عشر سنوات من الحرب الإرهابية الشرسة على سورية لم تحقق لأصحابها أهدافهم في شطب الرقم السوري الصعب من معادلات المنطقة وعشرات السنوات من الحصار والعقوبات الاقتصادية لم تجد نفعا في تركيع سورية وحرفها عن هويتها المعروفة بها وكان صمود المواطن السوري هو حجر الزاوية في الحالتين وهو الأحجية التي عجزت قوى العدوان عن حلها .
لذلك لا عجب أن نرى الاستهداف يصوب في هذه المرحلة على سحق مقومات الحياة لدى المواطن من خلال ترويعه بلقمة عيشه وقوته اليومي وأن يأخذوا بالضغط المعيشي والتضييق الحياتي ما عجزوا عنه بالمواجهات المباشرة وعمليات القتل والتدمير الممنهجة وسبيلهم إلى هذا فرض أقصى أنواع العقوبات التي تمس الحياة اليومية للمواطن ولعل تطبيق ما يسمى قانون قيصر الأمريكي القائم على مزاعم كاذبة اسطع دليل على ما نقول .
وهل من حاجة لبرهان على هذه السياسة الحاقدة الانتقامية من المواطن السوري من اتخاذ قرار أمريكي رئاسي بحرق محاصيل القمح السوري بغية التجويع والترويع ؟؟ وهل من فجور وبلطجة أكثر من الإعلان عن سرقة النفط السوري جهارا نهارا وحرمان سورية من ثرواتها بغية شل الحياة الاقتصادية فيها وعرقلة أية خطط للأعمار والتخلص من آثار الحرب الإرهابية المدمرة .
نحن لا ننكر أن عوامل داخلية ساعدت وتساعد في تفاقم الوضع المعيشي للمواطن وأن إفرازات عشر سنوات من مقارعة الإرهاب وتأجيل معالجة العديد من جوانب التقصير الإداري وظواهر الفساد القائمة والمتراكمة قد ساهمت في الوصول إلى الوضع الراهن الذي وصل حدا لا يحتمل مما ينبغي العمل سريعا بمبادرات خلاقة وغير تقليدية للجم جنون الأسعار والخروج من الوضع الخانق .
ولا يجوز بأي شكل من الأشكال أن تذهب إنجازات عظيمة حققها الشعب السوري معمدة بالدم في دحر الإرهاب الكوني بالبحث عن ابسط سبل العيش وان يحصد لصوص الأزمات وتجار الضائقات الاقتصادية تضحيات زهرة شباب الوطن وبطولاتهم التي أذهلت العالم فالحلول ليست مستحيلة ولدى سورية من الموارد المتنوعة والعقول النيرة ما يمكنها من تجاوز أشد الظروف حلكة ومرارة .
tu.saqr@gmail.com
Views: 5