دخلت معركة ترامب والديمقراطيين مرحلة «كسر عظم» مع انتقال إجراءات العزل إلى القضاء وتلويح القضاة بإجبار «شهود البيت الأبيض» على المثول أمام الكونغرس للشهادة ضد ترامب في قضية «المسألة الأوكرانية».
الديمقراطيون واثقون من قدرتهم على إدانة ترامب ولو طال الوقت، وهم إذ يهددون بجرّ مسؤولي إدارته (الحاليين والسابقين) إلى التحقيق، أو إظهارهم بمظهر الرافض للتعاون مع القضاء، فإن هدفهم إحداث أكبر قدر من «الفضائحية» حول ترامب.
ترامب بدوره واثق من قدرته على ردّ كيد الديمقراطيين إلى نحرهم، وبرغم الجدل الكثير المتواصل الذي يدور حول علاقته مع مسؤولي إدارته وأسلوبه الفج و«السوقي» في التعامل معهم، فإن هؤلاء – كما يبدو- غير مقتنعين بالشهادة ضد ترامب.. ربما ليس حبّاً به بقدر ما هم يريدون الابتعاد عنه وعن مشكلاته وكل ما يتعلق به.. وتالياً كانت النتيجة إعلان البيت الأبيض بشكل حاسم ونهائي أنه لن يمتثل لأوامر الاستدعاء أمام جلسة مساءلة ترامب التي ستعقدها اللجنة القضائية في مجلس النواب اليوم الأربعاء.. وحجة البيت الأبيض هي أن تلك اللجنة لم تُظهر مصداقية كافية حيال مسألة «أنها ستوفر للرئيس جلسة تتسم بالعدالة».
بعيداً عن الديمقراطيين.. هذه حجة مقنعة للرأي العام الأميركي وبما يصب في مصلحة ترامب وليس ضده باعتبارها تظهره بمظهر الضحية وليس الفاسد المتسلط.
مع ذلك لا بد من انتظار جلسة اليوم لتحديد مستوى الأثر الذي ستحدثه بالنسبة لترامب والديمقراطيين وبعدها لكل حادث حديث، فهي ليست الجلسة الوحيدة، بل هي واحدة من سلسلة جلسات بدأت الشهر الماضي ويبدو أنها ستستمر طوال العام المقبل المتبقي ما قبل موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني 2020 لترافق مسار الحملات الانتخابية وتحديداً حملة ترامب التي تسير بشكل جيد برغم دخول الملياردير «الديمقرطي» مايكل بلومبرغ السباق الرئاسي.
في كل الأحوال، هذا الدخول لم يأخذ حتى الآن حيز «التأثير الفوري الحاسم» الذي كان متوقعاً ومرتقباً.. ربما ما زال الوقت مبكراً للحكم، ما زال أمام ترامب والديمقراطيين عام كامل سيكون مفتوحاً على الكثير من الأحداث والمفاجآت.
Views: 2