يخوص الجنرال ميشال عون واحدة من أقسى معاركه السياسية منذ عودته من المنفى. وصلت به حدة المجابهة إلى حد العودة 50 عاماً إلى الوراء، مقترحاً الفدرالية كنظام حكم جديد. في مقابلته مع «الأخبار» أمس، وبعد التسوية الجزئية أول من أمس، بدا كلام الجنرال أكثر هدوءاً من ذي قبل. أكّد أنه لم يطرح الفدرالية كمشروع يتبناه، بل كخيار يحاولون «دفعنا إليه». رفض السجال مع حلفائه وحلفائهم، كما تمنّع عن «أذيّة» خصومه. كشف تفاصيل الاتفاق بينه وبين الرئيس سعد الحريري، والأسباب التي دفعت الأخير إلى التراجع عنه
بيار أبي صعب, ميسم رزق, فراس الشوفي, حسن عليق
■ أقفِل شارع في وسط بيروت اليوم، فاستهلكت رحلتنا إلى الرابية ساعة إضافية. هذا قبل حواجز التقسيم والفيدرالية…
مصيبة اللبناني أنه لا يقرأ. نحن قلنا إنهم يفرضون علينا خيار الفيدرالية. نحن لم نختره. لكننا أمام هذا الواقع، تصير كل الخيارات مطروحة. نحن لم نقل إننا نريد الفيدرالية، بل هم من يدفعوننا باتجاهها، وعبرنا عن هذا الموقف في أكثر من وسيلة إعلامية. على كل حال، هذا الطرح يحتاج إلى موافقة كل اللبنانيين. نحن حين تحدثنا عن هذا الخيار، اجتزأ البعض كلامنا، وذهب خصومنا باتجاه التهويل والقول بأننا نسعى إلى تطبيق الفيدرالية والتقسيم.
■ كيف يُمكن الحديث عن الفيدرالية كخيار مطروح، وليس هناك مقومات وركائز تسمح بتطبيقه؟
لا شيء مستحيلاً. نحن لسنا خارج إطار الأحداث المحيطة بنا. كل شيء وارد في منطقة الشرق الأوسط. ليس هناك من سياسة مقرّرة، ولكن كل شيء معقول.
■ ما هو مشروعكم لمواجهة محاولة خصومكم دفعكم إلى خيار الفيدرالية؟
لسنا وحدنا من سيمنعها. اللبنانيون هم من سيمنعون الفيدرالية، عندما ينظرون إلى الدَّين الذي صار بالمليارات، والعجز بالموازنة، والمشاريع التي تُعرقل. هذه مسؤولية كل طرف لا يتحرّك معنا للمطالبة بحقوقه. لقد قدّمنا للشعب اللبناني كتاباً عن الفساد المالي، فنام في أدراج النيابة العامة المالية. قدّمنا تقارير عن الأموال المهدورة والمسروقة في وزارة الاتصالات في 2009، وكلّها محفوظة عند النيابة العامة المالية. تتعرقل كل مشاريعنا التي لها علاقة بأموال الناس، ولا أحد يعترض. هذه أموال الناس وعليهم هم أن يحافظوا عليها.
■ ما تتحدثون عنه توقف جزء منه في فترة الانفتاح على تيار المستقبل، ولم يُكمل التيار الوطني الحرّ الحملة التي بدأها؟
هذه المعركة لا تعنينا وحدنا. الجميع متضرّر. نحن عبرنا عن موقف، ساهمنا في إيصال المعلومة، فهل استطاع أحد محاسبة موظّف متورّط أو إزاحته في وزارة الاتصالات مثلاً؟ لماذا؟ أين هو التفتيش المركزي؟ هل يعمل؟ لا. لماذا؟ علينا أن نرى ما إذا كان هذا الجهاز مشلولاً، حينها فلنحلّه، ويجب أن نحلّه لأن رئيس التفتيش المركزي ليس خاضعاً في عمله لأي جهة.
نعم، الحريري لا يلتزم.
