الإثنين 27-05-2019 20 التصنيفات:زوايا وأعمدة,وجهات نظر د. تركي صقر
ارتبط اسم بوابة فاطمة
بيوم التحرير المشهود لجنوب لبنان في الخامس والعشرين من أيار عام 2000
الذي غدا عيداً للمقاومة والتحرير وشغلت قرية كفركلا حيزاً خاصاً في ذاكرة
اللبنانيين وأضحت بوابتها المعروفة ببوابة فاطمة رمزاً لانتصار ساحق
للمقاومة على العدو الإسرائيلي وبات القاصي والداني يعرف أين تقع بوابة
فاطمة بعد أن امتلأت شاشات التلفزة بصور الجنود الإسرائيليين وهم يهرولون
مذعورين للهروب عبر هذه البوابة بعد احتلال لجنوب لبنان دام 22 سنة.
من بوابة فاطمة التي تفصل كفركلا اللبنانية عن قرية المطلة في فلسطين
المحتلة، خرج آخر جندي إسرائيلي يجر أذيال الهزيمة فتحولت البوابة إلى محج
للناس، ورمز لمقاومتهم. وهو أمر لم يحتمله الكيان الإسرائيلي، فبنى جداراً
بطول 5 كيلومترات فوق خط «الحدود» لمنع الوصول وبينما يعتدي الكيان الغاصب
ويحتل وينسحب ويخاف.. ويسجن نفسه خلف الجدران في الضفة الغربية وغزة وجنوب
لبنان، يقاوم السكان الإسمنت كما قاوموا الاحتلال وعلى طريقتهم يتمسكون
بالحياة وبالمقاومة حتى استعادة الأرض والحقوق.
لا نبالغ إذا قلنا إن الكيان الصهيوني قد أصيب بزلزال في 25 أيار عام 2000
عندما أجبرت المقاومة الوطنية اللبنانية العدو الصهيوني, بمساندة من سورية
وبقيادة حزب الله, قواته المدججة بأحدث الأسلحة على الانسحاب من جنوب لبنان
بالقوة، من دون تفاوض ومن دون قيد أو شرط وبذلك دُقَّ أول إسفين في نعش
مخطط «إسرائيل الكبرى» التي راهنت القوى الصهيونية على ألا تستطيع قوة أن
توقف تمددها على الأرض العربية وأن تكون «حدودها حيث تصل دباباتها وحيث يضع
جنودها إقدامهم» في أي مكان من الجغرافيا العربية وصولاً إلى «الحدود
التاريخية» المزعومة «من الفرات إلى النيل».
لقد كان نصر الخامس والعشرين من أيار عام 2000 فاتحة لانتصار آخر في تموز
عام 2006 الذي دق الإسفين الثاني في نعش ما كانوا يسمونه «إسرائيل العظمى»
ثم جاءت انتصارات سورية وحلفائها على الإرهاب لتؤكد أن التاريخ قال كلمته
الحاسمة منذ 25 أيار على أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء بعد اليوم.
Views: 8