الجيش السوري يدخل مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، بعد توجهه نحو ريف عين العرب بريف حلب الشرقي، ويتحرك باتجاه شمال البلاد لمواجهة التوغل التركي. وبدخول الجيش السوري إلى عين تمر بات يقترب لمسافة عشرين كيلومتراً من الحدود التركية شمال الحسكة.
يأتي ذلك بعدما أفادت مصادر محلية الميادين بأن وحدات الجيش السوري بدأت بالتوجه نحو ريف عين العرب بريف حلب الشرقي.
وكان الجيش السوري قد دخل بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، وفق ما أفادت به مراسلة الميادين في سوريا.
في موازاة ذلك أفادت وكالة “سانا” بدخول الجيش السوري بلدة تل تمر في ريف الحسكة الشمالي الغربي، لمواجهة التوغل العسكري التركي.
وبدخول الجيش السوري إلى عين تمر بات يقترب لمسافة عشرين كيلومتراً من الحدود التركية شمال الحسكة.
الجيش كان قد استكمل انتشاره في محيط مدينة منبج من الجهة الغربية والشّمالية، وفق ما أفاد به مراسل الميادين، وذلك على مساحة قرابة 100 كيلومتر في محيط منبج، وعلى خط تماس مع درع الفرات المدعوم من تركيا.
مراسلنا أفاد أيضاً بأنّ وحدات من الجيش السوري بدأت دخول مدينة الطبقة في ريف الرقة وتتّجه شمالاً. ونقل عن مصادر محلية أن القوات الأميركية غادرت نقطة المراقبة جنوب عين العرب مساء الأحد.
وكالة “أ ف ب”قالت من جهتها إن قوات الجيش السوري اقتربت من الحدود التركية، وانتشرت على مشارف بلدة تل تمر الواقعة جنوب مدينة رأس العين الحدودية، حيث تدور المعارك بين القوات الكردية والتركية، “وسط ترحيب المدنيين الذين قدموا لاستقبال القوات الحكومية” بحسب الوكالة.
في حين أكدت “سانا” أن “وحدات من الجيش السوري تدخل بلدة تل تمر” الواقعة على بعد نحو 30 كيلومتراً من رأس العين.
بالتوازي، بدأت الولايات المتحدة وفرنسا بسحب قواتهما من الشمال السوري قريباً. ونقلت رويترز عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن قد تسحب معظم قواتها من شمال سوريا خلال أيام، في حين قالت مصادر للميادين إن باريس ستعلن سحب وحداتها العسكرية الموجودة في شمال شرق سوريا في أقرب وقت.
المرصد السوري المعارض أشار من جهته إلى أن بعض وحدات الجيش اقتربت لنحو 6 كيلومترات من الحدود التركية.
وكان الجيش السوري أعلن أن وحداته القتالية بدأت بالتحرك باتجاه شمال البلاد “لمواجهة العدوان التركي”.
وقالت مواقع كردية إن القوات الأميركية المنتشرة في منطقة منبج عرقلت ليلاً دخول وحدات الجيش السوري إليها.
مصدر كرديّ كان قد أكد للميادين فتح جميع حواجز “قسد” أمام الجيش السوري “تمهيداً لمواجهة العدوان التركيّ بدعم روسيّ”.
وكانت مصادر الميادين أكدت أن الجيش السوري سيدخل من المنصورة والطبقة إلى عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أعلنت أمس الأحد، الاتفاق مع الحكومة السورية على دخول الجيش السوري وانتشاره على الحدود لتحرير المناطق التي احتلّها الجيش التركي.
وفي بيان لها أكدت أنّ الاتفاق يُتيح الفرصة لتحرير المدن السورية المحتلة كعفرين وغيرها.
واتهمت الإدارة الذاتية تركيا بـ”دور سلبيّ في نشر الإرهاب في سوريا منذ بداية الأزمة”، نافيةً أن يكون مشروعها في شمال وشرق سوريا يدعو إلى الانفصال بل إلى الحل السياسي.
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كان قد طالب المجتمع الدولي بتمويل المنطقة الآمنة التي ينوي إقامتها شمال شرق سوريا، مندداً بانتقاد الاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية لهجوم بلاده على سوريا.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب رأى من جهته أن الكرد في شمال شرق سوريا قد يفرجون عن أسرى من تنظيم داعش لدفع القوات الأميركية إلى العودة للمنطقة.