من لا يملك القرار فلن
يستطيع الالتزام
هو خاضع إدارياً وليس سياسياً. هل حصل تفتيش مالي على الأجهزة المالية أو هي جميعها خارج إطار المراقبة؟ نتحدث عن الإصلاح المالي، لا أحد يجيبنا. نتحدّث عن الإصلاح القضائي، لا أحد يتجاوب معنا. هل يُمكن أن يحصل ذلك في ظل وجود دولة؟
■ هذا يعني غياب المواطن في جمهورية تتقاسمها قوى معيّنة؟
صحيح وعلينا مقاومتها، ولذا أنا دعوت الجميع لأن يتعاونوا معنا لمقاومتها.
■ لنفترض أنك تتحدث إلى الشعب الذي يضم كل الطوائف، كيف يُمكن الخروج من فكرة «حصر معركتك بما يخص حقوق المسيحيين» والعودة إلى مخاطبة كل الشعب كما كنت سابقاً؟
لم يسمعني اللبنانيون. بالنتيجة، أنا أمثّل الموارنة ومجبر على الدفاع عن حقوقهم أولاً إذا لم يُصغِ إليهم أحد. منذ عشر سنوات، ونحن ندافع عن المصالح الوطنية. فور عودتي من الخارج، توجّهت إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وضعنا إكليلاً على ضريحه ولم نجد أحداً من عائلة الفقيد بانتظارنا. قدمنا خطاباً سليماً في ساحة الشهداء، ولم نتحدث بلغة طائفية، فوجدنا في وجهنا الحلف الرباعي في البداية، لا وحدة وطنية. عرضوا علينا بعض المكاسب النيابية ولم نقبلها. سرقوا منا تسمية 14 آذار وشعارات السيادة والحرية والاستقلال، فوجدنا أنفسنا خارج هذا الفريق، وقالوا إننا صرنا في فريق 8 آذار. انتهينا من الانتخابات وتألفت حكومة، وبدأ بعدها الحوار مع الرئيس سعد الحريري، لم نشارك بسبب وجود نزعة للسيطرة الكاملة. نحن نملك عقلية علمانية تريد أن يكون هناك حقوق للمواطن، لا حقوق للطوائف. وجدنا أنفسنا عاجزين أمام التكوين الحالي للمجتمع اللبناني والسياسة المتبعة. عندما طرح الرئيس نبيه برّي فكرة إلغاء الطائفية السياسية، أعلنّا صراحة أننا مع هذا الطرح، إلى جانب تربية وطنية تطبق في جميع المدارس، وأن يكون هناك مدارس منفصلة للتعليم الديني وممارسة الدين، مع برنامج تربوي يطبق على الجميع. نحن أول من وقّعنا على القانون الذي لم يطرح. قدّمنا أكثر الأفكار جرأةً حول إلغاء الطائفية السياسية، لكن الفكرة توقفت. نحن لسنا طائفيين ولا يُمكن أن نكون كذلك. لقد سقط إلى جانبنا شهداء من كل الطوائف. لا يُمكن أن نتخيّل في حال وفاة أي شخص في الهرمل أو عكار أو الجنوب أو أي منطقة لبنانية أخرى، ولا أتمكن من زيارة ضريحه. في المرة الأولى التي زرت فيها الجنوب، قصدت على الفور أضرحة شهداء قانا، هذه النقطة حسّاسة بالنسبة إلينا.
■ كان عندكم شجاعة نقل الخطاب المسيحي اللبناني من مكان إلى آخر. طرح الفيدرالية ولو في إطار أنكم مجبرون عليها، ألا يُعيد الخطاب المسيحي 30 عاماً إلى الوراء على الأقل؟
بل خمسين سنة. منذ 26 عاماً ونحن نناضل من أجل «السيادة والحرية والاستقلال». الحرب موجودة عند جيراننا صحيح، لكن ذلك لا يمنعننا من أن نستمر في بناء لبنان، وخصوصاً في ما يتعلّق بالمشاريع الإنمائية. إذا كانوا يريدون أن يربحوا في هذا البلد، فليربحوه وهو «معمّر». قدمنا خطة للكهرباء تبدأ من الشمال وصولاً إلى الحدود الجنوبية، تؤمن الكهرباء لكل اللبنانيين على مدار 24 ساعة. ذهبنا للحصول على أموال الاعتمادات، وتحدثنا عن خسارة بالمليارات، فبدأوا بعرقلة المشروع. لم يشعر أحد بحجم الخسارة. الجميع يريد الكهرباء، ولا أحد يريد أن يساعدنا في إنجاز المشاريع.
