يسعى النظام التركي عبر ممارساته المستترة عبر التنظيمات الإرهابية التي ترتبط به وتواليه، إلى فرض هيمنته على طريق عام حلب اللاذقية، المعروف بطريق “M4″، بعد إقصاء الضامن الروسي لـ”اتفاق موسكو” الروسي التركي في ٥ آذار الماضي، والذي يعد بروتوكولا إضافيا لـ”اتفاق سوتشي” بين الطرفين لعام ٢٠١٨.
ولفت مراقبون لعملية تنفيذ “اتفاق موسكو”، الذي ينص مع “سوتشي” على فتح “M4″ أمام حركة المرور، لـ”الوطن” إلى أن نظام رجب طيب أردوغان يتبع سياسة إفشال الدوريات المشتركة الروسية التركية على الطريق الدولي، والتي لم تستطع خلال ٩٥ يوما من بداية تسيير الدوريات منتصف آذار الماضي سوى قطع مسافة ٣٥ كيلو مترا، هي نصف المسافة المحددة من بلدة “ترنبة” غرب سراقب بريف إدلب الشرقي إلى “تل الحور” أقصى ريف المحافظة الغربي.
المراقبون لفتوا إلى أن محاولات الاحتلال التركي لتعطيل مهمات تسيير الدوريات، بغية إقصاء الروس عن المشاركة فيها، بدت واضحة للعيان، إذ استقدم جيش الاحتلال التركي أكثر من ١٠ آلاف جندي وآلاف العربات العسكرية الى ادلب، وخصوصا الى المنطقة القريبة من الاوتستراد الدولي، مع إقامة عشرات نقاط المراقبة غير الشرعية على جانبيه، في مسعى لاحتلال ما تبقى من المحافظة، ولاسيما الطريق الدولي الذي يربط شمال وشرق سورية مع غربها، ضاربا بعرض الحائط اتفاقاته مع الجانب الروسي ومع ضامني مسار “أستانا” الروس والإيرانيين.
وفيما يخص تسيير الدوريات المشتركة، يرى المراقبون أن النظام التركي وضع العراقيل على طول مسارها من تشجيع محتجين على قطع الطريق وتخريبه قرب بدايته في بلدة “النيرب” وعند جسر أريحا واقامة المتاريس الترابية الى افتعال التفجيرات التي تستهدف العربات الروسية، كما حدث في الدورية المشتركة ال ١٣ عند جسر أريحا أثناء استهدافها بقذائف هاون من ارهابيين مجهولين وتفجير عبوات ناسفة مزروعة على الطريق مرات عديدة اثناء مرور الدوريات، واخرها استهدفت الدورية الـ ١٧ عند قرية “القياسات” قبل يومين وادت الى تعطل وتضرر عربة روسية.
واعتبر المراقبون أن امتناع روسيا عن المشاركة في الدورية المشتركة الـ ١٨ اليوم الخميس، والتي وصلت الى بلدة “الكفير” التي وصلتها الدورية السابقة، يأتي في سياق الرد الروسي على محاولات وممارسات النظام التركي لاختلاق المشاكل والعمليات الارهابية لمنع تسيير الدوريات وتوقفها نهائيا.
ولفتوا الى أن تدريب جيش الاحتلال التركي لعناصر من الشرطة أخيرا من ادلب والمماطلة في تنفيذ الاتفاقيات، الهدف منها تأهيلهم للسيطرة على الطريق وإدرته بعد اقصاء الروس نهائيا ووضع الاتفاقات الموقعة معهم على الرف امتثالا للأمر الواقع، وهو ما سترفضه موسكو القادرة على فرض إرادتها على أنقرة بعد استنفاد فرص التوصل الى حل معها تضمنه اتفاقات “موسكو” و”سوتشي” و”أستانا”.حلب – خالد زنكلو
Views: 5