وشهدت سماء دمشق في صباح اليوم الثاني للحرب عرسا من أجمل الأعراس في تاريخها فقد كانت طائرات الفانتوم الإسرائيلية تتهاوى كما الطائرات الورقية بفضل صواريخ سام الروسية وبمهارة فائقة من قبل رجال الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري واذكر انه تم اسر عدد ليس بقليل من الطيارين الاسرائيلين وقد كان لي شرف التحقيق مع بعضهم في مبنى القوى الجوية واحد الذين حققت معهم كان يهوديا من أصل عراقي لا يتجاوز عمره السابعة عشرة نحيلا ووجه شديد السمرة ومن إجاباته لاحظت أنهم غسلوا دماغه بالكامل إذ عندما سألته لماذا تحارب في غير بلدك الأصلي وتعرض نفسك للموت وأنت عراقي الأصل قال أدافع عن أرضنا الأصلية ارض أجدادي في فلسطين .
وعشت اليوم الثالث من الحرب بعزيمة تطاول عنان السماء على وقع أخبار الانتصارات الباهرة حيث كانت المعارك على أشدها ووجوه السوريين أينما شاهدتهم طافحة بالبشر على وهج تقدم جيشهم وهزائم عدوهم وصلتني جريدة الثورة السورية وتتصدر صفحتها الأولى افتتاحية بعنوان خوار الثور الجريح للمرحوم احمد اسكندر احمد رئيس التحرير آنذاك ووزير الإعلام لاحقا تحدث فيها بلغة رائعة عن نجاحات قواتنا المسلحة وسقوط أسطورة الجيش الذي لا يقهر ولوحة التلاحم الوطني في الجبهة الداخلية التي تقف وراء جيشنا الباسل الذي رفعت بطولاته معنويات السوريين وكل العرب الشرفاء
Views: 2