في ظل أجواء من التوتر والقلق بدأت تعيشه دول العالم من انتشار فيروس كورونا وعدم إيجاد علاج مناسب أو تطوير لقاح لمجابهة هذا الفيروس، انضم زعماء العالم إلى منظمة الصحة العالمية لإطلاق مبادرة لتسريع العمل على إيجاد أدوية ولقاحات وإجراء اختبارات لمرض “كوفيد-19” ونشرها في مختلف أنحاء العالم.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من بين الزعماء المشاركين في مؤتمر عبر دوائر تلفزيونية للإعلان عن الخطة، في المقابل أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عدم مشاركتها في هذا المؤتمر.
في هذا الصدد، قال المحلل السياسي خالد شقير، إن الدول الأوروبية لا تريد الصدام و ليس هناك وقت للحساب، وبالرغم من أن معظم الدول الأوروبية وعلى وجه التحديد بريطانيا أشارت بالاتهام المباشر لمنظمة الصحة العالمية إلا أن هناك دول كفرنسا وألمانيا أعربا عن تعويضهم للمبالغ التي كانت تٌدفع لمنظمة الصحة العالمية، وكذلك أعلنا عن دعمهما المنظمة بمجموعة من العلماء العاملين في مجال الصحة، وذلك في محاولة من باقي الدول الأوروبية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لمواجهة فيروس كورونا.
وأضاف شقير، أن العديد من وسائل الإعلام الغربية وجهت اتهامات لمنظمة الصحة العالمية بالتقاعس عن الإدلاء بمعلومات كانت تملكها وكانت في إمكانها تقليل أعداد الإصابات والوفيات التي حدثت في القارة الأوروبية.
وحول عدم مشاركة الولايات المتحدة الأميركية في هذه المبادرة، قال شقير إن الولايات المتحدة الأميركية لها أسلوب خاص منذ تولي دونالد ترامب الحكم في أميركا تختلف عن سياسة الاتحاد الأوروبي وغالبا كانت تدفع للصدام مع الاتحاد الأوروبي وهي التي ساعدت بريطانيا على الانفصال من هذا الاتحاد، فكان من المفترض، أن يكون هناك تعاون بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي ولكن ما قام بهذا الدور هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رغم الانتقادات التي كانت توجهها أميركا للقارة العجوز خاصة وأن ترامب مازال يحاول السيطرة بمفرده على العالم من خلال سياساته وهذا ما يحدث في أزمة فيروس كورونا.
في المقابل، قال الدكتور إدموند غريب استاذ العلاقات الدولية بالجامعات الأميركية، إن هناك خلافات كبيرة بين الولايات المتحدة الأميركية والعديد من دول العالم حول أزمة كورونا، وكذلك الحال بين الولايات المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، حيث إن الإدارة الأميركية تتهم المنظمة بأنها كانت متحيزة لصالح الصين وأنها فشلت في لعب دورها كمنظمة صحية للعب دور فعال ونشط في مواجهة فيروس كورونا، لذلك هناك تلميحات من مسؤولين أميركيين حول موافقة واشنطن على تعليق تمويلها لمنظمة الصحة العالمية، لعدم قدرتها على التعامل بشكل جيد مع أزمة كورونا.
على صعيد أخر، قال غريب “إن ما ستقوم به الولايات المتحدة قد لا يتفق معه الكثيرون سواء على مستوى داخلي في الولايات المتحدة الأميركية أو على المستوى العالمي، فكانت هناك تصريحات لنانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي، أن هذا القرار غير منطقي وغير عقلاني وسيلحق الضرر بالجهود التي تقوم بها دول العالم لمجابهة فيروس كورونا
Views: 7