بفاصل زمني قصير جرت الانتخابات الرئاسية في سورية وإيران وأنجزت الدولتان هذين الاستحقاقين المهمين بكفاءة عالية ومشاركة كثيفة لافتة للنظر وسط حرب إعلامية ودعائية شعواء من واشنطن واتباعها للتشويش على هذه الانتخابات والتقليل ما أمكن من إقبال الناخبين عليها ومحاولة التشويش على نتائجها والادعاء أنها بعيدة عن الديمقراطية التي يتباهون بتطبيقها في بلدانهم ومثالها الأقرب الانتخابات الأمريكية التي كادت الفوضى التي اعترتها أن تنتهي بحرب دامية.
ولعل القاسم المشترك الأبرز بين الانتخابات السورية والانتخابات الإيرانية هو محاولات التعطيل والتشويه ذاتها وإنكار الإقبال الشعبي على المشاركة فيهما، ومنع الناخبين السوريين والإيرانيين من الوصول إلى مراكز الاقتراع في السفارات في بعض البلدان التي تدعي “الديمقراطية”.
ففي سورية حاولوا حتى اللحظة الأخيرة تعطيل إنجاز الانتخابات الرئاسية ومنعت ألمانيا وتركيا وصول السوريين إلى سفاراتهم وتعرض الناخبون السوريون للضرب وتكسير الحافلات التي نقلتهم إلى مقر السفارة السورية في بيروت وجرح العديد منهم واستشهد أحدهم.
وبخصوص إيران لم تتوقف الدعاية المضادة السوداء عن محاولات النيل من شرعية الانتخابات وتحريض الشعب الإيراني لعدم التوجه إلى صناديق الاقتراع وتلفيق الأكاذيب وتضخيم سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية متجاهلين أن هذا كله نتيجة سياسة العقوبات والحصار الاقتصادي ومحاربة الشعبين السوري والإيراني بلقمة العيش وحبة الدواء التي يمارسها الغرب وهو ما أوصل الأوضاع الاقتصادية في سورية وإيران إلى ما هي عليه من صعوبة، لدرجة يمكن معها القول إن الغرب يرتكب إرهاباً اقتصادياً لا يقل خطورة عن الحرب الإرهابية التكفيرية التي تستهدف البلدين.
مع ذلك فشلت محاولات واشنطن والغرب في ثني الشعبين الإيراني والسوري عن إتمام إنجازهما بالاستحقاقين الدستوريين الرئاسيين بإقبال كبير وبشكل أكثر تقدماً من المرات السابقة كلها.
لقد جدد الشعب العربي السوري ثقته بالرئيس بشار الأسد بغالبية مطلقة وبحماس منقطع النظير كما انتخب الشعب الإيراني إبراهيم رئيسي المعروف بمواقفه الصلبة والحازمة بأكثرية كبيرة ما أعطى رسالة واضحة وقوية لأعداء محور المقاومة أن زمام المبادرة في المرحلة المقبلة لن يكون إلا لهذا المحور المقاوم الصامد
Views: 0