■ أنتم تتعرّضون للمحاصرة، ولا أحد يسمح بإحالة أي موظف على القضاء، والهدف الأول منذ 10 سنوات هو تحطيم الجنرال ميشال عون. في المقابل، قررت أن تتراجع إلى الفيدرالية؟
اسمعوا خطابي اليوم تعلموا أنني لم أتراجع، وسأعلن موقفي الحقيقي.
■ رغم أن حلفاءكم وضعوا لكم «العصيّ في الدواليب» وخصومكم «شرسون». هل تشعرون بأنه يُمكنكم الوصول إلى بعبدا وتحقيق الإصلاح الذي تطالبون به؟
نعم نستطيع.
■ يؤخذ على حكم التيار في الحكومة والوزارات أنه لم يختلف عن سياسة القوى الأخرى. ألم تسيروا على نهج كل الطبقة السياسية الموجودة في البلد؟
لا. لم نفعل ذلك لا تقنياً ولا أخلاقياً. لا في وزارة الاتصالات ولا في وزارة الطاقة. كل ما فعلناه أننا طالبنا بتغيير الأداء الموجود، فغضبوا منّا.
■ بصرف النظر عن الواقعية السياسية، كيف يمكن أن يكون لديكم رهان على المملكة العربية السعودية ــ بما تمثله من رجعية ومصدر للإرهاب ــ لمساعدتكم في الوصول إلى بعبدا؟
من راهن؟ وكيف راهنت؟ أنا أرفض تعييني بالطريقة التي كانت تحصل أثناء الوجود السوري. نحن مهددون بكل كلمة نقولها لأنها ستنعكس سلباً على اللبنانيين الموجودين في الخليج.
نحن مهددون بكل كلمة
نقولها لأنها تنعكس سلباً على اللبنانيين في الخليج
■ كيف هي العلاقة مع تيار المستقبل اليوم؟
العلاقة سيئة. لا يمكن التعاطي مع جهة لا تلتزم بتعهّداتها. نحن ذهبنا إلى روما لتقريب وجهات النظر، وفي أول مرحلة تراجعوا وخربوا الالتزامات.
■ هل تعني بكلامك عن العلاقة مع تيار المستقبل أن «الجرة انكسرت»، أم أن ما حصل في الجلسة الأخيرة للحكومة يمكن التعويل عليه لإعادة فتح باب الاتصال معه؟
المفتاح عندهم وليس عندي. إذا لم يكُن لديهم ما يقدّمونه بجدية، فعلامَ سنتفاهم معهم؟
■ هم يؤكدون أنهم لا يملكون ما يقدّمونه إليكم؟ ما الذي سيتبدّل بعد أسبوعين؟
عليهم أن لا يخالفوا الدستور، فليحترموا النصوص على الأقل.
■ لقد ضمنتم مناقشة آلية الحكومة في الجلسة المقبلة للحكومة، ورفعتم السقف بقولكم أن لا انتخابات رئاسية ولا تعيينات من دون انتخابات نيابية، ولمّحتم إلى أنكم تريدون قانوناً على أساس النسبية عندما اعتبرتم أن القوانين المطروحة كلّها قوانين أكثرية. كيف يمكن أن تحصلوا على كل ذلك؟
نحن نعتمد القانون نفسه منذ تأسيس الجمهورية، فهل نبقى عليه؟ كيف يمكننا أن نطبق مبدأ المداورة في الحكم وتداول السلطة وتحقيق الإصلاح؟ لقد طرحنا بدايةً قانون النسبية في الدوائر الوسطى ورُفض. طالبنا بلبنان دائرة واحدة ورفض. ذهبنا إلى قانون اللقاء الأرثوذكسي الذي يسمح بتمثيل الجميع، وتحقيق العدالة الاجتماعية. ما تريدون إذاً؟ لن نقبل بتجديد الأكثرية ذاتها في كل مرّة.
