«
أرضية زاحفة تعلو العارضة بقليل؛ كرة رأسية زاحفة في سقف المرمى؛ «حطين» بالأزرق والأبيض، و«جبلة» بالأبيض والأزرق؛ لو دخلت الكرة المرمى لكانت هدفاً محققاً؛ التدريب في كرة القدم من أصعب المهن اليدوية؛ ضربة جزاء من مكان خطير». إن أردنا تذكّر عبارات التعليق الرياضي في كرة القدم على الشاشات السورية منذ التسعينيات، لن تكفي لذلك صفحة «فايسبوك» واحدة.. لكنّ صفحة «زميل وجيه، نعم زميل جوزف» على موقع التواصل الشهير، تحاول أن تفي بالغرض.
ليس الأمر مجرّد تذكير ساخر، بلحظات طريفة من تجربة التعليق الرياضي في التلفزيون السوري، بل استعادة لقدرة معلّقين دون غيرهم، على الإحاطة باللعبة، وتحوّل عباراتهم وأساليب كلامهم إلى ما يشبه شخصيّات أيقونيّة على الشاشة الصغيرة.
تعرّف الصفحة عن نفسها كالتالي: «صفحة رياضية سورية ساخرة، أطلقها سوريون حفاظاً على إرث المدرسة الجوزيفية في التعليق الرياضي». وتضمّ الصفحة كلّ ما يمكن أن يذكِّر بعبارات التعليق الرياضي الإنشائية على الشاشات السورية، ويتابعها نحو 75 ألف معجب منذ نهاية العام 2011. وقد نشرت عليها صور للمعلّقين ملهمي المفكرة، جوزيف بشور، ووجيه الشوبكي، إلى جانب لقطات مركّبة من أرض الملعب، موسومة بعبارات ساخرة، باللهجة العاميّة السوريّة، أو بالأحرى «اللغة الجوزيفيّة» في إشارة إلى المعلّق صاحب العبارات الخاصّة.
يكتب أحد المعلّقين (نحتفظ هنا بالأخطاء اللغوية، كونها من الركائز التي يقوم عليها حسّ السخرية في الصفحة): «سلاسة أهداف مقابل هدف، ولا شي يزكر سوى انو نيمار عوفو الله للاعب الكاميرون»؛ ويضيف آخر: «وما زالت الشباك عزراء في المباراة الأخرى»؛ ويقترح ثالث: «اليوم الطقس جميل ومناسب لكرة القدم.. درجة الحرارة تسعطعش نسبة الرطوبة سلاسون بالمئة، معدل الهاون قزيفة في الدقيقة».
معظم ما ينشر على الصفحة، مرتبط بالحدث. على سبيل المثال، يشارك جوزيف بشور بتحدّي دلو الماء المثلّج، مرتدياً بذلة بيضاء. يخاطب الشابة الشقراء التي سكبت الثلج على رأسه قائلاً: «خيتي دخيل عينيك، صارت وصارت عطينا لوح صابون عسكري وشي ليفة»، والصابون العسكري هو صابون الغار ذو الرائحة الفوّاحة.
تنشر الصفحة في خانة تعريفها، دستوراً من 20 مادّة، منها مثلاً «عربة البس (البثّ) هي الحزب الحاكم في هازهي (هذه) الصفحة». وفي فصل العقوبات، ترد المادّة التالية: «لا يجوز للأعضاء المسخرة أو التجريح أو التهكم على الأدمنز أو عربة البس أو عضو آخر، ويعاقب العضو بوضع اسمه في بوست 18 وما فوق».
ليس من السهولة معرفة السبب وراء إنشاء صفحة مماثلة، في بلد لا يرى في كرة القدم قضيَّة حياة أو موت، وتكتفي فرقه بالتعرّق على أرض الملعب. في بلدان اعتادت شعوبها على التعصّب في كل شيء إلا في كرة القدم، لن يكون لمعلّقيها الرياضيين فعلٌ أكثر نجاحاً من اللهو على الشاشة، أو كتابة موضوع الإنشاء وحفظه في دفتر الوظيفة الرسميّة.

ليس الأمر مجرّد تذكير ساخر، بلحظات طريفة من تجربة التعليق الرياضي في التلفزيون السوري، بل استعادة لقدرة معلّقين دون غيرهم، على الإحاطة باللعبة، وتحوّل عباراتهم وأساليب كلامهم إلى ما يشبه شخصيّات أيقونيّة على الشاشة الصغيرة.
تعرّف الصفحة عن نفسها كالتالي: «صفحة رياضية سورية ساخرة، أطلقها سوريون حفاظاً على إرث المدرسة الجوزيفية في التعليق الرياضي». وتضمّ الصفحة كلّ ما يمكن أن يذكِّر بعبارات التعليق الرياضي الإنشائية على الشاشات السورية، ويتابعها نحو 75 ألف معجب منذ نهاية العام 2011. وقد نشرت عليها صور للمعلّقين ملهمي المفكرة، جوزيف بشور، ووجيه الشوبكي، إلى جانب لقطات مركّبة من أرض الملعب، موسومة بعبارات ساخرة، باللهجة العاميّة السوريّة، أو بالأحرى «اللغة الجوزيفيّة» في إشارة إلى المعلّق صاحب العبارات الخاصّة.
يكتب أحد المعلّقين (نحتفظ هنا بالأخطاء اللغوية، كونها من الركائز التي يقوم عليها حسّ السخرية في الصفحة): «سلاسة أهداف مقابل هدف، ولا شي يزكر سوى انو نيمار عوفو الله للاعب الكاميرون»؛ ويضيف آخر: «وما زالت الشباك عزراء في المباراة الأخرى»؛ ويقترح ثالث: «اليوم الطقس جميل ومناسب لكرة القدم.. درجة الحرارة تسعطعش نسبة الرطوبة سلاسون بالمئة، معدل الهاون قزيفة في الدقيقة».
معظم ما ينشر على الصفحة، مرتبط بالحدث. على سبيل المثال، يشارك جوزيف بشور بتحدّي دلو الماء المثلّج، مرتدياً بذلة بيضاء. يخاطب الشابة الشقراء التي سكبت الثلج على رأسه قائلاً: «خيتي دخيل عينيك، صارت وصارت عطينا لوح صابون عسكري وشي ليفة»، والصابون العسكري هو صابون الغار ذو الرائحة الفوّاحة.
تنشر الصفحة في خانة تعريفها، دستوراً من 20 مادّة، منها مثلاً «عربة البس (البثّ) هي الحزب الحاكم في هازهي (هذه) الصفحة». وفي فصل العقوبات، ترد المادّة التالية: «لا يجوز للأعضاء المسخرة أو التجريح أو التهكم على الأدمنز أو عربة البس أو عضو آخر، ويعاقب العضو بوضع اسمه في بوست 18 وما فوق».
ليس من السهولة معرفة السبب وراء إنشاء صفحة مماثلة، في بلد لا يرى في كرة القدم قضيَّة حياة أو موت، وتكتفي فرقه بالتعرّق على أرض الملعب. في بلدان اعتادت شعوبها على التعصّب في كل شيء إلا في كرة القدم، لن يكون لمعلّقيها الرياضيين فعلٌ أكثر نجاحاً من اللهو على الشاشة، أو كتابة موضوع الإنشاء وحفظه في دفتر الوظيفة الرسميّة.
المصدر: السفير
Views: 7