سياسات متضاربة وتصريحات متناقضة على مدار الساعة تنتهي إلى هدف واحد هو الابتزاز وشطف المال من الدول الأخرى هذه هي طريقة ترامب في إدارة ما كانت تسمى حتى الأمس القريب القطب الأوحد في العالم فمنذ وقت قريب كان يريد تهديم الناتو وهدد وتوعد بالخروج منه وعاد ليؤنب ماكرون عندما قال أن الناتو في موت سريري دون أن ينسى ابتزاز أوروبا ومطالبة دولها أن تدفع أكثر لحمايتها وزعم كاذبا بكل وقاحة : ” لقد أطبقنا على «داعش» وأسدينا لأوروبا معروفاً كبيراً ” والآن يريد بعد الضربة الإيرانية أن يتوسع الناتو ليضم دولا في الشرق الأوسط
ولا تخرج الغاية التي يسعى إليها ترامب من وراء دعوته لتوسيع الناتو وضم دول أخرى إليه عن عقليته ذاتها في سلب المزيد من الأموال تحت الضغط والتهويل والتخويف من الخطر الإيراني وعبرت الصحفية في الاتحاد الأوروبي المقيمة في بروكسل ليلى حداد عن خلقية طلب ترامب قائلة : عندما قال الأوروبيون إننا نريد الطيران بأجنحتنا ونريد إرساء سياسة مشتركة للأمن والدفاع الأوروبي وأنشأوا صندوقا ماليا خاصا للاتحاد الأوروبي وهي سابقة منذ تأسيس الاتحاد جديدة وجرئيه انزعج منها ترامب ويخاف من خروجهم من الحلف، فتصور لو خرجت دول الاتحاد الأوروبي من الناتو هذا يعني أن الحلف قد انتهى لذلك هدد الآن بالدفع إلى الشرق الأوسط .
ليست جديدة صرعة تشكيل الأحلاف والتحالفات العسكرية في المنطقة التي تقف وراءها أو تقودها جميعا الولايات المتحدة الأمريكية وصرعة الناتو الموسع التي أبدعتها مخيلة ترامب ما هي إلا امتداد للتحالفات السابقة بأسماء مختلفة كالتحالف الدولي والناتو العربي أو الناتو الإسلامي أو ناتو الشرق الأوسط للتورط عسكريا في مخططات واشنطن إلا أن ترامب بجشعه اللامحدود أراد أن يحولها إلى وسيلة دائمة لشفط مليارات الدولارات وصار شعاره المحبب ” فليدفعوا لنحميهم ” وقد بدأه مع حكام السعودية فحصل على مئات المليارات لكن وكما انتهت التحالفات السابقة ومنها حلف بغداد الشهير إلى الفشل سينتهي حلف ترامب الجديد .
tu.saqr@gmail.com
Views: 1