Smiley face Smiley face Smiley face

كتاب بولتون يدينه قبل ادانة رئيسه: ترامب يكره الاكراد

كتاب بولتون يدينه قبل ادانة رئيسه: ترامب يكره الاكراد ويتغزل بالرئيس الصيني ومتردد حيال ايران

كارولين البعيني :

سنَّةُ الحياةِ السياسية في امريكا تقول إن الخدمة مع الكبار في البيت الأبيض غالباً ما تنتهي بتأليف ونشر كتاب، من اجل الترويج للذات اولاً والترويج لأجندة ما يعكسها المؤلف بالدرجة الثانية . هذا تحديداً ما فعله مستشار ُ الامن القومي السابق للرئيس الاميركي دونالد ترامب ، جون بولتون، في كتابه “الغرفة التي شهدت الأحداث” والذي اثارَ زوبعةً كبيرة وجدلاً واسعاً بين من أثنى عليه من الديمقراطيين الذين يتحينون الفرص للانقضاض على ترامب ، ومن اعتبره انتقاماً رخيصاً من ترامب على اعتاب انتخابات رئاسية حامية ووشيكة. فيما تكثرُ التساؤلاتُ حول امكانية تأثير ما كتبه بولتون على القاعدة الجماهيرية للرئيس الاميركي وامكانية ان يستغله خصمه الرئاسي جو بايدن لصالحه.

الكتاب خرج الى العلن بعد ان رفض القاضي الاتحادي رويس لامبرث طلب ترامب بمنعه كونه، بحسب البيت الأبيض، يمس بالامن القومي، وبدا ان نتاج جون بولتون التوثيقي سيكون الأكثر مبيعاً هذا الصيف. هناك عشرات الاف النسخ التي طبعت وتم توزيعها يرسم من خلالها بولتون صورة غير لائقة لدونالد ترامب كرئيس دولة عظمى “جاهل بأبسط الحقائق الجغرافية، وتهيمن على قراراته رغبته في النجاح في الانتخابات المقبلة في نوفمبر تشرين الثاني “.

تكثر اتهامات بولتون لرئيسه السابق في كتابه، والتهمة الاساسية تتلخص بالخلط بين مصالحه السياسية الآنية الخاصة والمصلحة الوطنية الأميركية العليا.يعطي مثالاً على ذلك بالادعاء “ان ترامب وأثناء لقاء مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في يونيو تموز من العام الماضي حوّل المحادثة فجأةباتجاه الانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة في محاولة التماس شيء ما قد يضمن فوزه.
وادعى بولتون “ان هذا الامر هو سلوك غير مقبول ويقوّض شرعية الرئاسة”.

المؤلف المثير أصلا للجدل والذي تلقى مبلغا مليوني دولار قبل نشر كتابه  يعتبر في كتابه  “انه كان هناك مادة جيدة لعزل الرئيس في القضية الأوكرانية ولكن للاسف تمت تبرئته”.
وقال :” ان ترامب كان يغازل حكام مستبدين فخاطب الرئيس الصيني شي جين بينغ قائلاً “أنت أكبر قائد صيني منذ ٣٠٠ عام”. بحسب بولتون هذه المغازلة التي استمرت حتى ظهور جائحة كوروا  غير مقبولة .

اللافت المضحك في ما كتب بولتون قوله  “كان التقارب مع كوريا الشمالية يتهاوى بعد قمة تاريخية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، ولكن الرئيس الأميركي انشغل بحسب بولتون لاشهر عدة بأولوية كبيرة وهي التأكد من تلقي كيم جونغ أون، هدية من جانبه، هي عبارة عن قرص مدمج يحتوي على أغنية “روكيت مان” (الرجل الصاروخ) لألتون جون .

واذا كان ليس جديدا كشف مستشار الأمن السابق عن الرأي السلبي لترامب بالصحافيين، الا انه ينقل عنه كلمات نابية كان يستخدمها بحقهم ، ومنها مثلا وصفه  إياهم “بالحثالة وانه يجب إعدام هؤلاء الأشخاص”

 

ترامب والعرب وايران :

حول الملفات التي تهمنا كعرب يقول جون بولتون انه حاول تشجيع الرئيس دونالد ترامب على اعتماد الحلول العسكرية في كل من سوريا وايران وانه أيّد بشدة انتقال السفارة الاميركية الى القدس، وبالتالي الاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل.
هو  حثَّه ايضا على المضي قدماً للانسحاب من الاتفاقية النووية فيما كان ترامب يتساءل لماذا استخدام القوة ضد برنامج إيران النووي ويشكك بها ويعتبر انها لا تشكل حلاً وهناك حلول افضل . كما ان بولتون ينقل عن الرئيس الأميركي كرهه واحتقاره للاكراد في سوريا والعراق قائلا : ” لا أحبّ الأكراد. فهم هربوا أمام العراقيين، وهربوا من الأتراك. والمرة الوحيدة  التي لم يهربوا فيها، هي حين نساندهم بالقصف ”

