كُلما فتحت وسيلةَ تواصلٍ اجتماعي صباحا، تطالعني جوقةُ الندبِ من كُتّابٍ ومفكرين وإعلاميين عرب، تشكو أحوالنا العربية، وتكيل اللوم على الحكومة الغبية أو زعماء القطعان الشعبية. ليس الرثاء عيبا فهو كان فخرَ العصر الجاهلي، ولم يكن يتضمن بكاء على الأطلال بقدر ما كان يحمل من مشاعر الأسى والحزن العميقين، وكذلك من شحذ الهمم، فنقرأ مثلا:
أقولُ لتغلبٍ والعزّ فيها
أَثيروها، لذلِ?ُمُ إنْتصارُ
لا يحتاج وطننا العربي اليوم رثاء رغم سوءِ أحوالِه وقسوةِ دمارِه وتفتُّتِ ديارِه. إنما يحتاج كرامةً وعنفوانا وشهامة ومعرفة وثقافة ووعيا من المُفكّرين والكُتّاب والإعلاميين، بغية وضع استراتيجية وطنية لا تنشدُ رضى الحاكم والتذلُّلِ على أبوابه وهو عن هم الرعية نائم، ولا تبتغي إذلال النفوس طمعا بالفلوس، وإنما تؤسس لمشروع وطني تنموي نهضوي حديث، لرفع الناس من الحضيض واماطة اللثام والأقنعة عمّا تم تزويره من أقاويل وأحاديث.
أينكم أيها المفكرون والكتّاب والاعلاميون؟ أتنامون مرتاحي الضمائر فوق الدراهم الوسخة وأنتم ترَون كل هذا الدمار؟ أتُعجبكم الفنادق الفخمة ورحلات الدرجة الاولى والمآدب العامرة، لتكتبوا ما يُمليه عليكم من باع الأمة؟ أتقبلون أن يكون المال لجام لسانكم، فتصبحون عبيدا في أسواق النخاسة، فنراكم أبطال الكلام والعنتريات على الفضائيات…فقط ضد أبناء جلدتكم ، بينما العدو يسلخ جلدكم وجلد أمتكم؟
أينكم أيها المفكّرون والمنظّرون اليساريون؟ الستم أنتم من دفع بآلاف الشباب بعمر الورود الى الموت في ساحات الوغى وأنتم تبيعونهم أوهام العلمانية والعدالة الاجتماعية وفصل الدين عن الدولة؟ هل استمرأتم مال البرجوازية التي كنتم تحاربونها فصرتم تقدّسونها حين توفّرت لكم؟
أين أنتم أيها المفكّرون الذين ملأتم المكتبات بكتبكم عن الديمقراطية والحريات والعلمانية في تقليد أعمى لتجاربَ وأوهام غربية دخيلة، فإذا بنا نراكم في الصفوف الأمامية لمؤتمرات وزارات الأوقاف، وفي الاحتفالات والندوات الإسلامية العجاف بما فيها المتطرفة. ألستم أنتم من كنتم تُشنِّفون آذاننا بكلامكم عن حرية المرأة وسفورها، تغازلون مؤتمرات العلماء المسلمين في كل قُطر ودار.
أينكم أيها المفكّرون المناضلون، الذين لأجل كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا والجزائر، أوهمتم شبابكم بالعزة والكرامة وروح الثورة، وأرسلتموهم الى ساحات الاستشهاد، فإذا بكم اليوم خانعين صاغرين ذليلي النفوس على أبواب الأسياد تُهللون لملِك هنا وأميرٍ هناك، وتخترعون مراكز دراسات تُنظّر لكل ما يُسهّل بيع الأمة في أسواق النخاسة.
أينكم يا جهابذة التنظّير الكثير والفعل القليل، ألستُم أنتم من كدتم تنكرون وجود الله بذريعة رفع عبء الدين عن الناس ولأجل انسجام الكون والأجناس والأعراق؟، لماذا إذا تفاخرون اليوم بسُنيِّتم وشيعيّتكم ومسيحيّتكم وكرديّتكم وأشوريتكم وسريانيتكم وأمازيغيتكم، وتذبحون العروبة على مزابل عنصريتكم النتنة؟ لماذا جعلتم العروبة تُهمة مقاومة مُحتلّ دياركم عاراُ، وفيكم كل التهم والعار.
أينكم أيها الكتَبةُ والاعلاميون والمفكرون الذين كنتم تغزون تلفزاتنا وإذاعاتنا وصحفَنا بشعارات السيادة والاستقلال، فإذا بكم تتحولون الى أبواقٍ تمتدحون هذه الدولة وتشتمون تلك، فتبيعون أوطانكم على مذابح الأمم؟
أهكذا يفعل المال والخوف بكم؟ الا يستحق هذا الوطن العربي الجريح والمُدمّر والمُقسّم والفقير والمُعدم، صحوة ضمير كي نكتب سويا مشروعا نهضويا عربيا تنمويا يُعطي بعض الأمل لأطفال وُلدوا في الحرب والفقر والذل، بينما أولادكم يدرسون في معاهد " الأمبريالية" التي كنتم تحاربونها وتخبرونا عن ويلاتها.