■ ما هو برنامجكم للوصول إلى قانون جديد، وحلفاؤكم ليسوا جميعاً معكم، وطبعاً خصومكم. هل الخيار هو التعطيل الشامل للوصول إلى قانون انتخاب؟
إذا لم ألقَ تجاوباً وطنياً، فكل الاحتمالات مطروحة. نحن في مرحلة الإنذارات وتهيئة جو معيّن. نحن حفّزنا شارعنا، وننتظر تحفيز الآخرين. فإما أن يكون الشعب قوة ضاغطة على ممثليه، وإما أن لا يتحرك أحد. حينها نقرر ما الذي سنفعله.
■ أي قانون انتخابات ستخوضون معركته؟
أقبل تقسيمات بين الدوائر الوسطى، والدائرة الواحدة، على أساس النسبية.
■ لا قانون مختلطا بين النسبي والأكثري؟
لا لا، «شو هالبندقة هيدي؟ كلها احتيال ليضلوا قارطين الأكثرية».
■ كيف يمكن ضبط الأمور في الشارع وعدم استفزاز الشارع الآخر؟
نحن احترمنا حدود الجميع، لم نعتدِ على أحد، وعليهم هم أن ينتبهوا.
■ عملية تحفيز شارع يمكن أن تقابلها عملية تحفيز للشارع الآخر؟
نحن لدينا أسبابنا. من يملك أسباباً للجوء الى لعبة الشارع فليعلنها وأنا أقبلها. وإذا كان لديه مطالب محقّة فسنعطيه إياها. نحن خرجنا من لبنان تحت القصف، ولا يحاولنّ أحد أن يلوي ذراعي. وضعي اليوم أفضل في الداخل والخارج.
■ ما الذي تبدّل اليوم؟
على الأقل ليس هناك ضوء أخضر يسمح لأي بلد باجتياحنا.
■ في لعبة الشارع، هل سيبقى الحراك كما هو، أدواته مضبوطة أم تذهب الأمور نحو التصعيد، وينضم إليكم أفرقاء آخرون؟
هناك من يأخذ علينا، كالوزير سليمان فرنجية بأننا لم ننسق معه. يجوز أن الحق معه، لكننا لا نريد الردّ. لا اريد الدخول في سجالات مع أحد.
■ معركتكم تخّطت ملف التعيينات العسكرية التي كانت عاملا رئيسيا في أزمة الحكومة. إلى أين يُمكن أن تصلوا بتحرككم في ظل موقف الرئيس نبيه برّي المتكامل مع الرئيس تمام سلام والنائب وليد جنبلاط؟
هناك تقليد في البلد. عندما سمّي الرئيس نجيب ميقاتي قاطعته المملكة العربية السعودية وكل فريقها في لبنان، فلماذا علي أنا أن أقبل أن لا يكون لدي الحق والأرجحية في تعيين قائد للجيش.
■ لكن هناك من يتصرف على قاعدة أن التمديد واقع مراهناً على عدم وجود قرار محلي وإقليمي ودولي بتفجير الحكومة؟
هذا يعني أننا نواجه عصابة سطو ولسنا دولة. لا قانون يُحترم فيها ولا دستور.
■ لنسلّم أنها عصابة سطو. السؤال هو كيف ستنتزع منها الحقوق؟
«بدّي خانق».
■ لماذا اتصل بك النائب وليد جنبلاط وقال لك إنه لم يغدر بك. ما الدور الذي قام به حتّى يلجأ إلى التبرير؟
نحن نواجه عصابة لا دولة،
و«بدّي خانق»
نحن قلنا له إننا لم نعطِ أهمية لما ورد في الصحف. هو قال إنه يريد الحفاظ على العلاقة معنا، وإنه كان يؤيد تعيين العميد شامل روكز وكان هناك مسعى من قبله لم ينجح. نحن نرى أن هناك سفالة في التعاطي مع موضوع تعيين روكز، حتى إن البعض ادعى بأن تعيينه هو محاولة لمنع المنافسة مع الوزير جبران باسيل في انتخابات التيار.
■ لقد حيّدتم القوات، واستفدتم من هذا التحييد في ظل إعلان النوايا، ولكنك تبنيت خطاب القوات اللبنانية كاملاً.
