|
|
أقام مركز الإغاثة والتنمية في مطرانية السريان الكاثوليك بالتعاون مع وزارة الإعلام مساء امس في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق فعالية تعليم المرأة يصنع السلام من ضمن برنامج فعاليات حملة 16 يوم لانهاء العنف ضد المرأة التي يقيمها صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية. وتضمنت الفعالية معرضاً فنياً احتوى على نحو خمسة وثلاثين عملاً تنوعت من حيث التقنيات الفنية بين التصوير الزيتي والفوتوغرافي والنحت حيث عبرت الأعمال عن مواضيع مختلفة تتعلق بالمرأة والعنف ضدها بأساليب فنية تراوحت بين الواقعي والرمزي والتعبيري والتجريدي وبمستويات متفاوتة عبرت عن أفكار المشاركين في المعرض والذين ينتمون لشرائح متنوعة من الهواة والطلاب والخريجين الأكاديميين. وأقامت فرقة نبض الشبابية أمسية غنائية ضمن الفعالية حيث قدمت برنامجا منوعاً تضمن وصلة مدلي أداها الكورال من أغاني فيروز منها “غالي الدهب غالي” و “سمرا يا أم عيون وساع” و “ليالي الشمال الحزينة” وأغنية “يا بيروت” أداها شابة وشاب من الفرقة وغيرها من الأغاني المنوعة. وقالت وزير الشؤون الاجتماعية ريما القادري في تصريح للصحفيين ان الفعاليات التي تقام في سورية ولاسيما التي تحمل طابعا ثقافيا تعبر عن الحياة الطبيعية التي نحاول قدر الامكان أن نعيشها في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها والحرب التي تشن على بلدنا مبينة أن الاهتمام بشتى المواضيع الاجتماعية لم يتوقف في سورية. وأضافت القادري ان المرأة هي نصف المجتمع وهي النصف الموءثر في المجتمع كله ونحن ندعم انجازاتها وعطاءاتها وقدرتها على التعبير عن كينونتها لتبقى عنصرا فاعلا في المجتمع مبينة ان وزارة الشؤون الاجتماعية تركز على عدم المركزية في عملها واعطاء كل الجغرافية السورية القدر الكافي والممكن من الاهتمام في مشاريعها المتنوعة متمنية لو ان هذه الحملة كانت منتشرة على كامل الأراضي السورية. بدوره ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية ماسيمو دايانا قال في تصريح لـ سانا.. إن اهمية هذه الفعالية تبرز من انها جزء من حملة ستستمر لستة عشر يوما بهدف رفع الصوت عاليا لنقول “لا للعنف ضد المرأة” الذي يعد عنفا ضد الانسانية كلها مبينا أن هذا الدور في مكافحة العنف ضد المرأة هو مسؤولية كل شخص وكل المؤسسات والهيئات. وبين دايانا أنه يجب تسليط الضوء على صمود السوريين وعلى قدرتهم في العمل من اجل تجاوز الازمة التي تمر بها بلدهم على مدى خمس سنوات ولاسيما ما يتعلق بالنساء والفتيات اللاتي تحملن الكثير من اعباء هذه الازمة مقدرا ما يقوم به الشعب السوري من فعاليات وأنشطة فنية وثقافية تدعم الثقافة مؤكدا ان الشعب السوري شعب حي وسيقوم ببناء واعمار هذه البلد بعد احلال السلام فيها. وثمن ممثل صندوق الامم المتحدة للسكان في سورية التعاون في هذه الحملة من الشركاء الحكوميين السوريين ولاسيما وزارتي الاعلام والثقافة وقال من الجميل ان نكون اليوم ضيوفا في هذا المكان العريق بدار الاوبرا السورية مبينا ان كل فعاليات الحملة التي ستشمل ثماني محافظات هي رسالة شكر وتقدير للسيدات السوريات والفتيات والشباب السوري لصمودهم في وجه ما يتعرضون له. أما مدير مركز الاغاثة والتنمية في مطرانية السريان الكاثوليك شادي فاضل فقال نحن من منفذي هذه الحملة وهي من اهم الحملات التي تنفذ في هذا الوقت الصعب الذي يمر به بلدنا لدعم المرأة بشكل سليم لان العنف ضد المرأة يزيد من الازمات والحروب وهو قائم في معظم دول العالم حيث تنفذ هذه الحملة في نفس التوقيت لانه من الضروري ان نعرف الناس ان الحضارة والمحبة والسلام في العالم تعتمد على المرأة. وتابع فاضل.. جاء اختيارنا لعنوان الحملة تعليم المرأة يصنع السلام