"تخرجت!" .. بقدر ما كان للكلمة من وقع جميل ورائع في نفسه، بقدر ما كان لها من وقع محزن .. فوالده الذي يحب لم يشهد نجاحه وتفوقه هذا..
اغتالته يده الإرهاب واستشهد وهو يدافع عن أهله وأطفاله.. وأطفال الآخرين..
ماذا سأفعل؟ إلى أين سأمضي؟ هل سأجد عملاً بسرعة؟" كل هذه الأسئلة تدافعت إلى رأسه، شعر الارتباك وبقليل من اليأس. أمسك جواله .. هدية والده إليه قبل أن يستشهد، وشغل بث الإذاعات على جواله ومشى يستمع إلى برنامج يحكي عن شهداء الحق في بلدي.
في طريقه إلى حقول وكروم بلدته الصغيرة، استرعى انتباهه إعلان بُث أثناء حلقة البرنامج الذي يسمعه.
"لأنه ترك كل ما يعشق.. أمانة في أعناقنا
لأنه أكرم من في الدنيا.. كلنا له.. نحن أهله.. برنامج سيريتل لدعم أسر الشهداء يمنح شباناً وشابات من عائلات الشهداء فرص تدريب وتطوير لتمكينهم في مختلف المجالات"
بسرعة سجّل طرق التواصل المتاحة ليعرف عن الموضوع أكثر..
وعبر الرقم الرباعي الذي خصصته الشركة للاستفسار اتصل وحصل على أجوبة على أسئلته.. الشروط، والإجراءات اللازمة والوثائق المطلوب إحضارها للالتحاق بهذه الدورات.. مدة التدريب ففرص تدريب كهذه ستفتح أمامه أبواباً كثير وستعطيه الأفضلية عندما يتقدم للعمل في أي شركة أو مؤسسة.
شعر بالحماس، فلعله يكون أحد المستفيدين من إحدى هذه المبادرات.
نعم! لقد عاد الأمل ليدخل قلبه
Views: 13