يبدو أن السعودية بدأت تعيد حساباتها في اليمن بعد الخسائر التي منيت بها، وبعد أن أدركت أن مشروعها مع أميركا في المنطقة قد فشل، وبحسب وكالة “رويترز” فإن السعودية تدرس جدياً المبادرة التي قدمتها حركة “أنصار الله” بوقف إطلاق النار، الأمر الذي قد يعزز جهود الأمم المتحدة إذا تم التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب.
المبادرة التي قدمها رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط قبل أسبوعين حول التوقف عن شن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، مشروطة بخطوة مماثلة لقوى العدوان بوقف المجازر والاعتداءات بحق الشعب اليمني. بدورها لم تقبل السعودية المبادرة أو ترفضها، لكنها رحبت بالخطوة، رغم استمرارها بارتكاب المجازر، وشنها للغارات يومياً على المنشآت السكنية.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ “رويترز” إن السعودية تدرس بجدية شكلاً من أشكال وقف إطلاق النار، ومن جانب آخر يستمر ضغط الغرب على السعودية من أجل إنهاء الحرب، بمن فيهم الذين يقدمون أسلحة ومعلومات مخابراتية لهم.
وأضافت “أن الضربات الجوية السعودية على اليمن تراجعت بشكل كبير، وأن هناك ما يدعو للتفاؤل بشأن التوصل لحل قريباً”، مشيرة إلى ما قاله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة مع محطة “سي.بي.إس” حول مبادرة “أنصار الله” التي تمثل خطوة إيجابية نحو حوار سياسي أكثر جدية، مضيفاً أن السعودية منفتحة على كل المبادرات من أجل حل سياسي في اليمن.
وكانت الإمارات قد أعلنت قبل شهرين تقليص وجودها في اليمن، في إشارة إلى الانسحاب من الحرب، وفي ذلك الحين، لم تسفر الجهود الدبلوماسية والعسكرية لإنهاء الحرب عن أي شيء وكانت التوترات في منطقة الخليج تهدد أمن الإمارات.
ورأت “رويترز” أن السعودية التي تعهدت بمواصلة الحرب ها هي بعد شهرين، وفي ظل “الانسحاب الإماراتي” تبدو الآن أكثر انفتاحاً على خيارات أخرى بخلاف الحرب.
وقد اجتمعت ثماني دول بينها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي في نيويورك، وقالت إن مبادرة “أنصار الله” تمثل خطوة أولى مهمة باتجاه عدم التصعيد”.
Views: 3