أيها الكُتّاب والمفكّرون والاعلاميون الذين باعوا النفوس لأجل الفلوس، إن امتكم مُدمرة، والذين تهللون لهم في الداخل والخارج، يُمعنون في التدمير. لعلكم لكثرة ما امتدحتم صدّقتم كذبتكم، لكن الفقراء والمحرومين والأيتام والمظلومين والثكالى، سيلعنونكم حتى آخر الدهر. وسيلعنكم التراب وشجر الرُمان والتين والزيتون. لأنكم بذُلِّكم وابتعادكم عن هموم أمتكم، مجرمون كالغزاة.
أَثيروها، لذلِ?ُمُ إنْتصارُ
لا يحتاج وطننا العربي اليوم رثاء رغم سوءِ أحوالِه وقسوةِ دمارِه وتفتُّتِ ديارِه. إنما يحتاج كرامةً وعنفوانا وشهامة ومعرفة وثقافة ووعيا من المُفكّرين والكُتّاب والإعلاميين، بغية وضع استراتيجية وطنية لا تنشدُ رضى الحاكم والتذلُّلِ على أبوابه وهو عن هم الرعية نائم، ولا تبتغي إذلال النفوس طمعا بالفلوس، وإنما تؤسس لمشروع وطني تنموي نهضوي حديث، لرفع الناس من الحضيض واماطة اللثام والأقنعة عمّا تم تزويره من أقاويل وأحاديث.
أينكم أيها المفكرون والكتّاب والاعلاميون؟ أتنامون مرتاحي الضمائر فوق الدراهم الوسخة وأنتم ترَون كل هذا الدمار؟ أتُعجبكم الفنادق الفخمة ورحلات الدرجة الاولى والمآدب العامرة، لتكتبوا ما يُمليه عليكم من باع الأمة؟ أتقبلون أن يكون المال لجام لسانكم، فتصبحون عبيدا في أسواق النخاسة، فنراكم أبطال الكلام والعنتريات على الفضائيات…فقط ضد أبناء جلدتكم ، بينما العدو يسلخ جلدكم وجلد أمتكم؟
أينكم أيها المفكّرون والمنظّرون اليساريون؟ الستم أنتم من دفع بآلاف الشباب بعمر الورود الى الموت في ساحات الوغى وأنتم تبيعونهم أوهام العلمانية والعدالة الاجتماعية وفصل الدين عن الدولة؟ هل استمرأتم مال البرجوازية التي كنتم تحاربونها فصرتم تقدّسونها حين توفّرت لكم؟
أين أنتم أيها المفكّرون الذين ملأتم المكتبات بكتبكم عن الديمقراطية والحريات والعلمانية في تقليد أعمى لتجاربَ وأوهام غربية دخيلة، فإذا بنا نراكم في الصفوف الأمامية لمؤتمرات وزارات الأوقاف، وفي الاحتفالات والندوات الإسلامية العجاف بما فيها المتطرفة. ألستم أنتم من كنتم تُشنِّفون آذاننا بكلامكم عن حرية المرأة وسفورها، تغازلون مؤتمرات العلماء المسلمين في كل قُطر ودار.
أينكم أيها المفكّرون المناضلون، الذين لأجل كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا والجزائر، أوهمتم شبابكم بالعزة والكرامة وروح الثورة، وأرسلتموهم الى ساحات الاستشهاد، فإذا بكم اليوم خانعين صاغرين ذليلي النفوس على أبواب الأسياد تُهللون لملِك هنا وأميرٍ هناك، وتخترعون مراكز دراسات تُنظّر لكل ما يُسهّل بيع الأمة في أسواق النخاسة.
أينكم يا جهابذة التنظّير الكثير والفعل القليل، ألستُم أنتم من كدتم تنكرون وجود الله بذريعة رفع عبء الدين عن الناس ولأجل انسجام الكون والأجناس والأعراق؟، لماذا إذا تفاخرون اليوم بسُنيِّتم وشيعيّتكم ومسيحيّتكم وكرديّتكم وأشوريتكم وسريانيتكم وأمازيغيتكم، وتذبحون العروبة على مزابل عنصريتكم النتنة؟ لماذا جعلتم العروبة تُهمة مقاومة مُحتلّ دياركم عاراُ، وفيكم كل التهم والعار.
أينكم أيها الكتَبةُ والاعلاميون والمفكرون الذين كنتم تغزون تلفزاتنا وإذاعاتنا وصحفَنا بشعارات السيادة والاستقلال، فإذا بكم تتحولون الى أبواقٍ تمتدحون هذه الدولة وتشتمون تلك، فتبيعون أوطانكم على مذابح الأمم؟
أهكذا يفعل المال والخوف بكم؟ الا يستحق هذا الوطن العربي الجريح والمُدمّر والمُقسّم والفقير والمُعدم، صحوة ضمير كي نكتب سويا مشروعا نهضويا عربيا تنمويا يُعطي بعض الأمل لأطفال وُلدوا في الحرب والفقر والذل، بينما أولادكم يدرسون في معاهد " الأمبريالية" التي كنتم تحاربونها وتخبرونا عن ويلاتها.
أيها الكُتّاب والمفكّرون والاعلاميون الذين باعوا النفوس لأجل الفلوس، إن امتكم مُدمرة، والذين تهللون لهم في الداخل والخارج، يُمعنون في التدمير. لعلكم لكثرة ما امتدحتم صدّقتم كذبتكم، لكن الفقراء والمحرومين والأيتام والمظلومين والثكالى، سيلعنونكم حتى آخر الدهر. وسيلعنكم التراب وشجر الرُمان والتين والزيتون. لأنكم بذُلِّكم وابتعادكم عن هموم أمتكم، مجرمون كالغزاة.
Views: 4