ترامب غرّد على صفحته عبر تويتر قائلاً إن إعادة أسر هؤلاء مرة أخرى ستكون سهلة، ولاسيما أن كثيرين منهم ينحدرون من تركيا ودول أوروبية.
في السياق، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول في الكرملين قوله إن العملية التركية لا تتفق تماماً مع وحدة الأراضي السورية.
مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، وفي تصريح صحفي ردّاً على سؤال حول ما إذا كانت عملية “نبع السلام” التركية تتماشى مع هذا المبدأ، وما هي الإجراءات التي ستتخذها روسيا في هذا السياق قال أوشاكوف “ليس تماما… سنقوم بخطوات ما، سنرى ماذا سيحدث”.
وأشار أوشاكوف إلى أن هذا الموضوع قد تحدث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وموقف روسيا تمّ تحديده في بيان عقب الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع نظيره التركي قبل انطلاق العملية.
نائب رئيس النظام التركي: الاتفاق بين قسد ودمشق مؤشر عداوة ضد تركيا
من جهته قال نائب الرئيس التركي ياسين أقطاي، إن القوات التركية ستواجه الجيش السوري في حال دخل إلى شمال وشرق سوريا.
وكالة سبوتنيك نقلت عن أقطاي حديثه أنّ الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق “مؤشر عداوة ضد تركيا”، مشيراً إلى أنه إذا حاول الجيش السوري مقاومة ما تفعله تركيا “فقد تندلع اشتباكات بين الجيشين”.
وجابت مسيرات شعبية شوارع الحسكة احتفالاً بالإعلان عن تحرك الجيش السوري لمواجهة التوغل التركي.
المواطنون رفعوا الأعلام السورية وصور الرئيس بشار الأسد وسط حالة من الفرح في شوارع المدينة.
في غضون ذلك قالت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا، إنّ 785 من منتسبي وعائلات داعش فرّوا من مخيم عين عيسى بعد القصف التركيّ.
الإدارة أوضحت أنّ فرار هؤلاء “تمّ بغطاء جويّ تركيّ”، مبرزةً أنّ من سمّتهم مرتزقة تركيا شنّوا هجوما عنيفاً على المخيّم، فيما قام عناصر داعش بالهجوم على حراسه وفتحوا الأبواب للفرار.
وكانت مصادر إعلامية كرديّة قد أعلنت أمس الأحد مقتل 11 مدنياً وإصابة 70 بقصف تركيّ على موكب لمدنيين بينهم صحافيون أجانب كانوا متجهين من القامشلي الى رأس العين.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية السيطرة على الطريق الدوليّ ام 4 بعمق 30 إلى 35 كلم شرق الفرات، بعد السيطرة على مدينة تلّ أبيض في محافظة الرقة.
من جهته، نفى رئيس النظام التركي رجب طيب إردوغان قبول أي وساطة للتفاوض مع “قسد”.
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل طالبت إردوغان بالإيقاف الفوري للعملية العسكرية في شمال شرق سوريا.
وفي اتصال هاتفيّ بين الجانبين، حذّرت ميركل من أنّ العملية “تُهدّد بنزوح قطاعات كبيرة من السكان المحليين وزعزعة الاستقرار في المنطقة وبإعادة تعزيز قوّة تنظيم داعش”.
أمّا بابا الفاتيكان فأعرب عن قلقه بشأن مصير المدنيين في شمال شرق سوريا، مناشداً الأطراف المعنيّة بالهجوم والمجتمع الدوليّ بـ”إيجاد حل يُنهي الأزمة السورية”.
وشهدت دول عديدة كفرنسا وألمانيا وإيرلندا تظاهرات حاشدة نددت بالهجوم التركيّ.
وفي وسط العاصمة اللبنانية بيروت تظاهر مئات الكرد رفضاً للعملية العسكرية التركيّة في شمال سوريا وشرقها.
التظاهرة نظّمتها الأحزابُ الكردية في لبنان، حيث نددت بالتوغل العسكريّ التركيّ في محافظتي الرقة والحسكة.
وحمل المتظاهرون الرايات الكردية وصور زعيم حزب العمّال الكردستانيّ المعتقل في تركيا عبد الله أوجلان.
هذه التظاهرات تأتي بالتوازي مع إعلان موجة النزوح الأكبر منذ بدء الازمة السورية، مع خروج نحو ربع مليون شخص من منازلهم في شمال شرق سوريا إلى مناطق أكثر أمناً، منذ بدء العملية العسكرية التي تسميها أنقرة “نبع السلام”.
المصدر :وكالات
Views: 5