أحمد الحباسى
من هو الحمار ابن الحمار الذي …. حاشا أن أعنيك صديقي( تى ) المتابع ( ة ) ، أنا أتحدث عن نفسي ، أيوه ، طبعا ، أنا حمار و ألف حمار ، أنا أعتذر للمتابعين عن غبائي ، أنا حمار غبي ، و ستين ألف غبي ، أيوه ، طبعا ، و إلا كيف صدقت في لحظة من لحظات غباء الحمار التي ترافقني منذ زمن جمال عبد الناصر إلى الآن ، أن هذا الرئيس المصري الذي يحكم مصر اليوم هو سليل من سلالة جمال عبد الناصر جاء لمصر ليأخذ بيدها و يعيدها إلى العروبة و العرب ، جاء لمصر ليعيدها لسوريا و للقضية الفلسطينية و ليقول لمصر بالصوت العالي ، أنت مصر ، و مثلك لا يقف بجوار أو وراء أنظمة الخليج العميلة ، مصر جمال عبد الناصــر لا تقــف أبـــدا بجانب العمــلاء و الخونة و الديوثين و أنصاف الرجال و النعاج ، مصر مكانها الوحيد الطبيعي هو بجانب سوريا ، بجانب فلسطين ، بجانب القدس ، بجانب القضايا العربية .
لقد فشلت تكهناتي ، من باب كذب المنجمون و لو صدفوا ، و لكن ليعذرني البعض، فقد كانت لحظات مرعبة ، لحظات تاريخية ، و كنت كمن يستجير من الرمضاء بالنار ، كانت هناك كراهية شديدة للإخوان و هناك أمنيات بسقوطهم ، لقد انتظرت سقوط الإخوان في تونس ، سقطوا ، و انتظرت سقوط الإخوان في مصر فسقطوا ، كان هناك أمل، كانت هناك أمنيات ، فمصر هي القاطرة ، و مصر هي العرين ، و مصر هي الأم ، لكن كانت أماني حمير و أفكار حمير ، جاء الرئيس الجديد ، و ظل الحمار ابن الحمار في انتظار المفاجأة ، حدثت المفاجأة طبعا ، كما لم يتوقعها الحمار ابن الحمار ، انحنى رئيس مسافة السكة ، يا للعار ، قد انحنى رئيس مصر أمام اكبر عميل سعودي خليجي في الشرق الأوسط و العالم ، انحنى ، انحنى ، ومعه انحت مصر ، انحنت ثورة مصر ، ذهبت دماء شهداء مصر ، في لحظة انحناء قذرة مدمرة .
ولان الانحناء لا يجلب إلا مزيدا من الانحناء و العار و الهزيمة ، لم يتوقع هذا الحمار أن تصل حماقة رئيس مسافة السكة المصري حد قصف الشعب اليمنى بالقنابل تماما كما تفعل إسرائيل مع الشقيق الفلسطيني ، أي نعم ، الطيران المصري ، طيران سعد الدين الشاذلي يقصف الشعب اليمنى ، القذائف المصرية تقتل الشيوخ و الصغار و كل نفس يمنى يتحرك ، شيء لا يصدق ، شيء يفوق الخيال ، لكنها الحقيقة التي شاهدتها الملايين بكل أسف و ألم ، هذا هو حاكم مصر ، هذا من يحكم الثورة المصرية التي شاهدها العالم ، مات الشهداء بلا ثمن ، مات الشهداء و سالت الدماء ليقتل رئيس مصر الآلاف من الشعب اليمنى في أول ” إطلالة ” على العالم العربي ، يا فرحة إسرائيل بيك ، يا شماتة الحمير فيك أيها الحمار ابن الحمار .
ولان حكومة العار المصرية لا رجولة فيها ، فلم يستقل أحد ، و لم يتكلم أحد ، طبعا ، كيف تستقيل حكومة تعيش على الصدقة السعودية الملوثة بدماء اليمنيين و بعار الذل المصري ، لا أدرى فعلا ما أقول ، فهل مات جمال عبد الناصر فعلا دون أن اسمع ، هل مات جمال عبد الناصر ؟ لماذا أنت صامتة يا مصر ، أين رجال العز في مصر ؟ أين أبناء جمال عبد الناصر ؟ ألم تكن الثورة ثورة الكرامة ، فكيف تقبلون رغيف العار السعودي الملوث بدماء العرب ؟ هل مات الأبنودى و أنا لا أعلم ؟ هل مات ” أسمرانى اللون ” ؟ هل ذهبت ” أيام مصر الحلوة ” ؟ هل ” عدى النهار ؟ ” … أليست مصر ولادة كما قلتم دائما يا أبناء الثورة المصرية ؟ كيف تقبلون بما حدث ، برئيس يحكم مصر بالوكالة السعودية الصهيونية الأمريكية .
هناك أمور مشتركة بين الشعبين المصري و السوري ، هناك قواسم مشتركة ، هناك حكايات و تاريخ و عواطف و أشجان مشتركة ، من يتجاهل أو لا يعرف هذه الوقائع الثابتة لا يفهم و لا يعرف التاريخ ، فكيف يحكم مصر جاهل بالتاريخ و مصر هي جزء من تاريخ المنطقة و من تاريخ سوريا ، فهل تستوي سوريا بالسعودية مثلا ؟ ثم ماذا قال جمال عبد الناصر عن السعودية ؟ ماذا قال عن سوريا ؟ فلماذا تجاهل رئيس مصر المحروسة قلعة النضال و العروبة السورية ؟ ألم تشتعل مصر من أجل أن تبقى المقاومة العربية ؟ ألم يتم إنزال العلم الصهيوني من قلب القاهرة ليرفع العلم الفلسطيني ؟ ثم ما هو الفرق بين الراية السعودية السوداء التي تعبث بسوريا و بين الراية الصهيونية التي تحرق الشعب الفلسطيني ؟ و ما الفرق بين نظام المافيا في السعودية و نظام التمييز العنصري في إسرائيل ؟ أم أن لرائحة الخيانة و الدولار النفطي رائحة لا نعلمها ، بالفعل ، بالفعل ، أنا الحمار ابن الحمار الذي …
خاص بانوراما الشرق الاوسط – نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانوني
Views: 5