بيروت..
قرابة الشهرين على إعلان موسكو انطلاق ضرباتها الفعلية ضد مواقع داعش وجبهة النصرة والمجموعات الارهابية في سوريا. خلال هذه المرحلة ظهرت للمرة الاولى (منذ فترة) اسماء واماكن عسكرية باطلالة اعلامية.
حرصت وزارة الدفاع الروسية على اظهار المتحدث باسمها ايغور كوناشينكوف من قاعة مزدحمة بالشاشات المتطورة والخاصة بالشؤون العسكرية . هذه الشاشات لها علمها عند أصحاب صناعة الاعلام . تتوالى بالتزامن مع التصريحات شبه اليومية تغذيات لوكالات الانباء العالمية بمشاهد العمليات العسكرية الروسية ضد مواقع الارهابيين المختلفة في سوريا. تُظهر المشاهد أن الطائرات الروسية مزودة بكاميرات أدق من غيرها. بعض المشاهد يأتي بصورة ألوان أساسية بعيدا عن رتابة الابيض والاسود مقارنة بما يبثه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. كذلك فان الصور الروسية التقطت على ارتفاعات تظهر أحيانا تفاصيل الاشجار والمنشآت المختلفة. وإلى هذا فقد نظم الجيش الروسي جولة للصحافيين على قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية شمال سوريا مستعرضا عن قرب ترسانته من الطائرات التكتيكية. في هذا الوقت حرصت القيادة العسكرية الروسية في غير مرة على نشر مشاهد قصف مواقع الارهابيين من بحر قزوين. بدأ القصف جرت التغذية بالاخبار بعد اصابة الاهداف بعدها تطلق المشاهد لتأكيد العملية بغرض صياغة الهيمنة الاعلامية البصرية . قصف يحرك الاخبار وصور تثبت وترسخ في ذهن المتلقي للرسالة الاعلامية. تحضر ايضا بقوة في الاعلام الروسي في ساحة المعركة الارقام. فبشكل شبه يومي وبدون رتابة يضخ للاعلام اعداد جديدة عن حصيلة الطلعات الجوية والمواقع المدمرة والطائرات المشاركة واسماء الصواريخ الجديدة المستخدمة وغيرها من التفاصيل التي تدل على سير العمليات العسكرية. بالمقارنة لم يعد الخبر الاميركي عن عشرين غارة على داعش في الرمادي مثيرا. سبقه الخبر الروسي عن صواريخ مجنحة تارة وصواريخ اكس 101 من طائرات استراتيجية تارة اخرى بالاضافة إلى المدمرات البحرية وغيرها من عناصر المعركة. كل هذه أضحت خبرا أكثر تفوقا. كان ملفتا أيضا الافصاح قبل أيام عن قصف خمسمئة شاحنة نفط لداعش في سوريا. الصور الجوية أظهرت ما فعلته الطائرات الروسية بتجارة داعش النفطية. كيف تعامل الاميركيون؟. ربما ليس من باب الصدفة أن يصرح الكولونيل في الجيش الاميركي الاميركي ستيف وارن من بغداد في اليوم نفسه بأن الطائرات الاميركية "ضربت قبل ايام مئة وستين شاحنة نفط لداعش بين سوريا والعراق". لا شك أن الامر قد.يخلق بلبلة حتى لدى الخبير الاعلامي عند بث المشاهد . ولبرهة يحصل السؤال هل ما أشاهده هي الضربات الاميركية أم الروسية؟. ويأتي الجواب بأن ما أفرج عنه الاميركيون من مشاهد للصحافة هو ضربات قالوا إنها في الرمادي في الثالث عشر من نوفمبر 2015. لا ينتهي الاستعراض الروسي هنا. يطل الرئيس فلاديمير بوتين في صورة مع تسعة أماكن أخرى (20-11-2015) بينها موسكو واللاذقية ومدارج الطائرات الحربية وطائرة تو 160 الاستراتيجية ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وضابط من موسكو. يقول بوتين من كرسي دثير إن العمليات الروسية ناجحة جدا لكنها غير كافية لحماية روسيا. لهجة صارمة تنقلها وكالات الاعلام في استعراض اعلمي ملفت. ساعة وتبث صور الصواريخ الروسية التي اطلقت من قزوين لخلق ايحاء باستجابة فورية لنداء القائد الاعلى للقوات العسكرية لروسيا الفيدرالية مع ما تضمنه ذلك من ضرورة " عدم تخفيف ايقاع العمل العسكري ضد الارهابيين".
