مجددا يعود اردوغان إلى سياسات أجداده السلاجقة العثمانيين في فرض سياسة التتريك التي بدأت تظهر بكل قبحها في مناطق سيطرة الاحتلال التركي غرب وشمال سورية فبعد فرض مناهج التعليم التركية وبعد استبدال أسماء المناطق العربية بأسماء تركية راحت سلطات الاحتلال التركية تفرض على المواطنين السوريين في تلك المناطق التعامل بالليرة التركية بدلا من الليرة السورية .
وكما كان نظام اردوغان شريكا رئيسا في الحرب العدوانية الإرهابية وسفك دم السوريين بل مساهما أساسيا في إشعالها وتأجيج نيرانها طوال السنوات الماضية يبرز دوره الخطير والإجرامي اليوم كطرف في الحرب الاقتصادية المدمرة من خلال استبدال الليرة السورية بالليرة التركية والعمل بكل الوسائل على تدني العملة الوطنية السورية وتشجيع المضاربات والتلاعب بأسعارها وجعل المناطق التي يسيطر عليها مراكز لتهريب العملة وبث الشائعات الكاذبة حول انهيارها في محاولة لتدمير الاقتصاد الوطني السوري .
ولم يكتف نظام أنقرة بالتدمير والتخريب المنهجين وارتكاب الفظائع الكبرى بحق الشعب السوري فبالتوازي مع دعم نظام اردوغان للعصابات الإرهابية بكل أنواعها وتصنيفاتها قام بعملية نهب منظمة للثروات السورية فسرق المصانع والآثار والنفط والصوامع والمحاصيل وخاصة في حلب وليس عبثا أن يطلق المواطنون على اردوغان لص حلب وحتى المشاتل والبذور المحسنة والشتول المطورة في مزارع الايكاردا المعروفة لم تسلم من يد لصوص النظام التركي .
ويحاول اردوغان إعادة عقارب الزمن إلى الوراء أكثر من مئة عام حيث قامت سلطنة أجداده البائدة في إعمال سياسة التتريك بالقوة في البلدان العربية الرازحة تحت الاحتلال العثماني وقد فشلت هذه السياسة فشلا ذريعا وحفزت العرب آنذاك على مقاومة المحتل التركي وطرده من كل شبر من الأرض العربية وما نشاهده من مقاومة أهلنا الجبارة في الشمال والجزيرة للاحتلال التركي ورفض التعامل بالليرة التركية يؤكد أن هذا الاحتلال البغيض سيكون مصيره الطرد ولن يجد بيئة حاضنة له مهما كانت سطوته وستنقلب سياسة التتريك التي يتبعها حاليا وبالا عليه كما انقلبت وبالا على إمبراطورية أسلافه المريضة التي اندثرت إلى غير رجعة .
tu.saqr@gmail.com
Views: 4