وكان الحريري الذي استقال من رئاسة الوزراء في أكتوبر تشرين الأول أمام احتجاجات في عموم لبنان قد قال إنه مستعد لقيادة حكومة تنفذ الإصلاحات التي اقترحتها فرنسا حتى يمكن للبنان الحصول على مساعدات دولية هو في أمس الحاجة إليها.
لكن الحريري أبرز السياسيين السنة في لبنان أخفق في الحصول على دعم الحزبين المسيحيين الرئيسيين وهما التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية.
وكان من المقرر إجراء المشاورات البرلمانية لتسمية رئيس وزراء جديد يوم الخميس لكن الرئيس ميشال عون أرجأ المناقشات بعدما تلقى طلبات من بعض الكتل البرلمانية لتأجيلها.
وقال حزب التيار الوطني الحر الذي يتزعمه جبران باسيل صهر عون إنه لا يمكنه دعم شخصية سياسية كالحريري لأن مقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا إلى حكومة إصلاح يشكلها ويقودها “اختصاصيون”.
وأضاف في بيان “واستنادا إلى ذلك أجمع المجلس السياسي على عدم تسمية… الحريري لرئاسة الحكومة” مضيفا أن تأجيل الرئيس المشاورات أسبوعا لن يجعل الحزب يعيد النظر في موقفه.
ولا يزال بإمكان الحريري الحصول على أغلبية برلمانية إذا ساندته جماعة حزب الله الشيعية وحليفتها حركة أمل لتولي المنصب.
لكن عدم مساندة الكتلتين المسيحيتين الرئيسيتين له سيمنحه في أحسن الظروف تفويضا هشا لمواجهة أسوأ أزمات لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى عام 1990.
وسقط لبنان في هوة الاضطرابات المالية وانهارت الليرة. كما تسبب كوفيد-19 وانفجار مرفأ بيروت قبل شهرين في تفاقم الأزمة ومعاناة لبنانيين كثيرين من الفقر.
كان الحريري الذي تولى رئاسة الوزراء مرتين قد استقال بعد أسبوعين من احتجاجات حاشدة قبل عام.
وتحولت المظاهرات التي أشعلت فتيلها خطط لفرض ضرائب على المكالمات الصوتية عبر تطبيق واتساب للتراسل المملوك لفيسبوك إلى حركة احتجاجية أوسع نطاقا ضد النخبة السياسية في لبنان.
Views: 2