من صدور الجماهير المغمومة من دون أن يضطر أحد من المتابعين إلى وضع «حبة تحت اللسان» من أجل احتمال فداحة المقلب كما يجري في كاميراتنا الخفيفة الظل!.
الحلقة الكارثة في هذا البرنامج التي نلت شرف مشاهدتها هي المقلب السمج مع الفنانة أمانة والي التي غابت عصبيتها لسوء الحظ في هذا المقلب واحتملت الظرفاء حتى آخر دقائق من العمل قبل أن تفر هاربة من هول ما جرى على دراجة نارية «موتور» كانت عابرة في الطريق حيث ركبت خلف السائق مبتعدة عن المنطقة. هذه الحلقة تشبه إلى حد بعيد مجموعة النكات التي يتم استهلاكها كثيراً عند الناس ويهدر لأجلها السامعون الكثير من الضحك، ثم يأتي شخص بعد زمن طويل ليعيد حكايتها للجمهور نفسه معتقداً أنه اكتشف الذرّة، في حين يكون الاستنجاد بجهاز التحكم من أجل تغيير المحطة هو الخيار الوحيد أمام متابع لا يمانع في الاستمتاع بالنكتة وبرامج المنوعات، لكن ليس على طريقة هذا النوع من المقالب التي ترفع الضغط الشرياني في أدنى الحدود!.
فكرة دعوة فنان إلى موعد عمل أو مقابلة وتجهيز مقلب له، موضة قديمة تم استهلاكها كثيراً في الأعمال المحلية والعالمية منذ سنوات بعيدة، وفي حين خطت الكاميرا الخفية في دول العالم مسافات كبيرة باتجاه المهارة والحرفية وابتكار المقالب الجديدة غير السمجة، فإن كاميراتنا المحلية مازالت تتورط في إعادة اكتشاف العجلة، وتقديم النكتة نفسها كل موسم مع تعديلات بسيطة في الديكور وأسلوب الغلاظة، وذلك على الأغلب يكون مبنياً على وهم ٍيقول إن الجمهور سوف يقلب على ظهره من الضحك وهو يشاهد صناع العمل يذهبون إلى الحج والناس راجعة في أقل توصيف!.
في حضرة مشاهد كوميدية كالتي تتحفنا بها الكاميرا الخفية على المحطات الوطنية، لا يمكن للمرء سوى أن يترحّم على كل أعمال «المستر بن»، وقبله شارلي شابلن، ولوريل وهاردي، وكي نعود للمحلية ولا نذهب بعيداً، نقول: دريد لحام وياسين بقوش وناجي جبر وكل أفراد الفريق الذي اشتغل في «صح النوم» وما شابه من تمثيلات كوميدية لا تنتمي إلى الكاميرا الخفية لكنها كانت قادرة على رسم البسمة وشد المشاهد من دون أي تبعات تتعلق بالصداع وارتفاع الكوليسترول كما يجري اليوم!. أليس غريباً أن يغيب ما أسسه أولئك الرواد قبل عشرات السنين، عما يفعله الأبناء اليوم على صعيد الكوميديا معتقدين أنه ظاهرة تاريخية؟.
Views: 2