 

هذه المساءل وغيرها حاول جون بولتون ان يوحي من خلالها ان الرئيس غبي ولا يعي ماذا يفعل .
يقول إن “ترامب اثار موضوع فيلق الحرس الثوري الإسلامي في إيران ، وسأل عما إذا كان ينبغي أن يصنفه كمنظمة إرهابية ، وبالتالي تعرضه لعقوبات وقيود إضافية”. ويباهي بدوره في حث ترامب على القيام بفرض العقوبات بسبب “سيطرة المنظمة على برامج إيران النووية وبرامج الصواريخ البالستية ، ودعمها الواسع للإرهاب الإسلامي الراديكالي ، السني والشيعي” على حد قول بولتون . ويقول ان الرئيس الاميركي ردد أن إيران ستكون مستاءة بشكل خاص من هذا التصنيف المحدد، وقد يكون هناك رد فعل سلبي ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا.

يظهر بولتون من خلال كتابه هذا انه من الجمهوريين المتشددين، ويبدو منزعجاً وحاقداً لكون ترامب استبعده بعد اشهر قليلة من تسلمه لمنصبه كمستشار للأمن القومي، كما لم يستمع الى مقترحاته في العديد من الملفات الخارجية ، وهو الرئيس المعروف انه لا يستمع لاحد ويفضل تحقيق اهدافه بالسياسة وليس بالتهويل والحروب .
ويعتبر العديد من المحللين الاميركيين هنا ان ما فعله بولتون هو بمثابة انقلاب على الحزب الجمهوري وليس فقط على شخص الرئيس. ويذهب البعض بتصنيفه بالمخادع و المتسلق وانه انقلب على رئيسه وبلاده لتحقيق مكاسب آنية، لذا من الجيد انه استبعد من منصبه كمستشار الامن القومي !

تؤكد التوقعات ان الرجل لا يؤثر على قاعدة ترامب الانتخابية ولن يتمكن من تحقيق اي مكسب كبير عدا المكسب المادي من كتابه هذا.

يذكر ان القاضي لامبرث كتب في تقريره حول الكتاب، أن بولتون بدأ نشر كتابه دون تلقي رسالة رسمية من الحكومة تفيد أن الكتاب لا يحتوي على معلومات سرية. وفي مثل هذه الحالات يُطلب من مسؤولي الأمن القومي السابقين تقديم مخطوطات إلى وكالتهم السابقة قبل النشر حتى تتمكن الحكومة من مراجعتها بحثًا عن مواد سرية، يجب حذفها في حال وجدت .

من هنا فانه اذا اعتبر ان هذا الكتاب لا يحتوي على معلومات سرية ، فيمكن لصاحبه ان يحتفظ بالمبالغ والارباح منه. اما اذا تبين ان في الكتاب معلومات سرية ، فسيخسر جون بولتون أرباحه من صفقة الكتاب، ويعرض نفسه للمسؤولية الجنائية.

كتاب بولتون ليس اول كتاب ينشر للإساءة للرئيس الاميركي فقد سبقه بعامين كتاب “المعتوه” الذي ألفته أوماروسا نيومان المساعدة السابقة في البيت الأبيض . تتحدث في الكتاب عن تفاصيل تجربتها أثناء عملها لمدة عام مع الرئيس ترامب . هذا الكتاب حقق مبيعات هائلة واحتل المركز الثاني في قائمة الكتب الاكثر مبيعا في الولايات المتحدة.
ويعتبر الإعداء الأكثر إثارة للجدل في كتابها هو أن لديها تسجيلاً صوتيا لترامب وهو ينعت السود بلفظ عنصري ، ولكن هذا التسجيل لم يظهر الى العلن .
نيومان التي كانت تعتبر أبرز المناصرين السود للرئيس الأمريكي قبل عزلها من منصبها في البيت الابيض حظيت بشهرة واسعة من خلال كتابها الذي تصف فيه الرئيس الأمريكي بالعنصري، وهو ما يتعارض مع ما كانت تقوله قبل أن تُفصل من وظيفتها. كما اتهمت ترامب بأنه أدلى بتصريحات امامها يزدري فيها من الفلبينيين وأقليات أخرى. كما زعمت نيومان كذلك أنها شاهدت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إحدى المرات وهو يأكل الورق.
وكان ترامب رد على نيومان، ووصفها في سلسة تغريدات بانها “كلبة” و”مسعورة” و”وضيعة”.

 

حين نطوي الصفحة الأخيرة من الكتاب يتبادر الى ذهننا أمرين: أولهما ان بولتون خان الأمانة بسبب الحقد الشخصي والبحث عن شهرة، وثانيهما انه لحسن الحظ ان ترامب لم يسمع منه والا لغرقت المنطقة بحروب كوارثية.

الكاتب

كارلوين البعيني فلوريدا- الولايات المتحدة الاميركية

الكاتب:كارولين بعيني

Views: 2

ADVERTISEMENT

ذات صلة ، مقالات

التالي