.jpg)
يوما بعد يوم، تطلق روسيا المزيد من المفاجآت السياسية والعسكرية في سورية، أبرزها كان، زيارة الرئيس بشار الأسد، واصطياد كبار قادة المجموعات الإرهابية المسلحة في مخابئهم المحصنة بقوة، لاسيما في الآونة الأخيرة.
بالتأكيد أن لغرفة العمليات العسكرية الروسية- السورية، دور كبير في تحديد الأهداف المراد قصفها بالطيران الحربي والصورايخ، خصوصاً مراكز القيادة والتحكم ومخازن الاسلحة ومعسكرات التدريب التابعة للمسلحين التكفيريين.
ولكن الأهم في من غرفة العمليات المذكورة، الى جانب الاستعلام الالكتروني، هو الاختراق الأمني الروسي للمسلحين، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية السورية، لاسيما التكفيريين القادمين من القوقاز، قبل مجيئهم الى “الجارة الأقرب”، اي تغلغل رجال الاستخبارات بين الإرهابيين في بلدهم الأم ثم مرافقتهم الى سورية، وبالتالي تحديد امكانهم لمصلحة غرفة العمليات المذكورة آنفاً، بحسب ما تؤكد مصادر عليمة. وتكشف أن هذا الاختراق، اسهم في استهداف عدد مهم من متزعمي المجموعات المسلحة على امتداد الأراضي السورية، ما أدى الى شرذمتها والتضعضع في صفوفها.
بالتوازي مع عمليات قتل “أمراء الإرهاب”، يستمر الجيش السوري في تقدمه على مختلف جبهات القتال، ويركز على قطع طرق إمداد المسلحين الى تركيا، لاسيما في محافظات: حلب، أدلب واللاذقية، بحسب ما تنقل مصادر ميدانية متابعة.
بالانتقال الى الشأن السياسي، كان الحدث الأبرز، اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالأسد في موسكو، وبطبيعة الأحوال، لم يكن لقاء شكلياً، وليس مخصصاً للبحث في شؤونٍ عسكريةٍ أو سياسية، بدليل عدم وجود اي وفد عسكري او دبلوماسي مرافق للرئيس السوري، ما يؤكد أن الإدارة الروسية، ترفض رفضاً قاطعاً مسألة تنحي الأسد، وأنها خارج البحث في اي تسوية لانهاء الازمة الراهنة. وان هذا اللقاء هو بمثابة فرض روسي للأسد على جميع الأطراف الأقليميين والدوليين المعنيين بالأزمة السورية، والتسليم بحضوره في أي حلٍ مرتجى لإنهاءها. أي لا تسوية بدون الأسد.
وفي السياق، يعتبر مصدر في المعارضة السورية، أن اللقاء جاء توقيته قبل انعقاد الاجتماع الرباعي في فيينا، بين وزراء خارجية كل من: روسيا،الولايات المتحدة، تركيا والسعودية، للبحث في الأزمة السورية، وأراد بوتين من هذا اللقاء أن يستبق الاجتماع، ويحسم الموقف ان الرئيس السوري باقٍ في هذه المرحلة.
ويؤكد المصدر أن التسليم ببقاء الأسد في السلطة اضحى أمراً واقعا، لاسيما بعد التدخل الروسي المباشر في الحرب على الإرهارب، وما التصعيد القطري والسعودي والتركي، والمطالبة برحيل الرئيس السوري، إلا لمحاولة تعزيز أوراقهم وحضورهم في المنطقة، في حال إتمام أي تسوية لانهاء مختلف “الأزمات العربية”، ودائماً برأي المصدر.
وبكل الأحوال، تبدو الأزمة السورية قادمة على تغير في الأساليب المتبعة، وعلى تصعيد في الميدان يسبق أي تسوية محتملة لم يحن أوانها بعد، إذ أن كل طرف سيحاول ان يعدّل موازين القوى لصالحه لكي يحصّل أوراق قوة يأخذها معه الى أي طاولة مفاوضات، وما المؤشرات على عدم نضوج الحل سوى عدم دعوة ايران الى المفاوضات في فيينا، إذ لا حل بدون ايران أو بدون التنسيق مع الدولة السورية، وكل ما عدا ذلك يبدو مجرد تمهيد لشيء قادم لم ينضج بعد
Views: 5