من دورها المهم في جميع مناحي الحياة ولاسيما في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها سورية مبينا أن سورية ستعود لاكمال دورها الرائد في تمكين المرأة ودعمها واعطائها دورها المحوري في بناء المجتمع مثلما بدأته مبكرا على مستوى المنطقة ولم يتوقف يوما رغم كل الصعوبات. من جهتها الدكتورة رانيا عبدالله الاحمد مديرة برامج مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي في صندوق الامم المتحدة للسكان قالت ان هذه الفعالية جاءت استمرارا للحملة التي اقامها صندوق الامم المتحدة للسكان في سورية العام الماضي فبعد النجاح والاقبال والتعاون الذي حظيت به الحملة من المجتمع المدني السوري ووسائل الاعلام جاءت فعاليات أوسع واشمل هذا العام مع عدد شركاء يصل لاثنتين وعشرين من الوزارات والمؤسسات الرسمية والخاصة والهيئات والجمعيات الأهلية والمجتمعية. وبينت الأحمد ان حملة ستة عشر يوما لمكافحة العنف ضد المرأة هي حدث عالمي بدأ في عام 1982 يوم الخامس والعشرين من تشرين الثاني الذي تم فيه قتل ثلاث من النساء المناهضات للعنف القائم على النوع الاجتماعي في السويد حيث جاء اعتماد هذا التاريخ للتعبير عن الامتنان من العالم لهؤلاء النساء اللاتي حاربن من اجل القضاء على العنف ضد المرأة في العالم. وجاءت مشاركة الفنان الشاب احمد الخطيب من خلال لوحة منفذة بالاكريليك من القياس الوسط جسد من خلالها امرأتين الاولى في حالة ضعف وانهيار وحزن وأسى وعنها قال.. لوحتي بمثابة تعبير عن الانثى المضطهدة التي يمارس عليها مختلف انواع العنف والمرأة الثانية تقوم باحتضانها ومراعاتها ومواساتها وتقف الى جانبها ضد العنف الذي تتعرض له بهدف توجيه رسالة الرأفة بالمرأة واحتضانها من المجتمع والوقوف بجانبها باعتبار الفن مرآة المجتمع. المشاركة الشابة نور يوسف خريجة كلية الفنون الجميلة قسم النحت جاءت مشاركتها من خلال عمل نحتي من مادة الخام الصناعي يجسد حالات انثوية حزنية معبرة من خلاله عن العنف الذي تتعرض له المرأة. أما الفنانة الشابة نور عبارة فجاءت مشاركتها من خلال لوحة تصويرية تعبيرية تمثل يد انثى ملطخة بالألوان وتقف في وجه القضبان. الفنان مصطفى الخاني الذي حضر الفعالية قال يجب ان يكون هناك دور تكاملي بين الفنانين والإعلاميين والمؤسسات والمنظمات التي تعنى بمكافحة العنف ضد المرأة وضرورة تعليمها لتأخذ دورها في المجتمع مبينا ان تعليم المراة يصنع السلام وسورية كانت ومازالت رائدة في مجال محو الامية لما له من اهمية في بناء وتأسيس مجتمع ينحو نحو الافضل موضحا ان تعليم المرأة يسهم في جزء كبير من ترسيخ السلام لدى المجتمع. وسيقوم برنامج الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع وزارة الاعلام وسبعة شركاء محليين بتنفيذ ما يقارب الـ180فعالية ضمن برامج التوعية الاجتماعية في مدن وقرى كل من محافظات دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس وذلك طريق أنشطة متنوعة كالمسرح التفاعلي والعروض الموسيقية والافلام خلال فترة الحملة. وستمنح الحملة النساء والشابات فرصة الانخراط بنشاطات ثقافية ورياضية تجذب الانتباه الى أهمية الصحة الانجابية والحاجة الى تقليص المستوى المرتفع من العنف القائم على النوع الاجتماعي اضافة الى ورشات توعية خاصة ستتم بحضور فعاليات وممثلين عن وسائل الاعلام. وستسلط الحملة الضوء على الآثار الايجابية لاتاحة الفرص التعليمية للنساء في سورية عن طريق توفير آفاق أوسع فيما يخص بقاءهن وحمايتهن وتطورهن حيث بدأت الحملة في 25 تشرين الثاني الماضي الذي صادف اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وتنتهي في العاشر من الشهر الجاري الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الانسان. |
Views: 7