كتب مدير التحرير : اوس صقر
عندما يبلغ الانسان الاربعين من السنين في عمره يصبح عقله اكثر نضجاً
ورشداً ، يبحث عن السلام الداخلي و الهدوء ، يدرك بأن الفرص في الحياة لا تنتهي و كل يوم جديد يحمل معه أشياء و معاني جديدة ، علمتني الأربعين أن لا أدخل في نقاشات عقيمة لا طائل منها و أن العائلة و الاهل هم اكثر الأشياء جدارة في الحفاظ عليهم ، و أن الطاقة الإيجابية و التفاؤل من أساسيات مواجهة صعوبات الحياة ، و أن القراءة و التأمل تحركان الفكر الراكد و أن الأصدقاء الحقيقين نادري الوجود ووجود أحدهم أو بعضهم نعمة كبيرة ، و علمتني الأربعين أن الوقت أثمن سلعة في الوجود و بأنه لا يقدر بثمن و لا يمكن تعويضه ، و بأن الصحة و الأمان نعمتان لا مثيل لهم و لا يعرف قيمتهم إلا من يفقدهم ، و علمتني الأربعين بأن هذه الحياة مدرسة كبيرة و نحن فيها تلاميذ حتى لو بلغنا المئة من العمر ، و بأن الصبر سلاح فعّال و بأن الكلمة ممكن أن تكون دواء و ممكن أن تكون سكيناً يذبح ، و علمتني الأربعين بأن الأشياء الجيدة تأتي في وقتها المناسب و بأن الغرور و التكبر و الحسد خصال من الشر تهلك صاحبها ، و علمتني الأربعين بأن العبر في الحياة كثيرة و المعتبرون قلائل ، و بأن الحياة بدون إيمان و معتقد راسخ لا قيمة لها و هي حياة خاوية تعيسة ، و بأن العلاقة مع الإنسان الآخر و التفكير بمعاناته هي جوهر الوجود و التكليف و بأن التضحية و الإيثار من أعظم القيم السامية ، كما علمتني الأربعين بأن مفتاح و سر السعادة في العطاء و حب الخير للأخرين ، و بأن لكل شئ ثمنه فالخير يرتد بالخير و الشر بالشر و الدنيا دوارة ، و بأن البصيرة أهم من البصر ، و علمتني الأربعين بأن الإنسان مهما بلغ من العمر يشعر بأن هذه الحياة مثل شريط الأحلام و بأن الأمس و السنوات السابقة لم تكن سوى لحظات قليلة و بأن اليوم الذي تعيشه و اللحظة الحاضرة هي أهم اللحظات و بأن قيمة العمر بقيمة الإنجازات من الأعمال الصالحة و الخير و بأن سهام الموت لا تخطئ أبداً و لا بد من اللحظة التي نرحل بها عن هذا العالم مهما تمنينا البقاء ، و علمتني الأربعين بأن الحياة الاجتماعية و التواصل مع الناس و العلاقات المتبادلة معهم هي من محفزات النشاط و العمل و التقدم ، كما علمتني الأربعين أن ابتعد عن اليأس و القنوط مهما هزمتني التجارب و مهما اشتدت عليي الصعاب و أن أحاول مجدداً كلما فشلت أو سقطت في معاركي الكثيرة …
اتمنى لكم العمر الطويل و دمتم سالمين
Views: 9