على الرغم من توصل موسكو وواشنطن قبل أيام قليلة إلى اتفاق سريع لاستئناف اتفاقية الحد من الأسلحة الإستراتيجية، عمد الرئيس الأمريكي جو بايدن في أول خطاب له حول سياسته الخارجية إلى تصعيد نبرته ضد روسيا، متهماً خلفه ترامب بأنه كان ضعيفاً وخاصة إزاء الرئيس بوتين، وخص الأخير أكثر من ذلك حين أضاف: “لقد قلت بوضوح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبشكل مختلف جداً عن سلفي، إن الزمن الذي كانت تخضع فيه الولايات المتحدة لأفعال روسيا العدوانية قد ولّى”.
لم يمر هذا الكلام من دون إدانة قوية من الكرملين، حيث قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف: “إنه خطاب عدائي جداً وغير بناء، نأسف له”. إلا أن بيسكوف أعرب عن أمله في إبقاء “أساس للتعاون، رغم الكمّ الهائل من الخلافات والاختلافات حول مسائل أساسية” وجاء ذلك غداة تصريحات شديدة اللهجة حيال روسيا أدلى بها بايدن داعياً إلى الإفراج عن المعارض ألكسي نافالني.
وكما قال مسؤلون روس عدة قبل وصول بايدن إلى البيت الأبيض: لا ننتظر منه مواقف إيجابية تجاه روسيا إلا أن هذه البداية الحادة في تصريحات بايدن لم تكن متوقعة ويمكن أن تزيد التوتر الذي سيترك بصماته السلبية على الخلافات التقليدية بين البلدين ، سواء في أوكرانيا والقفقاس أو آسيا الوسطى، أم في ليبيا وسورية وفنزويلا.
ومن الصين إلى روسيا يبدو أن العلاقة مع إدارة بايدن ستزداد توتراً في المرحلة القادمة في ضوء ما جاء في أول خطاباته أمام موظفي البيت الأبيض، فالحرب التجارية التي حضر لها ترامب مع الصين تركت آثارها الاقتصادية والمالية التي لن يكون تجاوزها سهلاً والعلاقة المتأزمة التي بدأها مع الكرملين تشير إلى أنه يتوقع أن يكون أسلوب بايدن مع فلاديمير بوتين على قاعدة العدو الحميم.
لكن موسكو لن تتهاون وردت على مزاعم الغرب وأمريكا إزاء المعارض نافالني بصورة حازمة وذلك بسجنه لمدة ثلاث سنوات وطردت عدداً من الدبلوماسيين الغربيين الذين تواجدوا في التظاهرة التي دعا إليها نافالني في موسكو، ومن المعروف عن بوتين أنه يزداد صلابة عندما يتعلق الأمر بسيادة بلاده وأمنها ولن يتراجع أمام إدارة بايدن أو يفرط بأي من النجاحات والإنجازات التي حققتها موسكو عالمياً وعلى أكثر من صعيد.
Views: 3