ماذا يعني هذا؟
يفرض تسلسل الاخبار الروسية نفسه إعلاميا على أي نشرة إخبارية. وأمام قوة الاحداث التي تصنعها الالة الروسية في الميدان فان الشاشات مجبرة على ترجمتها. في وقت يقف فيه الخبر الاميركي يتيما منذ شهرين. بضعة صور باهتة بالابيض والاسود تظهر انفجارا لاهداف غير واضحة في منطقة مجهولة. لا يحتاج الامر إلى عناء، فالمشاهد المتابع يفرق بين النمطين بسهولة. وبين هذا وذاك مشهد فرنسي حائر يعلن إقلاع طائرة رافال من قاعدة في الاردن و ضرب هدف في سوريا دون اي تأييد بالصورة. اللهم صور اقلاع الطائرات في ليل بهيم
وللمقارنة أيضا نستحضر الاحداث العسكرية الساخنة في المنطقة. لم ينجح المتحدث باسم التحالف السعودي في اليمن أحمد عسيري في اثبات نفسه مصدرا للخبر. فمن إعلان تحقيق الاهداف العسكرية لعملية عاصفة الحزم إلى إطلاق إعادة الأمل يغيب المشهد لما يحصل. ويغيب الرد على صور عشرات الاطفال الذين يقتلون بالغارات. فضلا عن اداء اعلامي مشكوك بمهنيته في التعامل مع دخول قوات الجيش اليمني وانصار الله الى الربوعة جنوب السعودية. أما في سوريا فالصفحة ليس اشد بياضا. لم يستطع المتحدث العسكري للجيش أن يفرض نفسه مصدرا للخبر ايضا. هو ضابط رفيع مجهول يخطب بجدية مفرطة وحنجرة مستقيمة في بيان حربي يعود لسبعينات القرن الماضي. الخبر معلوم في كل وكالات الانباء قبل ساعات. جل ما يقدمه من جديد هو مشهد قرب الاعلام السورية .
خلاصة
بالعودة الى الاداء الروسي. فان الجيش الروسي يدير بطريقة اكثر اقناعا شق الحرب الاعلاميي. لا يقف الامر هنا بل ترفده دبلوماسية خارجيتها بمؤتمرات صحافية لجميلة القامة والطلة ماريا زاخاروفا. ماريا التي خلفت الكسندر لوكاشيفيتش في وزارة الخارجية الروسية تصرف حاصل الميدان على أسعار السياسة. هي اول امرأة تتولى هذا المنصب و تجيد الصينية والانكليزية الى لغتها الأم. أما رأس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف فحنكنته بحاجة لطول نظر. ما مغزى الصرامة المباشرة اخيرا في التصدي. واي صورة إعلامية تعكسها حركته المستمرة وتصريحاته المباشرة.
الميادين
قرابة الشهرين على إعلان موسكو انطلاق ضرباتها الفعلية ضد مواقع داعش وجبهة النصرة والمجموعات الارهابية في سوريا. خلال هذه المرحلة ظهرت للمرة الاولى (منذ فترة) اسماء واماكن عسكرية باطلالة اعلامية.
حرصت وزارة الدفاع الروسية على اظهار المتحدث باسمها ايغور كوناشينكوف من قاعة مزدحمة بالشاشات المتطورة والخاصة بالشؤون العسكرية . هذه الشاشات لها علمها عند أصحاب صناعة الاعلام . تتوالى بالتزامن مع التصريحات شبه اليومية تغذيات لوكالات الانباء العالمية بمشاهد العمليات العسكرية الروسية ضد مواقع الارهابيين المختلفة في سوريا. تُظهر المشاهد أن الطائرات الروسية مزودة بكاميرات أدق من غيرها. بعض المشاهد يأتي بصورة ألوان أساسية بعيدا عن رتابة الابيض والاسود مقارنة بما يبثه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. كذلك فان الصور الروسية التقطت على ارتفاعات تظهر أحيانا تفاصيل الاشجار والمنشآت المختلفة. وإلى هذا فقد نظم الجيش الروسي جولة للصحافيين على قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية شمال سوريا مستعرضا عن قرب ترسانته من الطائرات التكتيكية. في هذا الوقت حرصت القيادة العسكرية الروسية في غير مرة على نشر مشاهد قصف مواقع الارهابيين من بحر قزوين. بدأ القصف جرت التغذية بالاخبار بعد اصابة الاهداف بعدها تطلق المشاهد لتأكيد العملية بغرض صياغة الهيمنة الاعلامية البصرية . قصف يحرك الاخبار وصور تثبت وترسخ في ذهن المتلقي للرسالة الاعلامية. تحضر ايضا بقوة في الاعلام الروسي في ساحة المعركة الارقام. فبشكل شبه يومي وبدون رتابة يضخ للاعلام اعداد جديدة عن حصيلة الطلعات الجوية والمواقع المدمرة والطائرات المشاركة واسماء الصواريخ الجديدة المستخدمة وغيرها من