مع قمة تونس يضاف رقم
جديد إلى عدد القمم العربية الذي وصل الثلاثين أي منذ ثلاثين سنة والعرب
ينتقلون من قمة إلى أخرى والحصيلة مخجلة وتكاد تكون لا تذكر في حل أي مشكلة
من المشكلات العربية الأساسية حتى أبسطها وهي إلغاء تأشيرة اجتياز الحدود
ناهيك عن المشكلات الأخرى التي زادت عدداً وتعقيداً بعد أن تحولت القمم إلى
مناسبات بروتوكولية لالتقاط الصور الجماعية «لأصحاب السمو والفخامة
والمعالي» وصور استقبل وودع على السجاد الأحمر وبعد أن استقال بعضهم من
القضية الأم التي وجدت القمم العربية بالأساس من أجلها وهي القضية
الفلسطينية وبدأ الاستعداد لاحتضان «صفقة القرن».
لا نتوقع من قمة تونس أن تكون أكثر من ظاهرة صوتية مكررة ونسخة طبق الأصل
عن معظم القمم السابقة لاسيما بعد أن تمكن الجبن من معظم الحكام العرب ولم
يجرؤوا حتى على دعوة سورية للقمة رغم الظروف الضاغطة والاستثنائية المتمثلة
بقرارات ترامب المهينة والمذلة للعرب والمسلمين جميعاً والتي بدأت
بالاعتراف بالقدس «عاصمة» لكيان الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف له بما يسمى
«السيادة» على الجولان السوري المحتل والحبل على الجرار فماذا تفيد بيانات
التنديد والاستنكار إذا لم تقترن ولو بموقف واحد ملموس من مثل سحب «مبادرة
السلام العربية» الميتة أصلاً وتفعيل المقاطعة وهذا أضعف الإيمان؟.
ما أوصل جامعة الدول العربية إلى هذا الدرك من التردي والهزال هو تلك
الأيدي الآثمة والتي تحكمت في قرارات الجامعة وقممها وحرفتها عن الأسس التي
قام عليها ميثاقها وهي ذاتها الأنظمة الأعضاء في الجامعة التي تغولت في
سفك الدم السوري والعراقي والليبي واليمني ومولت بمئات ملايين الدولارات
قتلة ومجرمين ومتطرفين لتمزيق الدول العربية. وفي مطلق الأحوال ما فعلته
معظم أنظمة الخليج بالجامعة العربية لا يترك مجالاً لتأسف سورية على عدم
حضور قممها بعد أن حولتها هذه الأنظمة المتواطئة إلى مكان لدعم المشاريع
الصهيو-أمريكية، واتخاذ القرارات ضد الدول الرافضة وكمثال الموافقة على قصف
ليبيا ومهزلة تجميد عضوية سورية، وما لم تنته هيمنة أنظمة البترودولار على
الجامعة فلا أمل منها ولا من قممها
Views: 3