مها سلطان
ما زالت إيطاليا تتحدث عن «الجرح الذي ما يزال مفتوحاً» مع الاتحاد الأوروبي منذ أن تركها وحيدة بمواجهة كورونا رافضاً الاقتراب منها أو السماح لها بالاقتراب من أي من دوله وكأنها «عنزة جرباء».
لا زال الجرح مفتوحاً وساخناً وكأنه أصاب إيطاليا بالأمس رغم مرور شهور على تفشي كورونا، وتمكنها من السيطرة عليه تقريباً. لا زالت إيطاليا تشعر بالخيانة من جيران هم «الباب على الباب» كما نقول في عاميتنا، ومع ذلك فإن أحداً منهم لم يدق الباب ويسألها تقديم المساعدة أو التعاون، بعكس ما فعلوا مع فرنسا عندما كان مرضاها يتم استقبالهم في مستشفيات الجوار (ألمانيا وسويسرا) لتخفيف الضغط عن المستشفيات الفرنسية، علماً أن إيطاليا لا تقل عنهم أهمية في إطار الاتحاد الأوروبي، وكان لا بد للإيطاليين أن يتذكروا (ويتحسروا) ويذكّروا جيرانهم كيف أن قطار الاتحاد انطلق من عاصمتهم عبر معاهدة روما 1957، حينها شكلت إيطاليا مع كل من فرنسا وألمانيا النواة الصلبة لهذا الاتحاد (الذي كان يسمى السوق الأوروبية المشتركة وكان مكوناً فقط من 6 دول، الدول الثلاثة تلك مع بلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا ليصبح عام 2013 باسم الاتحاد الأوروبي بوجود 28 دولة قبل خروج بريطانيا منه عام 2016 والذي أصبح نافذاً بداية العام الحالي 2020).
ولأن إيطاليا ما تزال تتحدث عن جرحها المفتوح، فهذا يعني أنها لم تغفر للاتحاد الأوروبي خيانته وتقصيره، بدليل أن ما كان يسمى «الهمس المنخفض» للخروج من الاتحاد سيتحول في الغد (الخميس) إلى حديث رسمي مع الإعلان عن ولادة حزب «إيتال إكسيت/Ital exit» على غرار الحزب البريطاني «بريكست/Brexit» الذي أسسه نايجل فاراج.
الحزب الإيطالي مؤسسه عضو مجلس الشيوخ جيانلويجي براغواني، وهدفه تنظيم خروج إيطاليا من الاتحاد الأوروبي، والتنسيق مع حزب “بريكست” البريطاني لضمان النجاح.
براغواني وصف نايجل بأنه «بريطاني حقيقي، والوحيد الذي أرسل تكنوقراط بروكسل إلى الجحيم».
«نحن أيضاً سنرسلهم إلى الجحيم» يقول براغواني.
ماذا عن موقف الاتحاد الأوروبي؟
حتى الآن.. لا تعليق. لكنه حال لن يدوم، علماً أن الاتحاد لا يملك منع إيطاليا من الخروج، تماماً كما كان حاله مع بريطانيا
Views: 6