نصر الله يضع النقاط على الحروف في معركة التغيير والإصلاح الداخلي في لبنان بكل شفافية ووضوح.
لكنّه فاجأ العدو الصهيوني في أول عرض من نوعه لاستراتيجية المقاومة بأنّ القيادة المركزية لعملية الدفاع عن لبنان وفلسطين تعمل بشكل مستقلّ وبجهوزية دائمة مهما كانت انشغالات القيادة السياسية. كما كشف عن سلاح جديد ودقيق تمّت تجربته في عملية مطاردة الطائرة المسيّرة كان يعتقد العدو خطأً أن المقاومة لن تتجرّأ على استخدامه!
فقد أكد السيد حسن نصر الله في الساعات القليلة الماضية في ثالث ظهور له في خضم الحراك الشعبي الذي يشهده لبنان على ما يلي:
1- قوة المقاومة الاسلامية وجهوزيتها للتصدي للعدو او تنفيذ أية أوامر عسكرية تتلقاها بتحرك هجوميّ داخل فلسطين مثلاً ، وذلك من خلال تركيزه على ان القوه العسكرية تعمل بشكل طبيعي بغض النظر عن مشاغل القيادة السياسية وحتى العسكرية في قضايا داخلية أو حتى إقليمية.
2- هذا يعني أن قيادة المنطقة المركزية، جنوب لبنان وفلسطين، تقف جاهزة ويدها على الزناد في كل الظروف ومهما كانت تحوّلات أو مخاضات الداخل اللبناني.
والأهمّ من ذلك أن كلام السيد نصر الله هذا يؤكد على انعدام قدرة أي طرف كان، ومهما كانت الظروف، على التأثير على مراكز القيادة والسيطرة الخاصة بالقيادة المركزية الجنوب وفلسطين .
3 – تركيز السيد على قوة المقاومة وتكراره لعبارة أقوياء جداً جداً فيه رسالة لا لبس فيها للداخل والخارج.
4 – أما موضوع التصدّي للطائرة الإسرائيلية المسيّرة فقد حمل العديد من الرسائل أيضاً :
أ – تأكيد أن العملية ليست استثناءً وإنما هي عملية في سياق سيستمر للتصدّي للطائرات المعادية.
ب – عدم إفصاح السيد عن نوعية السلاح الذي استخدم في التصدي للطائرة، رغم أنه من شبه المؤكد انه كان سلاحاً صاروخياً، يتضمن رسالة لمن يعنيه الأمر، بأن لدى قوات المقاومة أنظمة دفاع جوي سوف يتم استخدامها في الوقت المناسب وستشكل إحدى مفاجآت الحرب المقبلة، أو حتى قبل ذلك، اذا ما اضطرت المقاومة للردّ على عدوان جوي إسرائيلي ضد أحد مواقعها الحساسة أو ضد أحد قادتها.
وفي ما يخصّ حديث السيد حسن نصر الله عن تشكيل الحكومة والدور الذي يجب أن تقوم به، فقد كان بمثابة تأكيد مجدّد على إعلان عن فشل الانقلاب الذي كان يُعدّ ضد لبنان .
كما انّ في ذلك ما يشبه خريطة الطريق التي وضعها السيد للحكومة المقبلة.
وبشأن عدم ذكر سماحة السيد للجيش والقوى الأمنية بشكل مطلق وعدم تركيزه على قطع الطرقات… يوحي بأنّ لديه خطة أو خريطة طريق جديدة للتعامل مع موضوعة الجيش أو بالأحرى لإعادة صياغة دور الجيش، خاصة بعد قرار الإدارة الأميركية، الذي صدر أمس، بتجميد مساعدة، كان من المقرّر تقديمها للجيش اللبناني بقيمة 105 ملايين دولار.
علماً أنّ قرار التجميد الاميركي هذا يعني انّ الإدارة الأميركية :
– تعترف بفشل الانقلاب.
– وهي بذلك تعلن ضمناً عن عدم رضاها عن الدور الذي أداه الجيش، أيّ فتح الجيش للطرقات ولو بالشكل الخجول الذي رأيناه وبالتالي مساهمة الجيش في منع تقسيم البلد وشلّ الحركة فيها.
وبكلام أوضح: ثمة غضب أميركي من عدم مساهمة الجيش في قطع طرق إمداد حزب الله، سواء من بيروت الى الجنوب أو من البقاع والشمال الى بيروت.
وهذا أمر بقاء خطوط الإمداد مفتوحة غاية في الأهمية حاضراً ومستقبلاً
Views: 1