بدد إرهابيو إدلب والأرياف المجاورة لها أمس، الهدوء الحذر الذي ساد في اليوم السابق، وعادوا إلى لغة التصعيد التي يتقنونها مع تزامن مرور ٣٠ يوماً على وقف إطلاق النار.
وعلمت «الوطن» من مصادر معارضة مقربة من الميليشيات التابعة للنظام التركي في إدلب، أن اجتماعاً موسعاً عقد أول من أمس في معبر «باب الهوى»، عند الحدود التركية مع محافظة إدلب، وحضره بدعوة من الاستخبارات التركية، متزعمو بعض الميليشيات، إلى جانب متزعمين في «هيئة تحرير الشام» وعمودها الفقري «جبهة النصرة».
وأوضحت المصادر أن المجتمعين توقعوا أن يضعهم الجانب التركي بصورة الموقف التركي الرسمي من «خفض التصعيد»، وحقيقة الالتزامات التي تعهد بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائهما في موسكو نهاية الشهر المنصرم، أو ما خلص إليه اجتماع القمة الثلاثية الروسية الإيرانية التركية في أنقرة، منتصف الشهر الجاري، لكن ذلك لم يحدث على الرغم من الأسئلة التي كررها الحضور بخصوص ذلك.
وأضافت المصادر: إن الاجتماع لم يقدم أي معلومة مهمة حول مستقبل إدلب وجوارها، مشيرة إلى أن أحد ضباط الاستخبارات التركية وبرتبة عالية، اكتفى بالقول إن المباحثات في لجنة التنسيق العسكرية المشتركة الروسية التركية لا زالت قائمة للتوصل إلى قائمة بـ«التفاهمات» الجديدة، التي ستطبق في إدلب في الفترة المقبلة لجعل وقف إطلاق النار «دائماً» أو الحفاظ على التهدئة «أطول فترة ممكنة».
وركز الاجتماع على ضرورة وضع طريق عام حلب حماة بالخدمة، في «أقرب فرصة ممكنة»، مع ما يعنيه الأمر من انسحاب الإرهابيين من الطريق ومن ضفتيه لمسافة «محددة»، ودون تحديد فترة زمنية للانتهاء من هذا الإجراء الذي نص عليه «سوتشي» وكان يفترض تطبيقه بحلول نهاية العام الماضي!
وخلص الاجتماع إلى اعتبار الضباط الأتراك، أن لدى تركيا فرصة أخيرة لتنفيذ بنود «سوتشي» بنسخته المعدلة التي تراعي التطورات الميدانية وخريطة سيطرة الجيش السوري الجديدة شمال حماة وجنوب إدلب، بحسب المصادر التي رجحت عدم انصياع الفرع السوري لتنظيم القاعدي للاتفاقيات الدولية بخصوص «خفض التصعيد» واستمرار خرقه للهدنة وترك موضوع فتح الطريقين الدوليين من حلب إلى كل من حماة واللاذقية للميدان.
Views: 6