الإعلام الالكتروني
بالأبيض والزغاريد استقبلوني واجعلوا من شهادتي عرساً يليق بأجمل عروس سورية، ليست مطلع قصيدة نقرأها في كتينا المدرسية، هي وصايا حثّ أصحابها أن تكون دروساً تغني تاريخ أعرق أمة بعقيدة شعبها.
"لفيني بيديكي، وادع لي في علياء الله، زغردي بفرح وقولي لهم أنا أم الشهيد، أنا أم عريس المجد، فسورية أنثى جميلة لا تختار إلا أكثر الشباب رجولة"، كانت وصيته لأمه عندما يزف شهيداً، الشهيد البطل عمار يعقوب هيفا.
بابتسامةٍ وفخرٍ استقبلتنا "أم عمار" لتروي لنا حكاية عامين من الصبر والبلوى كما وصفتها فقالت:
"لم يتوانى عمار في أداء واجبه كفرد من أفراد الجيش العربي السوري، فكان الجندي المرابط مع رفاق السلاح على الحدود السورية اللبنانية لصد أي تسلل من العصابات المسلحة، ومع توتر الوضع الأمني في محافظة حمص طُلب عمار بمهمة لمآزرة الجيش العربي السوري في مناطق جورة الشياح والخالدية والقصور، شارك رفاق السلاح في معارك تطهير أحياء حمص القديمة، لم تمنعه الإصابة البالغة التي تعرض لها أثناء نزع الألغام التي وضعها المسلحون ضمن المباني السكنية من إتمام مهمته فحرر مع رفاقه العديد من الكتل وإعادة الأمن، كما نجحوا بفك الحصار الذي فرضه المسلحون على أهالي حمص القديمة."
بعينين كحلها دمع الفخر وألم الفراق ورجفة قلب لذكرى طيف لا يزور إلا في لحظات الشوق المحرق الذي لا يبرده إلا صورة واعتزاز بلقب الشهادة تتابع "أم عمار" حكايتها فتقول:
"بعد عام ونصف من معارك دحر الإرهاب عن محافظة حمص وعودة الأمن لمعظم أحياء المحافظة، طُلب عمار مع مجموعة من رفاقه لمهمة في ريف دمشق مع توتر الوضع الأمني فيها وكخبرتهم في المداهمة والتكتيكات العسكرية شاركوا الجيش العربي السوري في معاركه بمنطقة داريا كان النصر صديقهم أثناء تقدمهم لتحرير ما تبقى من برج المراقبة بعد أن أضرم المسلحون نار حقدهم فيه ونجحوا في فك الحصار عن رفاقهم داخل المباني السكنية.
أثناء تقدم عمار لتأمين الطريق أمام رفاق السلاح لتحرير مقام السيدة سكينة "عليها السلام" تعرض لطلق ناري في الرأس أدى لاستشهاده، ففارق الحياة وكان له ما تمنى أن تكون سماء دمشق آخر ما يرمق."
للشهيد الرحمة ولأهله ولذويه الصبر والسلوان.
يذكر أن الشهيد من محافظة حماه منطقة مصياف، مواليد 141987
استشهد في منطقة داريا بتاريخ 2012013. الشهيد عازب وله أخ وأخت.
نوار هيفا
Views: 3