Smiley face Smiley face Smiley face

لبنان: أمريكا تبحث عن «139 يوماً» بقلم ـ د. مهدي دخل الله: 2019/12/17

مازالت الولايات المتحدة تدفع باتجاه «حل» في لبنان يحقق هدفها المعلن, الذي عبر عنه وزير الخارجية بومبيو «والناشط» فيلتمان. الهدف هو «ترتيب» البيت اللبناني بما يحقق أمرين: إضعاف المقاومة أو إنهاؤها للأبد (بذريعة طرد إيران من لبنان), وقبول المطامع الإسرائيلية في ترسيم الحدود البحرية بما يعني تنازل لبنان عن مساحات كبيرة في حقلي النفط والغاز 9و8 البحرييْن في الجنوب لمصلحة «إسرائيل».
الهدف إسرائيلي والخطة أمريكية والأموال خليجية والوسيلة حراك شعبي محق يوجه نحو أهداف معادية للشعب تماماً. ليس مهماً من سيحكم لبنان في مرحلة تحقيق الهدفين المذكورين, وليس مهماً كم ستطول فترة «الحكم الأمريكي», المهم أن يؤدي هذا الحكم دوره ثم «ليذهب الجميع الى الجحيم»..
إنها تلك المئة وتسعة وثلاثون يوماً (من 30 آذار حتى 14 آب 1949) التي حكم فيها حسني الزعيم سورية بإنقلاب أمريكي فقام بتحقيق هدفين: الأول توقيع الهدنة مع «إسرائيل» بعد سحب الجيش السوري من جسر بنات يعقوب وإنشاء ما يسمى (المنطقة الحرام), والثاني توقيع معاهدة التابلاين الأمريكية لضخ النفط السعودي عبر الجولان إلى صيدا (توقف الضخ عام 1967 بعد احتلال الجولان).
مرة أخرى بعد هذا الزمن الطويل نحن أمام السيناريو نفسه… الطاقة و«إسرائيل», وبعدها فليتصارع اللبنانيون إلى الأبد، فبعد حسني الزعيم تركوا سورية لمصيرها في أتون انقلابات عسكرية وتوتر وضعف. المهم أن التابلاين والهدنة تحققا وفق الخطة الأمريكية التي كانت تتجه نحو «ملء الفراغ» بعد انسحاب الإنكليز والفرنسيين (الاستعمار التقليدي) من المنطقة.
الشيء الذي تغير هو الأسلوب.. لم تعد الولايات المتحدة تستخدم الانقلابات العسكرية والضباط المندفعين المغامرين. اليوم أصبحت الأداة أكثر نعومة وأكثر خبثاً، إنه الشعب المقهور الذي ما إن تدفعه الى الشارع حتى ينزل مدافعاً عن حقوقه المشروعة.
عبث السياسة
الأمر لم يعد يحتاج إلى سلاح أو تهديد بالقوة وتلويح بها.. المطلوب بضعة ملايين من الدولارات توزع على عدد من «الناشطين» الذين يدفعون الجماهير إلى الشوارع في أكبر عملية «حق يراد به باطل»..
وما يدهش فعلاً أن أمريكا ليست مضطرة لدفع هذه الملايين من الدولارات فهناك «البقرة الحلوب» في الخليج التي ستدفع ما هو مطلوب وأكثر بـ «كرم حاتمي» يؤكد أسوأ أنواع عبث السياسة..
إنها أسهل المؤامرات .. وأرخصها على الإطلاق!!…

Views: 0

ADVERTISEMENT

ذات صلة ، مقالات

التالي