الواقع في المنطقة الحدودية مع سوريا، والذي أُنشئ مع انطلاق عمليات استعادة القائم العراقية – الباغوز السوريّة، أواخر عام 2017. وأضاف المصدر أن «الانسحاب الثاني سيشمل معسكرَي k1 في محافظة كركوك، والقيارة في محافظة نينوى» (ثمّة حديث عن انسحاب من 3 قواعد أخرى في محيط العاصمة العراقية بغداد؛ واصفاً ذلك بـ«الخطوة الإيجابية تجاه القرار البرلماني» الصادر في 5 كانون الثاني/ يناير الماضي، والقاضي بانسحاب مختلف القوّات العسكرية الأجنبية من بلاد الرافدين.
وينقل المصدر أن «التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش» بقيادة الولايات المتحدة، أبلغ الجانب العراقي عزمه على «الانسحاب» من القواعد والمنشآت التي يشغلها (إلى جانب القوّات العسكرية العراقية) في المدى المنظور، من دون أن يقدّم مزيداً من التفاصيل. مصادر أمنية أخرى، وفي حديث إلى «الأخبار»، أكّدت أنّ «الانسحاب، أو الإجراء الأميركي الحالي، هو إعادة تموضع وضبط انتشار للقوّات في عدد محدود جدّاً من القواعد»، مؤكّدة أن واشنطن تريد انسحاباً «سلساً… يحفظ ماء وجهها». هنا، تبرز «الحجّة» الأميركية – الأوروبية (عددٌ من الدول العاملة في «التحالف»، أبرزها بريطانيا)، لتبرير بعض انسحاباتها المرتقبة، مع تعليق تدريب القوّات العسكرية العراقية خوفاً من تفشّي وباء فيروس «كورونا».
الجانب الإيراني مطّلع على مسار المفاوضات القائمة
وفيما تؤكّد المصادر أن قاعدتَي «عين الأسد الجوية» (غرب البلاد) و«أربيل» (إقليم كردستان) ستستقبلان القوّات الأميركية التي سبق أن انتشرت على طول الخارطة العراقية، فإنّها تلفت إلى أن الجانب الإيراني مطّلع على مسار المفاوضات القائمة و«راض عن نتائجها». فالجانب الأميركي (وبعلم طهران) «لا يريد انسحاباً كاملاً من العراق، بل ضبط انتشار قوّاته، حتى لا تكون أهدافاً سهلة للفصائل المسلّحة».
وأمام هذه المستجدات، وربطاً بما نشرته «الأخبار» سابقاً، فإن العام الجاري قد يشهد إعادة تموضع لمختلف القوّات الأميركية المنتشرة في العراق، بـ«حجّة الكورونا» (إضافة إلى التكاليف المالية الباهظة)، التي قد تكون مخرجاً «يحفظ ماء وجه واشنطن»، لكنّها واقعاً تخشى تكراراً للهجمات الصاروخية على مصالحها، والتي أسفرت في الأيام الأخيرة عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. مشهدٌ «لن يمرّ دون مواجهات موضعية، بين القوات الأميركية والفصائل»، بتعبير مصادر أمنية عراقية مطّلعة، تؤكّد في حديث إلى «الأخبار» أن «إعادة التموضع الأميركي قطعاً لن تمرّ بهدوء، بل ستكون مرافقة لضربات متبادلة، لكن الخشية تكمن في انزلاقة ما لا يريدها أي طرف كان، في هذا الظرف».
Views: 14