لم تمض ساعات على تبجحات أردوغان التي قال فيها أنه يساعد أحفاد عمر المختار في ليبيا حتى انفجرت في وجهه موجةً من الردود الغاضبة، أولها بيانُ استنكار شديد من قبيلة المنفة شرقي البلاد التي ينتمي إليها المجاهد العربي الليبي الكبير، وقالت القبيلة في بيانها إن الطائرات التركية؛ هي من تقتل أحفاد المختار، مبديةً استغرابها من وقاحة اردوغان ، وهو من يُرسل آلاف المرتزقة والإرهابيين ليحتل ليبيا ويسفك دماء أبنائها .
وظن اردوغان الذي سرق مصانع حلب وآثار سورية ومحاصيلها انه يمكن أن يسرق التاريخ والجغرافيا في ليبيا ويسخر اسم أيقونة النضال العربي والليبي عمر المختار لخدمة أهدافه الدنيئة فجاءته على الفور صفعة قوية من أحفاد هذا المناضل ومن جميع أبناء القبائل الليبية الذين وصفوه بــ «المختل»” وأنه لا يشرّفُهم أن يصطفوا مع محتلٍ عُثماني يحلم بعودة السلطنة التركية إلى ليبيا، التي ارتوت رمالُها وترابُها بدماء الأجداد المجاهدين وأعادوا للأذهان خيانة الدولة العثمانية لليبيا عندما باعتها لإيطاليا في « معاهدة أوشي لوزان » تشرين أول عام 1912 ويتبجّح رئيسُها اليوم بالوقوف إلى جانب الليبيين، وهذا ليس إلا للاستيلاء على خيرات ليبيا ومواردِها النفطية وغير النفطية في البر والبحر .
ويبدو أن جنون العظمة جعل اردوغان يعتقد أن أكاذيبه يمكن أن تنطلي على الليبيين وتنسيهم التاريخ الأسود لأجداده العثمانيين فقد بين المؤرّخ والأكاديمي الليبي، الدكتور وليد شعيب أستاذ التاريخ بجامعة طبرق، بالوثائق ردا على تصريحات أدروغان الأخيرة وادّعاءاته المستمرّة في سعي تركيا لحماية الليبيين وأرضهم أن بعضًا من نواب البرلمان التركي والقادة الأتراك في عهد الاحتلال العثماني ، تلقّوا رشاوى من الايطاليين للتخلي رسميًا عن ليبيا لصالح الاحتلال الفاشي أبرزُهم السفيرُ التركي في إيطاليا ورئيس الوزراء فيما بعد، حقّي باشا .
ومهما حاول اردوغان أن يزور الحقائق ويستنجد بالرموز التاريخية فلن يستطيع أن يغطي على أطماعه وشدة جشعه وأحلامه المريضة في إعادة أمجاد السلطنة العثمانية البائدة بمشروعها الإخواني الظلامي المرفوض والمنبوذ من ليبيا والبلدان العربية كلها .
tu.saqr@gmail.com
Views: 9