تحدي المرحلة الجلسة الافتتاحية للملتقى تضمنت نقاشا مفتوحا حول قضية دور الثقافة في مواجهة التطرف، وضرورة البحث عن إستراتيجية فاعلة لمواجهته. العرب [نُشر في 19/01/2016، العدد: 10159، ص(6)] مجابهة التطرف تبدأ من هنا أبوظبي – استضاف مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، يومي الأحد والاثنين الماضيين، السابع عشر والثامن عشر من يناير 2016، أعمال “الملتقى الأول للمفكرين العرب”، وذلك في مقر المركز بالعاصمة أبوظبي، بمشاركة نخبة كبيرة من المفكرين العرب. وأكد جمال سند السويدي مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، أهمية هذا الملتقى؛ كونه يتناول قضايا الإرهاب والتطرف، وسبل التصدي لها على الصعيد العربي والإسلامي والعالمي كافة، مع استشراف أبرز التحديات التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية والعالم في هذا المجال، ووضع الحلول العملية للتعامل مع جميع تلك التحديات الهائلة. وذكر أن من أهم ما نحتاج إليه في وقتنا الراهن إقناع العقل، وتنمية المواهب الإبداعية، وإشاعة روح التسامح، واحترام التعددية الفكرية، واحترام الآخر، وتصحيح المفاهيم الخاطئة خاصةً بين الشباب وصغار السن. وتضمّنت الجلسة الافتتاحية للملتقى نقاشا مفتوحا حول قضية دور الثقافة في مواجهة التطرف، وضرورة البحث عن إستراتيجية فاعلة لمواجهته، والوصول إلى حلول منطقية عملية قابلة للتطبيق، وضرورة العمل على تحصين مجتمعاتنا العربية من مخاطر الفكر المتطرف. وناقشت الجلسة الفكرية الأولى للملتقى “أسباب التطرُّف وعلاجه”، وتحدث فيها الشيخ عبداللطيف دريان عن جذور ظاهرة التطرف في الإسلام، التي تحولت إلى عنف باسم الدين، مشيرا إلى أن هناك تحولات فكرية كبيرة حول مفاهيم عدة في الإسلام، على غرار الشرعية، والشريعة، والجهاد، والدولة. أما الأب ميغيل أنخيل أيوسو غيسكو، فقد أكد في كلمته أهمية الحوار بين الأديان، من أجل التصدِّي لأولئك الذين يشوِّهون صورة الدين. وفي الجلسة الفكرية الثانية للملتقى تحدث محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات العربية المتحدة، عن دور الهيئة في توعية المجتمع وتنميته تعاليم الإسلام السمحة، مشيرا إلى أن هناك أهدافا إستراتيجية عديدة للهيئة أبرزها الإسهام في تنمية الوعي الديني والثقافة الإسلامية، وغرس قيم الاعتدال والتسامح في المجتمع، وتأهيل الموارد البشرية، والاستثمار الأمثل للموارد لتطوير خدمات الهيئة والارتقاء بها. وتناولت الجلسة الفكرية الثالثة أبرز التحديات التي تواجه المنطقة العربية، والتي أشار فيها أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمَّدية للعلماء في المملكة المغربية، إلى أن الطبيعة الجيواقتصادية والجيواستراتيجية والجيوإثنية للمنطقة العربية والإسلامية تفرز مقوّمات لتأجيج نيران حروب مؤسَّسة على الدين، أو على الطائفية، أو القبَلية، في غياب امتلاك ما يلزم من مؤهلات وقدرات للتبيان والفهم والتحليل، مع ضعف النخب السياسية، وغموض برامجها أو عموميتها، وتفكُّك نظم التربية والإعلام، وارتفاع نسبة العاطلين عن العمل. وفي الجلسة الختامية، دعا محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، إلى عدم الانكفاء على الذات، والانفتاح على المنتديات العالمية لإيصال رسالة الإسلام السمحة إلى الغرب. وهو الإطار الذي تحدث فيه حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الذي دعا هو الآخر إلى إعلاء القيم الإنسانية، مشيرا إلى دور العمل الخيري في إبراز الصورة الإيجابية عن الإسلام والمسلمين. وأثمرت مداولات العلماء والمفكرين المشاركين في الملتقى جملة من التوصيات أهمها، وجوب بلورة مناهج وبرامج مشتركة لبناء القدرات، يتم بمقتضاها تأهيل القيِّمين على الشأن الديني في مختلف دول العالم، وتمكينهم من الاضطلاع الناجع بأدوارهم المنوطة بعهدتهم في مجال مكافحة التطرف، عبر تفكيك خطابه، ونقض مقولاته، وإنتاج خطاب بديل وجذاب. إلى جانب وجوب إطلاق مبادرات للتعريف بصحيح الدين الإسلامي، عن طريق إتاحة المضامين الوسطِية الأصيلة المنطلقة من الرؤية الكليَّة للدين الإسلامي. ونقض المقولات التي يروِّجها المتطرفون في وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي كافة، وبيان أوجه الصواب ذات الصلة. وكذلك تضمنت التوصيات ضرورة العناية بالطفولة والناشئة