ما كان تفشي فيروس كورونا في كل مكان ليمنع من استمرار تنظيم ” داعش ” وباقي التنظيمات الإرهابية في المضي بعملياتها الإجرامية بلً ان هذه التنظيمات وجدتها فرصة سانحة لاستغلال ” ثغرة ” انتشار الوباء وانشغال الحكومات به وتوجيه معطم إمكانياتها ومخصصاتها المالية للتصدي له ولتداعياته المؤلمة وبنت تلك المجموعات حساباتها على أن هذا لابد أن يؤدي إلى تراجع الاهتمام بالجانب الأمني وربما التوقف عن متابعتها ورصد تحركاتها .
وفي هذا السياق نقلت وكالة “سبوتنيك”عن نائب وزير الخارجية الروسي، أوليج سيرمولوتوف، أن “الإرهابيين يكثفون أنشطتهم على الأخص في سوريا والعراق” ونبه إلى أن “الخلايا النائمة للمنظمات الإرهابية لم تختف حتى من الدول الأوروبية رغم نظام التباعد الاجتماعي المفروض وعدم وجود حشود كبيرة للناس هناك” وأكد على أن هناك مخطط لاستغلال الظروف الراهنة للفيام بعمليات جديدة .
ومن جانب سورية قفد خاضت وتخوض بعد وقوع إصابات لديها بفيروس كورونا المستجد حربين في الوقت نفسه : واحدة لحماية مواطنيها وشعبها من الجائحة الخطيرة والأخرى مواصلة مواجهتها الإرهاب بكل أشكاله ولم يشغلها التصدي للوباء عن التصدي للمجموعات الإرهابية وكانت قواتنا المسلحة في يقظة تامة وفي أعلى جهوزيتها عندما قامت عصابات الإرهاب من داعش وغيرها بمحاولات التسلل في منطقة الغاب والبادية والجنوب فأحبطتها ودحرتها.
وما من شك أن هناك قناعة أن من شجع على معاودة العمليات الإرهابية في سورية والعراق مستغلا ظروف انتشار الفيروس التاجي هو الولايات المتحدة الأمريكية بدليل أن ترامب هدد أكثر من مرة بعودة تنظيم داعش قبل انتشار كورونا وبعد انتشاره و أن إدارته هي التي تتولى المحافظة على هذا التنظيم وانتقاله بين العراق وسورية سابقا ولاحقا .
ودليل آخر أن المجموعة التي تم إلقاء القبض عليها في البادية السورية مؤخرا اعترف أعضاؤها جميعا بأنهم تلقوا تعليماتهم من ضباط أمريكيين في قاعدة التنف للقيام بعمليتهم الإرهابية ضد الجيش العربي السوري وليس بعيدا عن ذلك ما يجري في العراق فالاستثمارفي الإرهاب والوباء مشروع واحد ومستمر في سياسات البيت الأبيض .
tu.saqr@gmail.com
Views: 4