تبنينا فقط ورقة إعلان النوايا.
■ ما الذي يربطكم بالقوات اللبنانية، وما الذي تختلفون حوله؟
ما يربطنا هو سعينا إلى تحقيق السلام في لبنان وبناء هذا البلد، وهذا ظاهر في إعلان النوايا. لا شيء فيه يمس بالوحدة الوطنية ولا بالمقاومة. يهمنا الاستقرار بالدرجة الأولى، والسلام لا يبنى إلا بهدنة طويلة الأمد. علماً أنه بوجود اسرائيل لن يكون هناك سلام لا بهدنة ولا من دونها. ونحن ذهبنا إلى الرئيس الحريري للهدف ذاته.
■ كيف يمكن استقطاب الشارع المسيحي الذي بنسبة كبيرة منه يرى أنك سد منيع في مواجهة الجماعات الإرهابية، واقناعه بانتخابك رئيساً للجمهورية؟
أنا لا أسعى لاستقطاب الجمهور الذي تمثله أطراف مسيحية أخرى. ما يهمني اليوم هو الاستقرار. المسار السياسي لكل طرف فينا هو الذي يحدد الرابح في الانتخابات المقبلة. «وبعدنا بعاد عن الانتخابات».
■ هناك جو داخل تيار المستقبل يعكس استياءً من حلفائه المسيحيين لوقوفهم على الحياد في معركته معكم. هل تعتقدون أن القوات تستثمر في الشارع المسيحي على حسابكم؟
إذا أيد الشارع المسيحي القوات اللبنانية فأنا لا استطيع أن أمنعه. عندما ذهبت إلى سوريا اعترض عدد من النواب على قراري الذهاب قبل الانتخابات لأن ذلك سيؤثر في شعبيتي. فكان جوابي بأنني أمثل المسيحيين في مجلس النواب، ولن أعلن خطاباً معيناً وأتوجه إلى سوريا فيما بعد، فيرى جمهورنا فيما بعد أنني خنته. أنا سأذهب إلى سوريا وليسمع الجمهور خطابي ويقرر لاحقاً ما إذا كان يريد انتخابي، واذا لم يفعل فسأجلس في المنزل، مع أننا أعلنا عام 1989، وعندما كانت المدافع بيننا وبين السوريين، أننا مع إقامة أفضل العلاقات مع سوريا بعد خروجها من لبنان، وهذا دليل أننا لم نبدل خطابنا.
■ هناك سوء تنسيق واضح بينكم وبين حلفائكم عبّر عنه الوزير فرنجية. وجزء من مشكلتكم مع الرئيس نبيه برّي هو غياب التنسيق؟
هناك أجوبة بيننا وبين حلفائنا لن أعلنها، فأنا لست زبون سجال.
■ هل صحيح أن الرئيس برّي هو الذي «قمع» مبادرة النائب جنبلاط بشأن تعيين العميد روكز قائداً للجيش مقابل تعيين العميد عماد عثمان في الأمن الداخلي؟ وهل هو مَن ورّط الرئيس تمام سلام بالوقوف في وجهكم؟
لا معلومات مباشرة لدي حول هذا الموضوع.
■ كررت أكثر من مرة بأن تيار المستقبل لم يلتزم معكم عهوده، لكنك لم تعلن صراحة على ماذا جرى الاتفاق في لقائكم مع الحريري في منزله بوسط بيروت يوم 18 شباط الماضي. علام اتفقتما رئاسياً؟
نحن لم نتطرق لا إيجاباً ولا سلباً إلى موضوع الرئاسة. الحديث تناول فقط موضوع التعيينات. هو الذي طرح الموضوع وسألنا رأينا بشأن التمديد للواء ابراهيم بصبوص. وقلت صراحة إننا ضد التمديد لأن هناك ضباطا كثرا كفوئين في قوى الأمن الداخلي. وهو اقترح عماد عثمان أو سمير شحادة. وسألته من تفضل، فقال إنه يفضل عماد عثمان. ثم قال لي: انت بدك تجبلي الموافقة من أصحابك. قال لي من تريد قائداً للجيش؟ قلت له: هناك فراغ في الجيش حالياً. انتم تحسبون التمديد غير الفراغ؟ التمديد يجري بورقة يمكن وزير الدفاع ان يسقطها بمثلها ساعة يشاء، ويرسل قائد الجيش إلى المنزل. التعيين بالأصالة في مجلس الوزراء يعطي الموقع حصانة المادة 65 من الدستور وقانون الدفاع. ثم قلتُ له: انت مين رأيك؟ ضحك. قلت له: قلي لي، انت تعرفه. قال لي: شامل؟ قلت له نعم، انت تعرفه من أيار 2008.
