الوطن – وكالات | قبض الجيش العربي السوري أمس على الهدنة في «منطقة خفض التصعيد»، شمال غرب البلاد، في يومها الـ٢٩، وحال دون مزيد من التصعيد، مكتفياً بالرد على خروقات الإرهابيين، من دون اللجوء إلى سلاح الجو، في وقت استمرت تركيا بدعم نقاط المراقبة التابعة لها في المنطقة لتتحول إلى ما يشبه القواعد العسكرية، بخلاف الهدف الذي أوجدت من أجله.
وأشار المصدر إلى أن الجيش اشتبك أمس مجدداً في محور زمار جنوب حلب، مع إرهابيي تنظيم «حراس الدين»، والذي حاول الجمعة التسلل إلى نقاط ارتكاز الجيش، الذي رد بقوة على مسعى الإرهابيين وكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، طالت معاقلهم في ريفي حلب الغربي والجنوبي الغربي أيضاً.
وأكدت مصادر معارضة مقربة من «فيلق الشام»، إحدى ميليشيات «الجبهة الوطنية للتحرير» التابعة لتركيا لـ«الوطن»، أن الجيش التركي حول خلال الشهر الأخير نقاط مراقبته في ريف حلب الجنوبي وريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، إلى ثكنات عسكرية ضخمة تضم عشرات المدرعات والآليات العسكرية ومئات الجنود بحيث غدا بعضها، كما في «الصرمان» شرقي معرة النعمان و«تل بلاط» شمال خان شيخون، قواعد عسكرية على الرغم من أن النقطة الأخيرة غير شرعية، ولم يجر التوافق بشأنها مع الضامن الروسي لـ«سوتشي»، ولا الضامن الإيراني لـ«أستانا» حيث أنشأت بعد حصار الجيش السوري لنقطة مراقبة مورك بريف حماة الشمالي.
في الغضون، نفت مصادر أهلية في ريف حلب الجنوبي الغربي لـ«الوطن»، ما تردد في بعض وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصاً التابعة للميليشيات المسلحة التابعة للنظام التركي، عن انسحاب بعض المجموعات الإرهابية من أجزاء من الطريق الدولي الذي يربط حلب بحماة، تطبيقاً لاتفاق «سوتشي».
وأكد شهود عيان لـ«الوطن»، أن «النصرة» ومظلتها «هيئة تحرير الشام» واصلتا تحشيد إرهابييها على الطريقين الدوليين اللذين يربطان حلب بكل من حماة واللاذقية، في إشارة إلى استمرار رفضهما لتنفيذ بنود «سوتشي»، وتفاهمات لقاء بوتين اردوغان، ومقررات القمة الثلاثية في أنقرة، ولفتوا إلى أن الفرع السوري لتنظيم القاعدة، استقدم تعزيزات جديدة إلى خطوط التماس مع الجيش السوري على طول جبهات القتال.
إلى ذلك ذكرت مصادر معارضة مقربة مما يسمى «الجيش الوطني»، التابع والممول من تركيا في المناطق التي تحتلها شمال وشمال شرق حلب لـ«الوطن»، أن «النصرة» زادت من عديد إرهابييها في المعابر والمناطق التي تصل إدلب بريف حلب الغربي وتربط الأخير بعفرين، في دلالة على خشيتها من هجمات قد يشنها «الجيش الوطني» باتجاه مناطق هيمنتها إذا ما ارتأت تركيا القيام بهذه الخطوة مستقبلا امتثالا للوعود الذي قطعها أردوغان لبوتين بمحاربة التنظيمات الإرهابية وتفكيك الفرع السوري لـ«القاعدة».
ورأت المصادر أن «النصرة»، ومن خلال إجراءاتها الاستباقية تلك في وجه «الجيش الوطني»، وكأضعف الإيمان، أغلقت الباب نهائياً أمام مشاركته في معارك مقبلة ضد الجيش السوري، كما في سابق عهدها، في حال انتهاء مفعول وقف إطلاق النار الساري منذ ٣١ الشهر الفائت.
Views: 4