الإثنين 01-07-2019 69 التصنيفات:زوايا وأعمدة,وجهات نظر د. تركي صقر
أثبت نظام أردوغان أنه
نظام محتال ويعتمد بلا خجل سياسة الكذب واللف والدوران فحين وافق على أن
يكون إحدى الدول الضامنة كان يضمر أن يكون حامياً للمجموعات الإرهابية
وسنداً لها لا ساعياً لتفكيكها ونزع سلاحها كما تعهد ووقع في اجتماعات
أستانا وسوتشي وحين طلب زرع عشر نقاط للمراقبة كان يخفي وراء ذلك أن تكون
هذه النقاط منصات تستخدمها عصابات «جبهة النصرة» لإطلاق القذائف والصواريخ
على نقاط الجيش العربي السوري والسكان الآمنين.
لقد بات واضحاً أن التزام نظام أردوغان بتعهداته ليس أكثر من التزام شكلي
ودعائي ففي لعبة مكشوفة أصبحت مكررة في الآونة الأخيرة، تقوم مجموعات من
التنظيمات الإرهابية المسلحة بإطلاق قذائف حول نقاط المراقبة التركية،
لتسارع الأخيرة إلى اتهام الجيش العربي السوري، والاعتداء على أماكن تمركزه
وإطلاق الاتهامات على الدولة السورية، بأنها «لا تحترم» اتفاقات مناطق خفض
التصعيد.
إن هذه التنظيمات الإرهابية كما يعرف الجميع تعتمد في قوتها وسلاحها
وتمويلها على الجانب التركي، متأكدة أنه لا يمكن أن ينقلب عليها في أي حالٍ
من الأحوال، ولقد بات جلياً أن نقاط المراقبة التركية نقاط كاذبة ومخادعة
وأن الجيش التركي لا يهدف منها إلا لتثبيت ورقة متينة يحاول من خلالها
تغيير الخريطة الميدانية كلما نجح الجيش العربي السوري في التقدم ودحر
عصابات أردوغان الإرهابية.
لقد صار مكشوفاً أن النظام الأردوغاني يعيش تخبطاً كبيراً بعد خسارته في
انتخابات بلدية اسطنبول ما جعله ينصرف لتمتين سياسته الخارجية ويركز على
الوضع السوري بتحريكه نقاط مراقبة أقل ما يمكن وصفها بأنها غطاء داعم
للتنظيمات الإرهابية المسلحة، إن كان في اعتداءاتها على مواقع الجيش العربي
السوري، أو على قرى وبلدات أرياف حلب وحماة وإدلب.
لكن ما يجب أن يعرفه نظام أردوغان أن سورية لن تسمح بتمرير مشاريعه وأحلامه
العثمانية على أراضيها تحت أي عنوان أو أي ذريعة، أو نقاط مراقبة انقلب
على مهامها ووظائفها وأن قرار تحرير إدلب لا رجعة عنه مهما كان الثمن.
Views: 7