باتت مسألة النظافة في هذه المرحلة و كل الجهات مستنفرة لمواجهة و تصدي فاعل للوباء كورونا, حديث الناس والشغل الشاغل للجهات القائمة عليها ومازالت، ففي حين يلقي المواطن المسؤولية على مجالس المدن و البلدان و البلدان و القرى يتهمهم بالتقصير، يبحث الأخير عن حلول إسعافية وطرق مبتكرة لردم الهوة الكبيرة، التي راكمتها سنوات من التقاعس وغياب الإرادة من قبل بعض المفاصل, بين ماهو منوط به من أعباء ومسؤوليات وبين الإمكانيات والموارد المتاحة في ظل الظروف الحالية التي يشهدها البلد.من خلال إجراءات الوقاية من فايروس الكورونا
ومن يعتقد أن النظافة هي مسؤولية جهة بعينها فهو مخطىء تماماً، إنها ثقافة وحالة صحية يعيشها المجتمع بأكمله تتضافر معها كافة الجهود المخلصة، حيث تبدأ من الدائرة الأضيق في المجتمع وهي الأسرة، فإلى أي مدى نربي أولادنا على المحافظة على نظافة الطرقات والمدارس كما هو البيت, وأين التوعية وما أدواتها المجتمعية, وهل عامل النظافة مسؤول عن الفوضى التي تشهدها عملية إلقاء القمامة في جميع الأوقات على الأرصفة دون التقيد بأوقات إلقائها, ناهيك عن بعض المشاهد المتكررة والمؤذية والمتمثلة بامتهان البعض نبش الأكياس والحاويات وجمع بعض قطع البلاستيك أو ماشابه لبيعها ما يؤدي إلى نثر القمامة وتفاقم الأوضاع..
إن ماذكرناه لايبرر على الإطلاق تأخر نقل القمامة إلى المكبات المخصصة وترحيلها من الشوارع حيث تبقى في بعض الأحيان عدة أيام وما يحمل ذلك معه من روائح كريهة وانتشار للأوبئة والأمراض والقوارض، لكن السؤال الذي يطرح نفسه دائماً، لماذا هذا التقليد المتبع منذ زمن طويل في كافة المناطق المكتظة بالسكان, والمتمثل بوضع أكياس القمامة في زوايا الطرقات وعلى الأرصفة في أوقات محددة سابقاً, بدلاً من قيام المواطنين بحملها ورميها في الحاويات المخصصة، وبالتالي للنهوض بواقع النظافة يجب تحديد مكامن الخلل وتصويبه ووضع الآليات المناسبة للواقع المعاش وليس للواقع الخيالي كما يشتهي الكثير.
استطلعت البلاد. آراء عدد من المواطنين حول واقع النظافة و إجراءات الوقاية من الوباء في بعض المدن و البلدان في الوقت الراهن، فجاءت الإجابات متباينة بعض الشيء ومشتركة في عدة نقاط، حيث رأى بعض المواطنين أن المسؤولية تشاركية بين الأهالي والجهات المعنية، من حيث قيام الأهالي بالمحافظة على النظافة والتقيد بأوقات جمع القمامة وقيام عمال النظافة بكنس الشوارع وجمعها وضرورة زيادة عدد العمال والآليات وامتلاك الناس الإحساس بالمسؤولية و الاهتمام بنظافة أحيائهم، كما يريدون أن تبقى منازلهم نظيفة مع فرض الغرامات بحق المخالفين.
عضو المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق لقطاع البلديات المهندس محمد مضاوية اوضح في هذه الظروف المحرجة و التصدي لوباء الكورونا عمال النظافة في أرجاء المحافظة يؤدون واجبهم ولكن المشكلة برأيه تكمن بعدم تقيد الكثيرين بمواعيد رمي القمامة حتى إن بعضهم يرمي الأكياس بعد رحيل سيارات النظافة ومنهم من يضعها منذ الصباح ما يؤدي إلى تناثر محتوياتها في الشارع وتصبح عملية التنظيف صعبة وبالتالي يجب التقيد بالمواعيد وفرض الغرامات المالية بحق المخالفين.
في حين السكان في كل مكان أن واقع النظافة لايزال سيئاً وفي بعض الشوارع لاترحل القمامة إلا بعد أن تتفسخ وتنشر التلوث والأمراض معتبراً أن الواقع الحالي يستحق الأفضل و خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة أنه بات يوجد مصيبة اسمها النظافة في كافة المناطق حيث أصبحت مكبات القمامة على الطرقات وأن الخدمة سيئة للغاية في حين وجد البعض من المواطنين أن واقع النظافة مقبول وتحسن عن الفترة الماضية. و يقول آخرون أن جهود عمال النظافة مشكورة في نقل القمامة ولكن المشكلة في قلة عدد الحاويات يضاف إلى ذلكعدم التزام المواطنين بمواعيد رمي القمامة وعدم وضعها بأكياس محكمة الإغلاق كما يقوم البعض, و فيما يتعلق بحملات النظافة و التي تتبارى البلديات بتنفيذها, وحتى لانبخس الأشياء حقها، لابد من التنويه إلى جهود كافة الجهات الحثيثة لتحسين واقع النظافة حيث تقوم حاليا بأكثر من حملة نظافة و تعقيم تشمل كافة المناطق بالتعاون بين الدوائر الحكومية والوحدات الإدارية والمنظمات الشعبية والمتطوعين، و الهلال الأحمر السوري بحيث تعتبر بحق كرنفالاً للنظافة.
و اليوم من خلال ما نرى من حملات و إجراءات مكثفة للوقاية من فايروس كورونا نشاهد قيام عمال النظافة بكنس الشوارع وإزالة مخلفات الأتربة والحدائق مع العلم أنها ليست من اختصاصهم, بل توجد جهات أخرى مسؤولة عن الحدائق والردميات ومخلفات البناء، كما تابعنا بعض عمليات ترحيل القمامة بواسطة السيارات وتفريغ الحاويات و تعقيمها ليتم نقلها إلى المكبات المخصصة وقد قال بعض عمال النظافة للبعث نحن لانطلب شيئاً سوى حقنا و تشميلنا بالمكافآت و تعويضنا لأننا بتماس مباشر بالقمامة و الطرقات, و بالعودة لعضو المكتب التنفيذي مضاوية و حول واقع النظافة بهذه الظروف و إجراءات التصدي للوباء, و يقول أن مسألة النظافة في هذه الظروف مسالة مهمة تتطلب جهدا إضافيا للوصول الى نظافة كاملة مع تعقيم الشوارع و الآليات و الأشخاص و تعتمد الإجراءات على العمال والآليات والأدوات.فعلينا أن نبدأ من أنفسنا ولنتذكر بأن النظافة من الإيمان،و علينا عدم الاستهانة و الاستهتار بهذه الجائحة ونأمل من المعنيين مواصلة العمل على تحسين واقع النظافة ونطالب بتشديد العقوبات بحق المخالفين لنعود لمدن و بلد خالية من أي وباء
البلاد، عبد الرحمن جاويش
Views: 6