التفاصيل التي تدل على سير العمليات العسكرية. بالمقارنة لم يعد الخبر الاميركي عن عشرين غارة على داعش في الرمادي مثيرا. سبقه الخبر الروسي عن صواريخ مجنحة تارة وصواريخ اكس 101 من طائرات استراتيجية تارة اخرى بالاضافة إلى المدمرات البحرية وغيرها من عناصر المعركة. كل هذه أضحت خبرا أكثر تفوقا. كان ملفتا أيضا الافصاح قبل أيام عن قصف خمسمئة شاحنة نفط لداعش في سوريا. الصور الجوية أظهرت ما فعلته الطائرات الروسية بتجارة داعش النفطية. كيف تعامل الاميركيون؟. ربما ليس من باب الصدفة أن يصرح الكولونيل في الجيش الاميركي الاميركي ستيف وارن من بغداد في اليوم نفسه بأن الطائرات الاميركية "ضربت قبل ايام مئة وستين شاحنة نفط لداعش بين سوريا والعراق". لا شك أن الامر قد.يخلق بلبلة حتى لدى الخبير الاعلامي عند بث المشاهد . ولبرهة يحصل السؤال هل ما أشاهده هي الضربات الاميركية أم الروسية؟. ويأتي الجواب بأن ما أفرج عنه الاميركيون من مشاهد للصحافة هو ضربات قالوا إنها في الرمادي في الثالث عشر من نوفمبر 2015. لا ينتهي الاستعراض الروسي هنا. يطل الرئيس فلاديمير بوتين في صورة مع تسعة أماكن أخرى (20-11-2015) بينها موسكو واللاذقية ومدارج الطائرات الحربية وطائرة تو 160 الاستراتيجية ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وضابط من موسكو. يقول بوتين من كرسي دثير إن العمليات الروسية ناجحة جدا لكنها غير كافية لحماية روسيا. لهجة صارمة تنقلها وكالات الاعلام في استعراض اعلمي ملفت. ساعة وتبث صور الصواريخ الروسية التي اطلقت من قزوين لخلق ايحاء باستجابة فورية لنداء القائد الاعلى للقوات العسكرية لروسيا الفيدرالية مع ما تضمنه ذلك من ضرورة " عدم تخفيف ايقاع العمل العسكري ضد الارهابيين".
ماذا يعني هذا؟
يفرض تسلسل الاخبار الروسية نفسه إعلاميا على أي نشرة إخبارية. وأمام قوة الاحداث التي تصنعها الالة الروسية في الميدان فان الشاشات مجبرة على ترجمتها. في وقت يقف فيه الخبر الاميركي يتيما منذ شهرين. بضعة صور باهتة بالابيض والاسود تظهر انفجارا لاهداف غير واضحة في منطقة مجهولة. لا يحتاج الامر إلى عناء، فالمشاهد المتابع يفرق بين النمطين بسهولة. وبين هذا وذاك مشهد فرنسي حائر يعلن إقلاع طائرة رافال من قاعدة في الاردن و ضرب هدف في سوريا دون اي تأييد بالصورة. اللهم صور اقلاع الطائرات في ليل بهيم
وللمقارنة أيضا نستحضر الاحداث العسكرية الساخنة في المنطقة. لم ينجح المتحدث باسم التحالف السعودي في اليمن أحمد عسيري في اثبات نفسه مصدرا للخبر. فمن إعلان تحقيق الاهداف العسكرية لعملية عاصفة الحزم إلى إطلاق إعادة الأمل يغيب المشهد لما يحصل. ويغيب الرد على صور عشرات الاطفال الذين يقتلون بالغارات. فضلا عن اداء اعلامي مشكوك بمهنيته في التعامل مع دخول قوات الجيش اليمني وانصار الله الى الربوعة جنوب السعودية. أما في سوريا فالصفحة ليس اشد بياضا. لم يستطع المتحدث العسكري للجيش أن يفرض نفسه مصدرا للخبر ايضا. هو ضابط رفيع مجهول يخطب بجدية مفرطة وحنجرة مستقيمة في بيان حربي يعود لسبعينات القرن الماضي. الخبر معلوم في كل وكالات الانباء قبل ساعات. جل ما يقدمه من جديد هو مشهد قرب الاعلام السورية .
خلاصة
بالعودة الى الاداء الروسي. فان الجيش الروسي يدير بطريقة اكثر اقناعا شق الحرب الاعلاميي. لا يقف الامر هنا بل ترفده دبلوماسية خارجيتها بمؤتمرات صحافية لجميلة القامة والطلة ماريا زاخاروفا. ماريا التي خلفت الكسندر لوكاشيفيتش في وزارة الخارجية الروسية تصرف حاصل الميدان على أسعار السياسة. هي اول امرأة تتولى هذا المنصب و تجيد الصينية والانكليزية الى لغتها الأم. أما رأس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف فحنكنته بحاجة لطول نظر. ما مغزى الصرامة المباشرة اخيرا في التصدي. واي صورة إعلامية تعكسها حركته المستمرة وتصريحاته المباشرة.
الميادين
Views: 1