ذهبنا إلى حزب الله الذي وافق على تعيين عثمان، وكذلك الأستاذ نبيه. أخبرته بما جرى بيني وبين الحريري، فقال لي (الرئيس بري) إنه تبلّغ من المستقبل نيته التمديد لبصبوص. ثم زرت النائب وليد جنبلاط وقال لي: أوكي، طالما أنتما متفقان. وكذلك تحدثنا مع الكتائب ووافقوا. القوات تحدّث معهم فريد مكاري الذي قال إنهم لا يمانعون. بعد ذلك اتصلت بالحريري، وكان في السعودية، وقلت له: جرى العقد. وافق الكل. صار في عنا إجماع. فقال لي: انا عائد الليلة إلى بيروت، وربما غداً، لكنه حتى اليوم لم يعد. قبل عيد الفصح كانت المهمة منجزة. ثم بدأت المراوغة. صاروا يقولون: خلوها لبعد الأعياد. راحت الاعياد، ووصلنا إلى أيار. فسألناهم أين صار اتفاقنا؟ هنا ظهرت النوايا. حدثت تغييرات في المنطقة، كسقوط جسر الشغور بيد المعارضة السورية، ثم اتى دخول داعش إلى تدمر ليزيد الطين بلة. وصاروا يقولون لي إن علينا ان ننتظر. ماذا يقصدون؟ إذا تغيّر الوضع في المنطقة يتغيّر وضع شامل روكز؟ هذا يدل على نوايا سيئة. أنا أتحدّث عن وقائع. حتى الحريري، لم أتحدّث ضده. أنا اوضح ما جرى معنا، لا أريد ان أزعجه، ولن أتحدّث كيف بدأنا محادثاتنا في روما وما جرى بعدها.
■ لكنك تقول إنه لا يفي بوعده ولا يلتزم الوعد..
نعم، لا يلتزم، من لا يملك القرار لا يستطيع الالتزام.
■ هل هذا قرار الحريري أم انه قرار ألزِم به الحريري؟
لست أدري، هذا ما تبلغته من الحريري عبر الوسيط غطاس خوري.
■ بالنسبة إلى فكرة تحديث التيار الوطني الحرّ. هل هناك اتجاه نحو استقطاب قاعدة جماهيرية جديدة غير قاعدة الجنرال عون التاريخية، وأن يكون تيارا وسطيا وشريكا اساسيا في حكم لبنان؟
وسطي مش ممكن يكون.
■ وسطي ليس بمعنى ميشال سليمان، بل وسطي بمعنى استقطاب الناس
اولاً، نظامه حديث. أول حزب ربما في العالم القاعدة فيه هي التي تنتخب الرئيس. ويمكن بأكثرية معينة دعوة الرئيس للاستقالة. وإذا لم يستقل فهناك أيضاً أكثرية لإقالته.
■ هل ستلتزمون موعد الانتخابات في التيار؟
نعم ملتزمون موعد 20 أيلول. ستكون البداية لأن علينا تجديد كل الكوادر.
■ إذا وصلت إلى بعبدا، فما هي القرارات الرمزية الثلاثة التي ستأخذها. مثلاً، فرانسوا ميتران عندما وصل إل الرئاسة في فرنسا، ألغى عقوبة الإعدام…
الحاجات الأساسية للوطن ثلاث، لكن يمكنك أن تقوم بامور موازية معها: عجز الكهرباء، وتلزيم استخراج النفط والغاز؛ الأمن والعدل، تحسينهما يحسّن الاقتصاد الحر؛ سلسلة الرتب والرواتب.
المصدر: الأخبار
Views: 18