إن ما جرى في الأقصى لربما هدفه إعادة بناء هيكل سليمان أو ما يعرف بمعبد بيت همقدش وهو المعبد المقدس اليهودي الأول في القدس الذي بناه الملك النبي سليمان حسب معتقدات اليهود والذي دمره نبوخذ نصر الثاني أحد ملوك الكلدان الذين حكموا بابل وبلاد الرافدين، ويعتقد الحاخاميين اليهود أنه موجود مكان مسجد قبة الصخرة أو بجانبه وبظنهم أن المسيح اليهودي سيعيد بناءه لعبادة إله اسرائيل وإعادة ضم تابوت العهد.
فالحملة الصهيونية التي بدأت في الأونة الأخيرة بالقدس وامتدت لاحقاً لتشمل الفلسطينيين على جميع أراضي تواجدهم هو أن الهدف منها ليس قومي كعادته أو كنا قد اعتدنا على فهمه على هذا النحو، وذلك يتم من خلال اغتصاب أرض جديدة والإستيطان بها بحجة تمسكهم بقضيتهم وأن الأرض لهم منذ تواجد أجدادهم ذريّة بني إسرائيل.
وبالتالي إن دولة الصهاينة ليست علمانية كما تدّعي من خلال تسليط الضوء على نفسها بأنهم أقلية لطفاء يناشدون بالسلام وإنما هي دولة دينية متطرفة شأنها شان داعش وغيرها من المنظمات التخريبية الصهيونية المموملة من دولتهم.
لنعود قليلاً الى تأسيس مملكة صهيون العالمية، فحسب بروتوكولات حكماء صهيون وكانت المزاعم أن أول مؤتمراتهم عقدت في مدينة بال السويسرية سنة ١٨٩٧ برياسة زعيمهم هرتزل، وقد اجتمع فيه نحو ثلاثمائة من أعتى حكماء صهيون كانوا يمثلون خمسين جمعية يهودية، وقد قرروا في المؤتمر خطتهم السرية لاستعباد العالم كله تحت تاج ملك من نسل داوود.
تظهر هذه الخطة السرية مدى حقد اليهود على الأمم والضغن على الأديان الأخرى كما تظهر الخطة حرصهم على السيطرة والتحكم بالعالم عن طريق افساد الحكام ومحاربة كل ذكاء يظهر بين كل من هم غير يهود مع الاستعانة على تحقيق كل ذلك بالنساء والمال والمناصب والمكايد.
فبعد قبض الصيارفة اليهود على زمام الدولار في القارة الأمريكية ومن ورائها جميع الأقطار وان الذهب الذي يحتكره اليهود هو أقوى الأسلحة لإثارة الرأي العام وافساد الشبان والقوميات والقضاء على الضمائر والأديان حتى تستنزف كل القوى الممكنة.
ومن خلال حملاتهم الدعائية ترى أنهم يستخدمون المذاهب المتناقضة لخدمة مصالحهم فيدعون للعالمية والوطنية المتطرفة، والتسامح الديني والتطرف الديني، وينشرون الشيوعية ويشجعون الرأسمالية ويعملون على توسيع الخلاف بين الدول الديموقراطية والاشتراكية والشيوعية في الشرق والغرب.
وما زالت آثار العنصرية الصهيونة تظهر في أبشع صورها في عصرنا الحديث نذكر منها مشروع قانون صدر عام 2014 وينص على أن اسرائيل دولة الشعب اليهودي لاغياً مكانة اللغة العربية كلغة رسمية، ومسقطاً حق المواطنة، بشكل آلي عن مليون وستمائة ألف عربي
إن هذا القانون يكرس اسرائيل كدولة عنصرية تمارس التمييز الديني والعرقي في أبشع صوره، الأمر الذي يعني أن جميع المواطنين العرب غير اليهود من مسيحيين ومسلمين، ليس لهم أي مكان فيها.
بالإضافة الى اتخاذهم العنصرية كنهج وسلوك على حساب العرب من مسيحيين ومسلمين من خلال حركات نذكر منها حركة “كاهانا حي” الصهيونية العنصرية المحظورة التي تدعو الى بسط السيادة اليهودية على أراضي إسرائيل الكبرى.
ولا ننسى المحرقات والمجازر التي ارتكبت بحق أبناء الشعب الفلسطيني من قبل جماعات متطرفة يهودية اسرائيلية والاحتفالات التي قاموا بها بعدها منها الاحتفال بمحرقة قرية دوما.
لذلك نرى أن الخطر اليوم لعنته تتجسد بدولة الصهاينة المتطرفة ونحن نعلم أننا لا نجاهد الا عن غيرة انسانية وجودية قبل أن تكون قومية ولا بد من توحيد الصفوف ودعم المقاومة.
نذكر من القرآن الكريم قول الله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ
بقلم هاني أسامة ساطع
Views: 1