دعا المشاركون فيما يسمى “الملتقى الحواري لعشائر إقليم الجزيرة” إلى فتح حوار جدي ومسؤول ما بين الدولة السورية ومجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، بهدف حل الأزمة السورية.
وطالب البيان الختامي للملتقى الذي دعت إليه ما تسمى “هيئة أعيان شمال وشرق سوريا” التابع “للإدارة الكردية” تحت شعار “لا للتهديدات التركية لشمال سوريا، نعم لسوريا آمنة” بمدينة القامشلي السورية، دعت إلى قطع الطريق على كل محاولة من شأنها المساس بأمن وتراب سوريا.
وقال الشيخ أكرم المحشوش أحد وجهاء قبيلة الجبور وأحد المشاركين في الملتقى لمراسل “سبوتنيك” في الحسكة إن جميع المشاركين في الملتقى من وجهاء وشيوخ العشائر العربية والكردية في الجزيرة السورية أكدوا على ضرورة الإسراع في فتح حوار جدي من قبل مايسمى” مجلس سوريا الديمقراطية ” مع الدولة السورية في دمشق تحديداً دون أي شروط مسبقة، وذلك لضرورة الحفاظ على السيادة السورية المهددة من قبل الدولة التركية وحليفتها أمريكا”.
وبين المحشوش بأن الملتقى وافق على تشكيل لجنة تضم جميع ممثلي العشائر والقبائل العربية والكردية في الجزيرة والذهاب إلى دمشق، لتأكيد على وحدة الصف وبضرورة إيجاد حلول سريعة لنستطيع جمعياً كسوريين الصمود وإفشال كافة المخططات التي تحاك لمنطقتنا التي هي جزء لا يتجزأ من سوريا.
وتابع الشيخ المحشوش أن ما يسمى “مشروع المنطقة الآمنة” هو مشروع احتلال تركي جديد لمناطق سورية جديدة في الجزيرة السورية بعد عفرين واعزاز وجرابلس بريف حلب، والبداية ستكون من رأس العين شمالي الحسكة وتل أبيض شمالي الرقة وبمباركة وموافقة أمريكية تامة”، مضيقاً “كله سيتم فرضه على مايسمى”مجلس سوريا الديمقراطية” سواء كان بموافقته أو عدمها، وذلك نتيجة تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية التي استغلت محاربة تنظيم “داعش” من قبل قوات “قسد”.
وأضاف المحشوش “أعلنا للرأي العام العالمي بأن التهديدات التركية المستجدة لا تنقطع عما سبقها وهي مخالفة لقوانين ما يسمى “الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا” وفي الوقت نفسه للسيادة السورية والشرائع والعهود العالمية ذات الصلة”.
وأوضح : “لذلك دعينا الشعب السوري من حوران إلى القامشلي بالوقوف صفاً واحداً ضد هذه التهديدات، وندعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وكافة منظمات حقوق الإنسان تحمل مسؤولياتها في ذلك والعمل حتى تحقيق إنهاء الاحتلال التركي لمناطقنا في جرابلس والباب وإعزاز وإدلب وشمالي حماة واللاذقية، وفي مقدمتها عفرين”.
اعتراف وتعنت “كردي” مستمر
من جانبه اعترف مستشار ما يسمى “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” بدران جيا كرد في كلمة ألقاها خلال الملتقى بالمفاوضات التي تمت مع الدولة التركية وبأنهم قاموا بطرح “المنطقة الآمنة” على أساس تشكيل شريط آمن يحمي مناطق شمال وشرق سوريا، وأن تحافظ على المجالس المدنية وإداراتها الذاتية في شمال وشرق سوريا، وأن تكون المنطقة تحت إشراف دولي بمشاركة مكونات شمال وشرق سوريا، وتحافظ على الأراضي السورية من الإرهاب، وانتشار الفوضى” وفق زعمه.
وقال جيا كرد “نحن على استعداد للحوار مع كافة الأطراف السياسية داخلياً وخارجياً للوصول إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف السورية، والقوى المتدخلة في الأزمة السورية، وعلى الصعيد الداخلي في حال وجود ضمانات حقيقية تضمن حقوق” شعوب المنطقة “فنحن مستعدين للجلوس على طاولة الحوار، وفي ظل غيابها لن ندخل في أي حوار مع ” النظام السوري ” أو غيره” وفق قوله.
المسلط: ملتقيات “قسد” للإعلام فقط
بدوره نائب رئيس مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية في محافظة الحسكة الشيخ ميزر المسلط اعتبر في تصريح لمراسل “سبوتنيك”، أن هذه الملتقيات التي تدعو لها وتقيمها قوات تنظيم “قسد” هي إعلامية لا أكثر، وأكد المسلط بأن القبائل السورية ترفض رفضاً قاطعاً الاتفاق الذي أعلن عنه “الاحتلالان الأمريكي والتركي” حول إنشاء ما يسمى “المنطقة الآمنة”، لأنه يشكل اعتداء فاضحا على سيادة ووحدة أراضي سوريا ومن يتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك هو قيادة تنظيم “قسد” الانفصالي وكل من يقف مع مشروعها في الجزيرة السورية.
وتابع المسلط الحل الوحيد أمام تنظيم “قسد” هو فك الارتباط مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود “التحالف الدولي”، ودمج قواتها في صفوف الجيش العربي السوري، وإيقاف جميع تصرفاتها وسياستها ضد سكان المنطقة، والتوحد بشكل كامل كسوريين في الجزيرة السورية لمحاربة المشروع الأمريكي والتركي في هذه المنطقة التي تعتبر خزان غذاء وخيرات سوريا، وغير هذه الحلول هي مرفوضة بالمطلق من قبلنا.
نقاتل خلف الجيش السوري فقط
وكان عضو مجلس الشعب السوري ورئيس مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية، الشيخ محمد الفارس الطائي أكد لوكالة “سبوتنيك” في تصريح سابق إن العشائر العربية في محافظة الحسكة ترفض مشروع المنطقة الآمنة، كما ترفض أي اتفاق مهما كان نوعه أو أهدافه، لا توافق عليه القيادة السورية.
وتابع “إن العشائر السورية في الحسكة والقامشلي ليست بحاجة لمنطقة أمنة ولا لغيرها من المشاريع التركية أو الغربية في مناطقها “لأننا لسنا إدلب ثانية، ولأن السيادة السورية والوجود العسكري والإداري والسياسي للدولة السورية لا يزال قائما في منطقتنا”.
ورفض الشيخ الطائي فكرة انتشار الجيش العربي السوري على الحدود مع بقاء سلطة أمر الواقع لتنظيم “قسد” ودعا إلى سيادة كاملة للدولة السورية على كامل جغرافية الجزيرة السورية التي هي لكافة مكوناتها وليست لمكون بعينه، موضحاً أنه كان هناك “بعض المعوقات العسكرية الإستراتيجية منعتنا في الماضي من التحرك عسكرياً كأبناء عشائر وقبائل، لكن عندما يصل الجيش العربي السوري إلى تخوم محافظة الحسكة ستكون لنا إلى جانب جيشنا، كلمتنا الفصل في المنطقة”.
“سبوتنيك”
Views: 3