قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتشكيل ما يسمى “التحالف الدولي” الستيني بذريعة مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي والواقع أن هذا التحالف المزعوم، حارب كل شيء عدا “داعش”، بل شكل “التحالف” غطاء لتشغيل “داعش” ورعايته ودفعه لاحتلال مساحات واسعة في العراق وسورية ومدن كبرى كمدينة الموصل بعد تزويده بكميات كبيرة من الأسلحة والمعدات الحديثة ووقف “التحالف” أيضاً بوجه كل القوى والجهات التي حاربت التنظيمات الإرهابية بصدق وجدية وليس باستعراضات إعلامية ودعائية.
عندما دحر الجيش العربي السوري وحلفاؤه المجموعات الإرهابية من أغلب المناطق في سورية، سارع “التحالف” بقيادة واشنطن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه المجموعات وخاصة متزعمي تنظيم “داعش” الإرهابي من دير الزور وشرق الفرات، حيث نقلهم بالمروحيات إلى معسكراته في العراق، لإعادة تدويرهم واستخدامهم ثانية في معارك قادمة يخطط لها لتعويض بعض من خسائره وفشل مشروعه الإرهابي في كل من سورية والعراق.
مع بداية العام الجاري عادت الولايات المتحدة إلى إحياء بضاعتها القديمة من مجموعات “داعش” وإخوته، وحسب معلومات دقيقة ساقتها وكالة “سبوتنيك” الروسية الإخبارية عن مصدر خاص يقول: (وفقاً لتقارير موثقة فقد عقدت سلسلة لقاءات لممثلي أجهزة كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وعدد من دول المنطقة منذ بداية العام الجاري في منطقة التنف، التي تحتلها الولايات المتحدة في جنوب شرق سورية، وكذلك في الدول المجاورة لسورية بمشاركة متزعمين ميدانيين لتنظيم “داعش” وجماعات إرهابية أخرى، حيث تم بحث قضايا تكثيف الهجمات على قوات الحكومة السورية والقوات الرديفة، وكذلك على قواعد عسكرية روسية في سورية).
وتأتي عملية إعادة تنظيم “داعش” إلى النشاط الإرهابي بواسطة أجهزة استخبارات دول “التحالف” لتؤكد المؤكد ألا وهو عمق العلاقة بين هذا التنظيم وكل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا،حيث فضحت التقارير والوقائع الميدانية هذه العلاقة ولم تعد خافية على أحد بعد أن شوهدت الحافلات والطائرات الأمريكية وهي تنقل متزعمي التنظيم والعشرات من إرهابييه من السجون التي تسيطر عليها مع ميليشيا “قسد” في الحسكة والمئات منهم من العراق إلى منطقة التنف السورية للقيام بعمليات هجومية ضد الجيش العربي السوري والمدنيين في البادية السورية.
هذا هو “التحالف الدولي” الذي أقاموا الدنيا ولم يقعدوها حول دوره “النبيل” وصوروه بأنه قادم لتخليص المنطقة من الإرهاب، وعملت أضخم الماكينات الإعلامية العالمية على أنه المنقذ، وإذ به بالحقيقة الحامي الأول والراعي الأول للإرهاب الذي لا يراد له أن ينتهي.
Views: 6